في حجرة الكمبيوتر رقم 302 تعلن معلمة شابة انتهاء الحصة ويصفق 20 شخصاً احتراما بينما تنطوي شاشة العرض الحديثة على نفسها تلقائياً، ويطفئ الطلبة أجهزة الكمبيوتر الجديدة الخاصة بهم من "ابل" ويشقون طريقهم إلى المصعد الخارجي،
 ويستغرق الأمر فترة قصيرة للوصول إلى هناك إلا أن هذا غير مفهوم لأن متوسط أعمار الطلبة في الفصل هو 65 عاماً، ويتواجدون هناك لحضور دورة تدريبية بعنوان "استراتيجيات المزادات على الإنترنت"."من يعيش طويلاً يتعلم كثيراً" هو أحد آلاف الأمثلة الشائعة في تايوان، فالسكان في تايوان، كما هو الحال في العديد من الدول الصناعية، من كبار السن، حيث يعد أكثر من 10% من السكان يبلغون 65 عاما أو أكثر، ويعد أمر شائعاً في تايوان أن تعيش ثلاثة أجيال تحت سقف واحد، وفي ظل انخفاض المعاشات وحيث أن المحالين للتقاعد لديهم وقت فراغ كبير فإنه يتوقع أن يشاركون في إعالة أسرهم، ويعطيهم الإنترنت هذه الفرصة.وقالت تشين تشاو-تشون، المعلمة في دورة مزادات الإنترنت "يشعر طلابي بشعور نجاح عارم عندما يكسبون أموالا في يوم واحد من بيع أشياء على موقع إي باي أو ياهو أكثر ما يحققه أبناؤهم الذين يعملون في المكاتب"، كما أشارت إلى تطلع طلابها إلى الاندماج في موضوع معقد.وقال تشين "يعتقد كثيرون إنهم ربما يصبحون عبئا على كاهل أطفالهم.. وهذا يقوض في ثقتهم الشخصية"، وتعلم تشين طلابها من كبار السن متفتحي العقل كل شيء يحتاجون لمعرفته لكسب المال من منازلهم في غضون 24 ساعة. وتقول تشين "نحن لا نبدأ من الصفر.. هؤلاء الطلاب يعرفون بالفعل كيفية تصفح الإنترنت قبل التسجيل في الدورة".وقالت تشين إن الخطوة الأولى وهي من أهم الخطوت هو الحصول على صورة ضوئية ملائمة للمنتج المطروح في المزاد، وهو في كثير من الأحيان ملابس داخلية أو لعبة أو شيء ما يدوي الصنع، ويجب بعد ذلك تحديد حجم الصورة وزيادة درجة وضوحها وهو أمر ليس باليسير بالنسبة للطلاب.وأوضحت المعلمة الشابة أنها تركت استخدام برنامج "فوتو شوب" لأنه معقد للغاية، إلا أن برنامج "فوتو إمباكت" يجدي نفعا.ويتعلم الطلاب استراتيجية تحديد السعر بعد تحميل الصور على موقع المزاد.وقالت تشين: "التايوانيون يحبون الحساب والمساومة والرهان.. وفي هذا المجال يعد كبار السن في كامل عافيتهم"، ووفقا للتقاليد التايوانية، فإن الوالدين من كبار السن يعيشان مع أبنائهم الكبار ويتوقع أن يعول الأبناء البالغين آبائهم، ويعد وضع أحد الوالدين في منزل لرعاية المسنين أمر مخزي.