صفية المغيريقطاع الصناعات الجلدية كغيره من قطاعات العمل الخاص والعام عانى جراء تردي الأوضاع الأمنية التي مر بها العراق وكذلك تردي الوضع الاقتصادي ناهيك عن عدم التخطيط وغياب الدور الحكومي في دعم المهن والحرف وسن قوانين وتشريعات تحميها من غدر الاستيراد غير المنظم والمنافسة غير العادلة بين الطرفين الأجنبي ( المستورد ) والمحلي .
حاولنا من خلال هذا التحقيق معرفة المشكلات التي تواجه الصناعات الجلدية في العراق والحال الذي وصلت إليه من خلال آراء عدد من أصحاب المعامل في بغداد . والمواطنين ولمعرفة رأيهم بالمنتج الأجنبي وشهادتهم عن واقع الصناعة في القطاع الخاص . إذ يقول( حبيب ظاهر ) صاحب معمل أحذية في شارع الرشيد : أن سبب انحسار أنتاج الأحذية والأحزمة والشحاطات بمختلف أنواعها يعود إلى دخول الكميات الكبيرة والمستوردة من الصين وسوريا والأردن وتركيا والإمارات وغيرها إذ أصبح الإنتاج في العراق لا يستطيع منافسة تدفق السلع الكبيرة وبأسعار تنافسية وأحيانا اقل لرخص العمالة هنالك بينما في العراق الآن العامل يأخذ جزءا كبيرا من أرباح المعمل كذلك اهتزاز ثقة المستهلك العراقي بالمنتجات العراقية وتفضيل المنتوجات الأجنبية .وأشار ( عبد الحميد محمد علي )صاحب معمل أحذية في جانب الرصافة إلى : أن سبب تقليص الإنتاج في المعامل العراقية كان بسبب الظروف الأمنية التي مر بها البلد في السنوات الماضية وارتفاع أجور العمال العراقيين ودخول السلع الأجنبية من مختلف المناشئ ومنافسة بالعمل والأسعار الأمر الذي اثر على الإنتاج العراقي . وأوضح لنا المواطن (احمد الخفاجي ) صاحب معمل أحذية : أن اكبر مشكلة نواجهها هي استيراد كميات كبيرة من الحذاء الصيني والذي يباع في السوق بنصف سعر الحذاء العراقي والمواطن هنا يضع ثقته بالمنتج الأجنبي برغم جودة السلع العراقية خاصة أذا ما أخذنا بنظر الاعتبار انخفاض سعرا لمستورد . الجلود العراقية لها سمعة وباع طويل على الصعيدين العربي والإقليمي فقبل عام 2003 كان التجار يأتون من مختلف الدول العربية للحصول على( القمصلة) العراقية بسبب جودة الجلد المستخدم في صناعتها أما ألان فقد اختلفت الأمور.وقد ذكر لنا ( طه احمد لفته ) يعمل سابقا في معمل لصناعة الأحذية والحقائب في شارع الرشيد : أن معاناة عمال قطاع الصناعات الجلدية في معامل الأحذية والحقائب والأحزمة في بغداد الذي يعد من اكبر تجمعات المعامل في العراق كبيرة وكثيرة وبرغم مرور أكثر من سبع سنوات على سقوط النظام السابق وتعاقب الحكومات بقيت معاناة عمال الصناعات الجلدية بسبب الاستيراد العشوائي فيما يقول ( فلاح عبد الحميد ) صاحب محل لبيع الأحذية المستوردة : بعد عام 2003 هبطت أسعار الأحذية المستوردة بشكل ملحوظ فأقفلت المعامل المحلية أبوابها وتركت الساحة للحذاء الرديء يستنزف جيب المواطن .. ويقول (سامر البياتي) صاحب محل لتصنيع الأحذية: منتجاتنا من الأحذية غالية الكلفة قياسا بالمستورد إضافة إلى أن الإقبال على شراء الحذاء العراقي ضعيف.ولمعرفة أراء المستهلك في هذا الموضوع التقينا المواطن ( رعد نجم ) والذي قال : لقد كنت اشتري في السبعينات أحذية من صناعة محلية وكانت متينة وجيدة وكانت هناك مصانع مشهورة في هذا المجال . أما ( رقية عبد العزيز ) قالت لنا : لم نعد نر في الأسواق أحذية عراقية نسائية
على الرغم من جودتها :الصناعات الجلدية تراجـعت والمستورد ينافسها بشدة
نشر في: 11 مايو, 2010: 04:38 م