TOP

جريدة المدى > مواقف > نادي الصيد العراقي يزدهر

نادي الصيد العراقي يزدهر

نشر في: 11 مايو, 2010: 05:09 م

ترجمة :اسلام عامر ينتظم العشرات من الناس  خارج نادي الصيد العراقي و ذلك في حفل زفاف ضخم في الثاني و العشرين من شهر تموز في عام 1993 كما هي عادتهم ان يحتفلوا يوم الخميس بحفلات الزفاف في العاصمة العراقية.
و كانت فكرة الزفاف تلك تعود لنجل الطاغية الاكبر عدي و ذلك كتدبير صارم كاستجابة ٍ للسنوات الثلاث التي مرت من عقوبات الامم المتحدة.لقد كان يوم عطلتي لذا دعتني والدتي لشرب القهوة في نادي الصيد العراقي. في البداية لم تجذبني تلك الفكرة و ذلك كيلا اقع بين المقارنة الكئيبة فيما بين المكان في الماضي و في الحاضر.لكن شعوري ذاك تبدد حال دخولي المدخل المعماري الرئيس و الذي كان في احد الايام لا يزيد على كونه بابا حديدي صدئ و من ثم ذهبت الى ساحة وقوف السيارات ذات اللون الاصفر المشرق و الظلة البرتقالية التي لم تكن موجودة قبل ذلك.لا تتردد كلمة (التقدم) الا نادرا  على ألسن العراقيين و لا حتى تستطيع ان تراها الا قليلا باستثناء بعض المحاولات المترددة التي يقوم بها بعض الافراد لكن الآن وقعت انظاري على ذلك الاستثناء.كان نادي الصيد العراقي مؤسسة قائمة بذاتها في بغداد من السبعينات الى الثمانينات. و في الوقت ذاته كان النادي مكانا للبنايات الفنية المزودة بأحواض السباحة الخاصة بها و اماكن الابداع و الحدائق المعتنى بها و المطاعم و صالات الحفلات التي اثثتها الشركات الايطالية و الفنلندية.لقد تم تأسيس النادي في التسعينات و كما نرى فإن اسمه كان لهواة الطيور و هواة الصيادين. و بعد ذلك تم تسليمه لعمليات الترميم و التغيير.نادي الشخصيات المهمةلقد كان في ملعب التنس الذي تعلمت انا و من بعدي اطفالي فيه المسكة الصحيحة لمقبض المضرب و كيفية لعب الضربات التي تكون بظاهر اليد.(على الرغم من قول ابني انه كان يطرد من الملعب عندما يكون عدي صدام على وشك الوصول)و كان هنا عندما كان عمري 12 عاما حيث كنت على الأغلب قد ارتطمت برجل يتمشى في الممر.ثم وجه نظره الى الاسفل نحوي بنظرة ثاقبة. و على الرغم من صغر سني إلا اني ادركت ان ذلك الرجل لم يكن طبيعيا حتى انه اخافني، فقد كانت تلك المرة الاولى و الاخيرة التي رأيت فيها صدام حسين وجها لوجه. على الرغم من انه دائم الحضور في غرفة المعيشة الخاصة بي و ذلك عبر شاشة التلفاز.و استمر الكفاح  في استمرار  نادي الصيد العراقي على مدى سنوات التسعينات. و ذلك على الرغم من ان اطفالنا بالكاد كانوا يعرفون ما هو الموز في تلك السنوات بسبب الحصار الاقتصادي  على العراق.واحة في الناديلكن النادي يزدهر الآن فماء  أحواض السباحة نضيف و حمامات الساونا مجهزة تجهيزا كاملا اما محال الحلاقة و قص الشعر فهي مفتوحة بالقرب منها.اني اسأل نفسي كيف تتم المحافظة على امداد الطاقة و الماء اللازم في ظل هذه الظروف. اما في النادي الرياضي تتمرن النساء تمرنا حثيثا بإشراف المدربين.و خلال سيرنا في البناية الرئيسية لاحظت مساحة مليئة بالحصى يتم تطويرها لتوفير المزيد من الخدمات المتنوعة مثل مصرف و محل لبيع الزهور و وكالة سفر و كشك للهاتف و مقهى للانترنت.وكان البناء على قدم وساق في اماكن العرسان الجدد.و في طريقنا الى الكافتريا كانت عمليات تصميم الأرضية تسير على نحو جيد في قاعة العرسان.و جلسنا في القاعة الشمسية  و طلبنا القهوة و تمتعنا بنسيم بارد وجلسنا على أريكة مريحة.و كان رجلان كبيران في السن انيقي الملبس احدهما يرتدي قميصاً ازرق و الآخر يرتدي قميصاً ابيض كانا يجلسان على اريكة مريحة يرتشفان القهوة التركية و كل منهما يقرأ صحيفته. و بلمحة واحدة استطعت ان اعرف ان اي واحد منهما لم يكن  يطالع الصفحات السياسية.كانت القهوة التي طلبناها مقدمة في كوب ابيض لامع ملصق عليه اسم نادي الصيد العراقي فلم ار ذلك منذ عقود.و اقامت مغنية البوب المغربية حسنا الشهر الماضي حفلا في النادي و حضرت شذى حسون الفائزة بلقب نجمة برنامج ستار اكاديمي بينما كانت لعبة (البينغو) اللعبة المقدسة في النادي!خارج الناديصدمتنا حقيقة الواقع حال ما قدنا السيارة خارج النادي و هو مكان مختلف اختلافا تاماً عما هو في الداخل.فلم تعد الاشجار الجميلة و الأرصفة النظيفة موجودة مثل ما كانت من قبل حيث انها آلت الى مكان غير جميل حيث ان الشوارع في يومنا هذا مليئة بالجدران الكونكريتية و الاوساخ و المهملات فضلا عن وجود الزجاج المكسر نتيجة الانفجارات الأخيرة والرصيف مكسر  و الطريق مسدود بجذوع النخيل  و الاشجار. و تجبرك الحفر  و المطبات على ان تقود ببطء حتى اني قمت بحسابها الى ان اضعت العد عند وصولي الى  العشرين.و اعتاد البعض على تسمية هذا الشارع بشارع الاميرات لكني اعجب لذلك فأي اميرة سترضى بالعيش في هذه المتاهة المدعوة بهذا الاسم؟لم َ يزدهر هذا النادي في حين تعيش الطرق خارجه تلك الظروف المأساوية؟عن :نيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram