TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > مغامرة شارلي شابلن وصوفيا لورين السينمائية

مغامرة شارلي شابلن وصوفيا لورين السينمائية

نشر في: 14 مايو, 2010: 04:30 م

 محمد علوان جبر بعد انتهائه من كتابة ونشر سيرته الذاتية بدأ شارلي شابلن في عام 1964 الاستعداد لاخراج فيلم “ كونتيسة من هونغ كونك “ ‘الفيلم الذي قال عنه شابلن   
:”لقد استلهمت قصة” كونتيسة من هونغ كونك” من رحلة قمت بها الى “شنغهاي” في عام 1931‘ وهي الرحلة التي اتاحت لي فرصة التعرف على عدد من المهاجرين الروس‘ الذين كانوا جميعهم من الارستقراطيين الذين قد فقدوا كل شئ ‘ ابتداء من وطنهم ...كانوا يعيشون حياة تعيسة‘ فالرجال كانوا يعملون في جر عربات النقل باليد‘ اما النساء فكن يكسبن قوتهن بالعمل في مجالسة الزبائن في المراقص الحقيرة.وعندما انفجرت الحرب العالمية الثانية كان معظم هؤلاء الارستقراطيين قد قضوا نحبهم كان اولادهم قد انتقلوا الى هونغ كونك حيث لاقوا مصيرا اكثر بؤسا بسبب ازدحام المدينة باللاجئين... هذا هو الاطار الخلفي الذي استخدمته في فيلمي. وقد حاولت أخراج فيلم الكونتيسة باكثر الاساليب صرامة لاضفاء جو واقعي على الموقف‘ انه فليم كوميديا رومانسية ولكنه مع ذلك ليس من طراز عتيق‘ فالرومانسية مازالت مطلوبة مثلها مثل الجنس والحب وعلم النفس ‘فهي الشرط الضروري للانسانية وبدونها لاقيمة للحياة “....كان شابلن قد عاد الى الصين في عام 1936 بعد العرض الاول لفلم “العصور الحديثة” بصحبة الممثلة “بوليت غودار” حيث تزوجا في مدينة كانتون بسرية تامة. مكث الزوجان في هونغ كونك لبعض الوقت ثم عادا الى سان فرانسيسكو....وفوق الباخرة التي استقلاها التقيا الشاعر/ السينمائي “جان كوكتو” الذي كان يقوم بجولة حول العالم كمراسل لصحيفة فرنسية . ويشير ابن شابلن الى أن والده قضى في اعقاب تلك الرحلة عدة اسابيع في كتابة سيناريو خصيصا لبوليت غودار ضمنه دورا سينمائيا لها ... وكان بطل القصة مليونيرا شابا يقوم برحلة سياحية في الصين ، يلتقي خلالها بمهاجرة روسية بيضاء تعمل في مرقص ، وتنشأ بينهما قصة حب . ويضيف ابن شابلن “ ... لقد كتب والدي السيناريو واضعا في ذهنه اسناد بطولته الى الممثل “ غاري كوبر” ، لشدة اعجابه به ، لاكممثل جيد ، وانما لانه لم يكن يحاول التمثيل . كان والدي متحمسا لهذا السيناريو ولكنه لم يستطع ان يمنع نفسه من كتابة سيناريو فيلم جديد عن هتلر ...”  ان الاحداث السياسية العاصفة بعد منتصف الثلاثينيات دفعت شابلن الى الانشغال بفيلم “ الدكتاتور” وتخلى عن فيلمه “ الصيني “ بعد ثلاثين عاما قرر شابلن العودة الى المشروع ، لكن كل شيء كان قد تغير .... شابلن انفصل عن غودار ، و غاري كوبر في عالم الخلود ، صورة العالم تغيرت كثيرا ، لذا عمد شابلن الى ادخال الكثير من التعديلات على القصة والسيناريو والشخصيات .  جرى تصوير الفيلم في استديوهات “ باين ود “ في لندن ومولته شركة “ يونيفر ساد “ التي وفرت الامكانيات الهائلة لشابلن من اجل تحقيق المشروع . وتجدر الاشارة في هذا المجال ، الى أن شابلن كان سيرفض تصوير فلمه في هونغ كونك او فوق سفينة حقيقية ، إذ أعلن مرارا انه يحتاج دائما الى تصوير افلامه في الاستوديو ، لان ذلك يتيح له فرصة كافية للتركيز. لم يسمح بزيارة البلاتوة سوى مرة لعدد قليل من الصحفيين والسينمائيين الذين أكدوا حرص شابلن كمخرج على ادق التفاصيل ، يتوتر احيانا لكنه في نفس الوقت لطيف المعاشرة، يراقب كل صورة ويشرح بلا كلل ما يريده من العاملين معه. بلغ مجموع الفترة التي عملتها “صوفيا لورين” مع شابلن اربعة عشر اسبوعا، اضطرت خلالها للسفر الى مدينة “كان” لبعض الوقت في مايو 1966 للاشتراك في عضوية تحكيم المهرجان. وقد منعتها ظروف حملها عن حضور العرض الاول للفيلم في باريس، وبعثت برقية الى المخرج قالت فيها :”كنت اعتقد انني على علم بكل ما يتعلق بمهنة التمثيل، لكنك علمتني كل شئ .... كنت اعتقد انني ممثلة جيدة، ولكني في واقع الامر كنت اكتفي بالظهور وتخليص نفسي بالامكانيات التي تتيحها لي بعض الخبرة، لقد علمتني فن التمثيل بجسمي وروحي وقلبي. ولكني كنت في الواقع فتاة صغيرة... واليوم بدات ادرك تماما ماهو الدور الجيد... لقد عشت خلال ثلاثة اشهر تحت سحر لايمكن وصفة “... اختار شابلن لندن مقر للعرض العالمي الاول لفيلمه، في سينما _كارلتون_ في 5/9/1967 بحضور الكسندرا دوقة كنت. وقد شهد شابلن العرض مع زوجته وثمانية من اولاده، وبدا مبتسما... ومع ذلك فقد سئل لماذا يبدو متوترا، ورد شابلن بعبارة من فيلمه “مسيو فيردو” :” انني اشعر وكانني انتظر وضع راسي تحت المقلصة وكل شيء على مايرام طالما ان سكين المقصلة لم تسقط بعد ...”. لقد سقط

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram