متابعة اخبارية:انتهت، سريعا، ازمة الانتخابات البريطانية التي لم تأت بحزب الاغلبية البرلمانية، بعد ان تم تعيين ديفيد كاميرون رسميا رئيسا للوزارء ليلة امس الاول.وجاء هذه الاعلان عندما توجه زعيم حزب المحافظين البريطاني الى قصر باكينغهام في وقت متاخر من ليل الثلاثاء.
 وبهذا يكون اصغر شخصية تتولى رئاسة الوزارة في المملكة المتحدة منذ نحو مائتي عام.هذا النبأ خالف الترجيحات المعلنة، فقد كانت الامال معقودة على حدوث تقارب بين حزب العمال البريطاني الاحرار الديمقراطيين، قبل ان يكشف عن انتهاء المفاوضات بينهما دون ان يتم التوصل الى تفاهمات مشتركة بخصوص تشكيل حكومة ائتلافية.رئيس الوزراء الجديد وقف صباح امس الاربعاء امام مقر رئاسة الوزارة في 10 داونينج ستريتوقال انه سيشكل ائتلافا حكوميا قويا مع حزب الديمقراطيين الليبراليين.ومن وجهة نظر كاميرون فان هذا الائتلاف القوي هو السبيل الافضل لحكومة بريطانية قوية وقادرة على الاستمرار. واشار كاميرون الى وجود قرارات صعبة يجب ان تتخذ في المستقبل من اجل معالجة المشاكل التي تواجه البلاد، ومنها العجز في الموازنة.واعلن ايضا ان زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين نك كليج سيكون نائبا لرئيس الوزراء في حكومة ديفيد كاميرون الجديدة.وكان كاميرون قد غادر قصر باكينجهام بعد ان اصدرت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية قرارا بتعيينه رسميا رئيسا جديدا للوزراء في بريطانيا.وجاء تعيين كاميرون عقب استقالة غوردن براون من منصبه رئيسا للوزراء، بعد اخفاق جهود حزب العمال لتشكيل ائتلاف مع الديمقراطيين الليبراليين.وقال بروان الذي كان يتحدث رفقة زوجته امام مقر رئاسة الوزراء في 10 داوننج ستريت، ان عمله رئيسا للوزراء كان «تشريفا»، وانه يتمنى الخير والتوفيق لخلفه. كما اوضح براون انه سيتنحى ايضا عن مقعده البرلماني ويترك السياسة نهائيا.  وجاء قرار براون بعد ان اتفاق بين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين على صفقة لتشكيل ائتلاف حكومي.العمال والاحراروقد فشلت محاولات حزب العمال للتفاوض على صفقة تقاسم السلطة مع الديمقراطيين الليبراليين بعد نتائج الانتخابات البريطانية الاسبوع الماضي التي لم تعط لأي من الاحزاب الثلاثة الكبرى اغلبية لتشكيل الحكومة.وكان براون قد خلف توني بلير رئيس الوزراء العمالي السابق في حزيران عام 2007 بعد ان قضى عشرة سنوات وزيرا للخزانة.وجاءت استقالة براون بعد الانتخابات البريطانية العامة الخميس الماضي التي اسفرت عن برلمان معلق لم يستطع فيه أي من الاحزاب الثلاثة الكبرى تحقيق اغلبية، بيد ان حصة المحافظين كانت الاكبر من مقاعد البرلمان واصوات الناخبين.وكان حزب العمال قد اقر ان المفاوضات التي يجريها مع الديمقراطيين الليبراليين من اجل البقاء في السطة قد انتهت من دون اتفاق.وقبل ذلك بساعات أبلغ براون الملكة إليزابيث الثانية نيته الاستقالة من منصبه، وإنه سوف يرشح ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين ليشغل منصب رئيس الوزراء.وأضاف براون للصحفيين إنه «أحب وظيفته كرئيس للوزراء، ليس من أجل الخيلاء والمظاهر، ولكن «من أجل أن السلطة التي تمكنني من أجعل هذا البلد الذي أحب أكثر عدلا وأكثر خضرة، وأكثر ديمقراطية».نتيجة مغايرةوبينما كانت التوقعات تشير الى احتمال وجود «مشتركات» بين الجانبين (العمال والاحرار) ما قد يؤهلهما الى المضي قدما في تشكيل الحكومة، خصوصا بعد تنحي رئيس الوزراء عن قيادة حزب العمال، واعلانه لاحقا – ليل الثلاثاء على الاربعاء – استقالته من منصبه كرئيس للوزاء.وظن الجميع ان الامور تتجه، في هذه الحالة، في صالح العمال، ولو بوزارة لا يقودها بروان، الا ان عقبة النظام الانتخابي عقدت الامور وفاقمت من الفجوة بين الحزبين، خصوصا وان الاحرار يطالبون بنظام التمثيل النسبي.واقر حزب العمال ان المفاوضات التي يجريها مع الديمقراطيين من اجل البقاء في السطة قد انتهت دون ان تفضي الى اتفاق.ويفتح ذلك الباب امام صفقة بين الديمقراطيين الاحرار وحزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون الذي يتطلع الان لشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا بدلا من براون.خمسة أيام من المفاوضاتيشار الى ان الحزبين ما زالا يتفاوضان بعد مرور خمسة ايام على انتهاء الانتخابات البريطانية والتي لم تسفر عن فوز ساحق لاي حزب يضم له تشكيل الحكومة منفردا.والتقى كاميرون مع رئيس حزب الديمقراطيين الاحرار نك كليج لمدة ساعة مساء امس الاول.وكانت المحادثات بين العمال والاحرار قد بدأت رسميا الاثنين الماضي عندما اعلن براون انه سيتخلى عن منصبه كزعيم لحزب العمال.الا ان عدة شخصيات رفيعة المستوى في حزب العمال حذرت من التحالف مع الديمقراطيين الاحرار خاصة اذا اشتمل الثمن على منحهم استفتاء على تغيير نظام التصويت الانتخابي الى نظام يعتمد على التمثيل النسبي.وذكر اندي بيرنهام وزير شؤون مجلس الوزراء ان على حزب العمال ان»يحترم نتائج الانتخابات العامة ونحن لا نستطيع نتحاشى ان العمال لم يفوزوا».وكان كاميرون، قد قال في وقت مبكر الثلاثاء، إن شغله الشاغل منذ يوم الجمعة ا