تحقيق وتصوير  / إيناس طارق تعهدت  وزارة الصحة على لسان وزيرها في بعض الفضائيات بتبني علاج الطفلة فرح التي ولدت وهي مشوهة خلقيا،منع الكثير من المنظمات الانسانية المتخصصة بهذا الشأن من ايجاد حلول لمعالجتها، والغريب في الامر ان الوزارة تخلت عن تعهدها وتم تركها في المستشفى بانتظار مصيرها المجهول!
أصيبت بصدمة جعلتها تكف عن الكلام  لعشر دقائق بعد ان وقفت مذهولة مما رأته، فطوال 15 عاما من العمل في قسم الأطفال الخدج لم تر تشوها خلقيا كما شاهدته بفرح  الطفلة الحديثة الولادة  التي نقلت إلى القسم  مؤخرا. والداها  هربا بعد ساعة من ولادتها وتركاها في أروقة مستشفى العلوية، تبحث عن إجابة لماذا هي جاءت إلى الدنيا بهذه الهيئة الغريبة العجيبة؟وهذا ليس كلامنا إنما كلام الفريق الطبي المشرف على حالتها! rnسميت فرح.....ولكن سميت فرح لأنها لا تملك من الفرح شيئا إنما الألم والحزن والمرض والتشويه الذي  اخذ منها جمال الطفولة البريئة.وهي الان تبلغ من العمر اربعة اشهر.تقول الدكتورة ندى طبيبة أطفال اختصاص في مستشفى العلوية للولادة: حالات التشوهات الخلقية التي نراها الان عجيبة ولم نشاهدها في السابق  طوال فترة عملنا في الطب ومنذ 15 عاما وان اعمل طبيبة أطفال لم يمر أمام عيني مثل ما حملته الطفلة فرح الذي كان عبارة عن شق بالوجه بالكامل بمعنى أكثر وضوحا ان فص الدماغ بالداخل يحمل تشوها أيضا،وفتحة بالقلب،ولا تدمع عيناها لانها من دون جفون فنستخدم تقطير الدموع لها وهي لا ترى أيضا، وهذه حالة غريبة جدا،بحيث لم يستطع الفريق الموجود في قسم الخدج من تقبلها او حتى التقرب منها فترة من الوقت لان حقيقة شكلها وهيئتها مخيفة جدا وتجد عند المقابل رد فعل سلبيا لما هي عليه ويترجم هذا الرد بالاستياء والغضب لما أصبح عليه الطفل العراقي بسبب ماتعرض له من حروب مختلفة  طوال  العقود السابقة.rnظهور التشوهات بعد جيلين فضلا عن ان التشوهات الخلقية ليست مثل الامراض السرطانية التي قد تحتاج فترة من الوقت لتظهر على الإنسان مثل مرض اللوكيميا الذي ظهر بعد خمس سنوات تقريبا واحتلت محافظة البصرة النسبة الأكبر بعدد المصابين به نتيجة تعرضها إلى القصف بالاسلحة الحاوية على نسبة من اليورانيوم المنضب وهذا الكلام ليس عشوائيا انما جاء بعد ان ثبت علميا وعلى صعيد الابحاث الدولية، لكن التشوهات الخلقية تظهر بعد جيل او جيلين لكن بهذه السرعة فهذا الأمر يتطلب العمل على دراسة فورية وإلا السنين  المقبلة ستفاجئنا بحالات عجيبة غريبة،وأكدت ندى ان الإشعاع موجود ولا اثر له إذا كان بنسب قليلة ولكن عندما يزداد سوف يوثر   على الرجل او المرأة وبالتالي سيوثر  على تكوين الجنين خلال الأشهر الثلاثة الأولى  وخاصة عند تكوين الخلايا واذا كانت نسبة  اليورانيوم  تجاوزت الحد الطبيعي فمن المؤكد ان الطفل سيصاب بتشوهات خلقية في اليد او الوجه او الإذن او شق الشفة او الحنك الولادي حالتان غريبتان وتسترسل الدكتورة ندى في حديثها قائلة، عام 2009 استقبل مستشفى العلوية للولادة حالتين والفرق بينهما كان يومين فقط،  الحالة الأولى كانت لفتاة  ولأدتها كانت طبيعية ولم تعان الام من مشاكل طوال شهور حملها، الطفلة ولدت بعين واحدة فقط وما هي الا ساعات حتى توفيت والحالة الأخرى فتى ولد أيضا بعين واحدة وبنفس التشوه الخلقي الأمر الذي اثار استغراب ودهشة الكوادر الطبية العاملة في المستشفى،فكيف يمكن ان تولد  حالتان والفرق بينهما يومان فقط ولا صلة قرابة بين العائلتين ولان المستشفى  يحتضن الطفلة فرح  التي تتغذى عن طريق(أنبوب طبي يصل للمعدة) والحليب الذي تتناوله يحمل اسم(سمي لاك) ويبلغ سعره 10 آلاف دينار يتحمل الفريق الطبي المشرف عليها والعاملون في المستشفى نفقات تغذيتها وتوفير احتياجاتها الأخرى « الجدير ذكره « هذه الطفلة دون عناية ورعاية من وزارة الصحة.rnالنسب الأخيرة وإضافت ندى ان نسبة الوفيات بين الأطفال  الخدج زادت في السنين الاخيرة فالعراق سجل نسبة عالية بين بلدان دول الشرق الأوسط تليه دول قارة إفريقيا، فالمستشفيات الخاصة بالأطفال الخدج بالذات تحتاج إلى أجهزة إنعاش الطفل الحديث الولادة والناقص الوزن،إضافة إلى فتح دورات تدريبية للكوادر الطبية المختصة وتوفير الأدوية ومواد الإنعاش وأجهزة تساعد الطفل على نمو الرئة (جهاز التنفس الاصطناعي).وعلق الدكتور وعد طبيب اختصاص أطفال ومسؤول  شعبة الخدج  في مستشفى العلوية للولادة قائلا: ان حالات التشوهات الخلقية هي أزلية حيث العيوب الخلقية الناتجة عن اختلال الصبغيات  والكر وموسومات في العدد أو التركيب:  وحالة فرح ليست جديدة اذ ان حالات التشوهات الخلقية تعزى إلى زيادة نسبة السكان فيمكن احتساب نسبة الولادات قبل 20 سنة كم كانت بالشهر الرابع مثلا ومقارنته بالشهر الرابع لعام 2010  فلا يمكن ان نقول ان زيادة نسبة الإمراض السرطانية والتشوهات الخلقية كانت بسبب ت