TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > أسرار في حياة شابلن..أمي اطلقت عبقريتي

أسرار في حياة شابلن..أمي اطلقت عبقريتي

نشر في: 14 مايو, 2010: 04:32 م

احمد فاضلسوف يبقى إلى الأبد في ذاكرتنا ذلك الضئيل الجسم الذي اضحكنا حتى سالت من عيوننا الدموع ، وهزتنا صعلكته أيام السينما الصامتة ، انه اليساري النزعة الذي عاش في كنف الرأسمالية واستلهم من الفقر والطفولة المنكوبة التي كانت تقبع في شوارع لندن الخلفية مناظر مؤلمة لأفلامه ومسرحياته ،
وكان يفترض ان رثاءه لاينقطع طالما ظلت هذه الصور الكئيبة تحاصره مذ كان في السابعة عندما سقط والده ميتا بسبب ادمانه للكحول ، ودخوله دار الايتام على ذمة القضية نفسها والتي كان يقول عنها وعن حياته دائما انها « ديكنزية النمط» * لايعلم متى يغادرها . في احدث كتاب للطبيب النفسي المعروف الدكتور « ستيفن وايزمان» قال ان مصدر الحزن الحقيقي لشابلن لم يكن في فقدان والده فقط بل في فقدانه لوالدته بالدرجة الاولى ،rn لأن الذي فقده في «هانا « لايعوض ، وقد زعم وايزمان ان هانا ونتيجة للفقرالذي عانت منه عملت كمومس في شبابها وتحملت نتيجة ذلك عواقب مأساوية على المدى البعيد ، وقد أصيبت بالزهري وهو مرض لايمكن الشفاء منه بسهولة في آواخر القرن التاسع عشر وأدى الى جنونها كما يشهد ذلك شابلن نفسه عندما كان في التاسعة عشرة من العمر ولم يكن قادرا على نسيانها . شابلن في سيرته الذاتية الخاصة التي نشرت عام 1964 كان قد ضم فصلا مؤثرا جدا عن عذابات طفولته في جنوب لندن حيث نسب ان الإضمحلال العقلي لوالدته والسجن لاحقا ناتج عن سوء التغذية لانها حرمت على نفسها الكثير من المواد الغذائية من اجل إطعام اطفالها ، وهناك الكثير من التفاصيل لم يكشف عنها في سيرته لانها وكما يقول شابلن يخجل عن ذكرها . لكنها ومع كل ذلك الحب الذي يكنه لها شابلن الابن لم تكن زوجة وفية كما كان يقول ، اذ سرعان ما تركت والده مرة اخرى مع شخص اكثر شهرة هو (ليو درايدن) بعد ان انجبت ابنا ثالثا . هانا الآن لديها ثلاثة اولاد من ثلاثة رجال وبعد ان هجرها درايدن اضطرت لقبول وظائف صغيرة في المسارح لإطعام طفليها حتى انها باعت ملابسها لدفع ايجار الشقة التي كانت تسكنها ، وتفاقمت عليها الامراض حتى داهمها صداع نصفي سبب لها العمى المؤقت رافقه هلوسات مرعبة واستمر حالها هذا قرابة شهر كامل جعل من المستحيل بالنسبة لها الاعتناء بهؤلاء الفتيان فنقلتهم الى ملجأ للأيتام ولما تعافت عادت اليهم لتأخذهم من ذلك الملجأ الذي قال عنه شارلي انه يكرهه أشد الكره لكنه لاحظ تغيرا قد طرأ على والدته فبدت اكثر هدوءا وكياسة عن ذي قبل ، فعكفت على قراءة الكتاب المقدس في محاولة منها لمحو ذنوبها وتناولها للدين كمخرج من امراضها واعتلال صحتها ، تشارلي بطبيعة الحال لم تكن لديه فكرة وهو في السابعة من العمر عن هذه المرحلة المهمة التي تمر بها والدته ووفقا لكاتب سيرته الذاتية فقد حاولت هانا ان تخفي سر مرضها الذي كشفته السجلات الطبية المعاصرة ، حيث تم في عام 1898 تشخيص حالتها على انه « السفلس « تصاحبه نوبات من شرود الذهن خاصة في مرحلته الثالثة كما تؤكد هذه السجلات . وايزمان قال ان الزهري من شأنه ايضا ان يكون قد سبب لها صداعا رهيبا لأنه هو ايضا من اعراض المرض ، ولأن هانا تركت نفسها دون علاج فان هذا المرض من شأنه ان يحدث خسائر كبيرة لديها ، الا انها ناضلت من اجل اطفالها وارسلت رسالة الى شارلي الأب تبلغه بحالها فأحس بتقصيره وخصص لها مبلغا شهريا تعتاش عليه بجانب ماكنة الخياطة التي كانت تساعدها كمورد مالي آخر للعيش ، واستأجرت لها ولاولادها غرفة علوية رخيصة بجوار المسلخ في لندن كيننجتون ، هذا الى جانب تشارلي الشاب الذي كان يساهم في دخل الأسرة عن طريق ما كان يقدمه من اعمال . لم تكن الايام القادمة باسعد من سابقتها فقد توفي والده عام 1901 نتيجة لتليف كبده عن عمر يناهز الـ 37 عاما ودفن في مدافن الفقراء ، بعد ذلك بعامين اصيبت والدته بانهيار عصبي ونقلت الى المستشفى فقد ازدادت عليها وطأة المرض حتى كانت تهذي وكان كل من رآها يحسبها سكرانة لفرط تمايلها وعدم سيطرتها على جسدها المترنح ، لم يكن امام شارلي سوى العمل بعد بلوغه التاسعة عشرة من العمر لإنقاذ نفسه واخوته من هذا البؤس وفي غضون عام وجدها تجول في الشوارع مرة اخرى فاعادها الى المستشفى ، انها الآن اكثر شفقة وتشارلي بالكاد يتحمل زيارتها لأن منظرها يصيبه بالألم ومع كل تلك المعاناة فقد القى بنفسه في العمل وساح البلاد ومر على قاعات الموسيقى ليتعلم منها كيف يمشي ويمزج تلك الحركات الكوميدية التهريجية بايقاعات موسيقية سريعة ، وعلى الرغم من انه تعرض لنكسات عديدة في كثير من الاحيان وصادف معارضة واستهجانا من هنا وهناك الا انه وفي النهاية استطاع ان يسقط على عقد مربح مع منتج كبير يدعى (فريد كارنو) وكون موهبته ليست في موضع شك فقد تأثرت علاقاته مع النساء بشكل دائم فلم تكن لديه أية فكرة عن كيفية معاملة البنات الا مع « بيكادللي « المومس اللعوب ، لم يكن حبا بقدر ماكان قضاء وطر لكنه واخيرا سقط في حبائل عارضة الازياء « هيتي كيلي « عام 1908 وصرح لها انه خائف من هذا الحب فقد يشغله عن مشواره الفني الذي بدأه خ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram