حاوره : يوسف المحمداوي - تصوير/ مهدي الخالدي سلطنا الضوء في الحلقة الأولى من حوار ضيف الخميس على التأريخ الشخصي له فضلاً عن دخوله في عمق محيط الإسلام السياسي وتأثيراته على المجتمعات الإسلامية ومساهماته في بناء أحزاب دينية لا تؤمن بالديمقراطية كنظام وإنما كآليات قابلة للتطبيق وأضاف الباحث (المهندس المعماري ضياء الشكرجي) بأن الثورة الإسلامية في إيران هي المساهم الأول لبناء توجهات تلك الأحزاب،
وبين الشكرجي في الحلقة الثانية من الحوار أن التصورات الأمريكية حين عاشت الواقع العراقي وصلت الى قناعة بان العراق بحاجة إلى عمامة ليبرالية وهذا ما اتضح من خلال دعمها لبعض الشخصيات قبل انتخابات السابع من آذار الماضي حسب قوله، وأفصح الشكرجي بأن مسألة الطائفية والقومية أسس لها في مؤتمر صلاح الدين عام 1982 برعاية أمريكية ولكن بإرادة عراقية مضيفاً أن الذي يمتلك الأغلبية في البرلمان هو الذي تبنى المشروع الطائفي وكان من المفترض أن يتبنى المشروع الوطني العراقي ما دام يمتلك الأغلبية وفيما يلي نص الحوار:التيار الديني الشيعي هو المهيمن كيف تقيمون نتائج الانتخابات الأخيرة وإفرازاتها وهل لاحظتم ملامح تغيير ولو بسيطة؟- ملامح تغيير بسيطة جداً لم تحقق ماكناً نصبو إغليه، ونحن كديمقراطيين ضمن الرؤية العلمانية الليبرالية أو سمها كما شئت نحن نتطلع إلى التغيير ولكن هناك فرق بين الطموح والواقع، وتوقعاتنا كانت تقول لن يكون هناك تغيير كبير، وإنما كنا نعتقد بأن سيكون هناك تغيير نوعي محدود يكون مقدمة لتغيير كبير في المرحلة المقبلة وللأسف حتى هذا لم يحصل لأن الناخب ذهب إلى صندوق الاقتراع وشعاره التغيير لكنه انتخب نفس الخيارات السابقة. برأيكم أين الخلل؟- هنا أريد أن أوضح مسألة مهمة جداً فأنا أدين الطائفيين السنة بشكل كبير لأنهم ارتكبوا أخطاء كثيرة، لكن الخطأ الأكبر ارتكبته الأحزاب الإسلامية الشيعية في تكريس الطائفية، لأنهم جاءوا بعقلية وروحية تقول نحن كنا مظلومين ومضطهدين طائفياً ومورس ضدنا الإقصاء والتهميش، وكان الدور سابقاً للطائفة الأخرى، والآن وتحت ظل الديمقراطية الجديدة يجب أن يكون الدور لنا، باعتبارنا نمثل الأغلبية الطائفية بدلاً عن الأغلبية السياسية، وحتى الآن أحزابهم هي أحزاب شيعية والحال ينطبق على الأحزاب السنية كذلك، لكن التيار الديني في الأحزاب السنية أصبح ضعيفاً، بينما التيار الديني في الأحزاب الشيعية هو المهيمن، والتيار الذي أقصده ليس تيار دين وإنما تيار لتسييس الدين، بل هو دين آخر طائفي، مع العلم أن الإسلام السياسي لا يجب أن يكون بالضرورة طائفياً، وانا لي دعوة وجهتها عام 2006 إلى حزبي الدعوة والحزب الإسلامي، وقلت لهم إذا كنتم ترغبون بإلغاء الطائفية بالفعل لماذا لم تتوحدوا في حزب إسلامي واحد وبالتالي تكونون قد ساهمتما بإلغاء الطائفية، ولكن برأيي أن الحزب الإسلامي يتميز على حزب إسلامي آخر لا بعنوان أنه ينتمي الى فقه أبي حنيفة أو فقه جعفر الصادق أو الشافعي وإنما هم ينقسمون إلى إسلامي إرهابي، وآخر متطرف من دون مرحلة الإرهاب وإسلامي متشدد مؤمن بالديمقراطية وفق رؤية وفلسفة شرعية. هل الإسلامي المؤمن بالديمقراطية وفق رؤية وفلسفة شرعية موجود الآن في المشهد السياسي؟- نعم موجود ولكنه يمثل 5% من الإسلاميين الموجودين، وأنا أعتبر نفسي واحداً منهم، ولكن ماذا سيكون تأثير 5% إزاء وجود 95% من الأنواع التي ذكرتها ،وأنا مع احترامي للدين، اقول لماذا لم ترجع في كل شيء للإسلام مع ملاحظة أنه في كل قضية ذات بعد اجتماعي تجد عدداً هائلاً من الفتاوى وواحد منها فقط تجدها تلتقي مع رؤية مدنية أرضية وطبيعة بشرية وليست سماوية فلماذا لا نعود منذ البداية إلى مرجعية العقل، وإلى التجربة الإنسانية وهي التي تلتقي مع هذه الرؤى الفقهية المتعددة، وهذا هو الجوهر، فالجوهر هو الانطلاق من النزعة الإنسانية والعقلانية وعلى مبدأ النسبية، لأنه ليست هناك حقيقة مطلقة نهائياً فكل شيء متغير ومتحول في حياة البشر، وبالنسبة لي أن الله حقيقة مطلقة ومع ذلك اعتبرها نسبية. كيف تؤمن بها حقيقة مطلقة وتعود لتعتبرها نسبية؟- أنا أؤمن بها حقيقة مطلقة ولكن هناك غيري من الناس لا يعدوها كذلك، ومعي مجموعة من الناس يؤمنون بأنها حقيقة مطلقة ولكن حتى ضمن هذه الدائرة المتوافقة، هناك من لديهم فهم نسبي لأنهم بشر، فإذا كان يترتب على هذا الفهم أثر عملي فهناك دائماً مسافة بين النظرية والتطبيق، والازدواجية موجودة عند الإنسان بنسبة أو بأخرى، أذن اين هي الحقيقة المطلقة في عالم الناس، هذه المطلقات إدعاء بالواقع،أما إدعاء كاذب أو متأت من عدم فهم وعبارة عن سطحية في الرؤيا. أمريكا دعمت العمائم الليبرالية أمريكا هل لها مساهمة فيما حدث؟- بالتأكيد لأمريكا دور فعال في هذا الأمر، لكن نبقى نحن السبب الرئيس، بل نحن المؤسسون لهذه الظاهرة، وأمريكا في تصوراتها بعد أن عاشت الواقع العراقي وصلت إلى قناعة بان العراق يحتاج إلى عمامة ليبرالية، وهذا الأمر تجلى بوضوح عندما قامت بضخ المال لبعض أصحاب العمائم الليبرالية، والقضية ليست كما يتصورها الأمريكان لأنه ليس من الضروري حكم العراق بعمة ليبرالية أو مرجع لي
ضياء الشكرجي لـ المدى:من يمتلك الأغلبية في العراق يخشى من المشروع الوطني الديمقراطي
نشر في: 12 مايو, 2010: 06:27 م