TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > من أوراق الملك غازي

من أوراق الملك غازي

نشر في: 16 مايو, 2010: 04:14 م

الحلقة الثانية زهير كاظم عبود rnالوثيقة رقم (3) المملكة العراقية البلاط الملكي 1/كانون الاول/ 1933
 وفي اليوم نفسه استيقظت صباح اليوم مسرعا لاني بانتظار الاميرة عالية حيث ستصل بالقطار الى عاصمة مملكتها.. وسوف انتظرها قرب جنينة الوالدة وقد انبت عني خالي الامير حسين وبعض المسؤولين. وفي الساعة السابعة و(عشرة) دقائق حضره (حضرت) الى قصر الحرم العامر وقد استقبلتها في المدخل وقد بدأ عليها التعب والارهاق من السفر الطويل وقد سررت بقدومها.. وبعد لقاء قصير بيننا حضرة (حضرت) جلالة الملكة الوالدة وقد عزتها بفقيدنا المغفور له جلالة الملك فيصل الاول. وبعد استراحة قصيرة.. قدمت لها القهوة ولم تتناولها. ثم ذهبت الى قصر والدها جلالة الملك علي بن الحسين. وقد تركه (تركت) هذه المقابلة القصيرة الاثر الكبير والطيب في نفسي.. لزوجتي ملكة العراق المقبلة.. لقد كنت مسرورا باللقاء برغم قصره.. حمدا لله على كل نعمه.rnالتوقيع الملك غازي الاول ختم البلاط الملكي 1/12/1933  rnالتعليق:ولدت الملكة عالية في 19 كانون الثاني من عام 1911 بمكة المكرمة وهي ابنة الملك علي ملك الحجاز بن الشريف حسين بن علي بن عون، وشقيقة الامير عبد الاله والاميرة بديعة والاميرة جليلة والاميرة عابدية. وقبل ان يقترن الملك غازي بابنة عمه الاميرة عالية، اراد ان يتزوج الآنسة (نعمت) اصغر بنات ياسين الهاشمي حيث كانت صداقة بين بنات الهاشمي وبنات الملك فيصل (شقيقات الملك غازي) وربما تكون اخوات الملك قد حبذن لاخيهن الاقتران باحدى بنات ياسين الهاشمي، وصار هذا الخبر يتردد في الاوساط ، وعندما سمع نوري السعيد هذا الخبر طار صوابه، واسرع يوحد جهوده ومساعيه مع جعفر العسكري لإفشال تلك الزيجة، اعتقادا منهما انها اذا تمت فسوف تتيح لياسين الهاشمي مركزا خاصا يقضي به على طموحهما السياسي،وقد سافر نوري السعيد الى الاردن واتصل بالملك عبد الله من اجل الاسراع بتزويج الملك غازي بالاميرة عالية ابنة عمه الملك علي. وقد ذكر مصطفى العمري –مدير الداخلية العام يومها – ما يؤيد هذه الرواية فقال: في يوم 26 ايلول 1933 زارني محمود جلبي الشابندر ومصطفى عاصم، وقد روى لي الاخير ، ان ياسين الهاشمي كان يسعى الى تزويج ابنته من الملك غازي، الا ان السعيد وناجي شوكت وجعفر العسكري قد تدخلوا في الامر، ووسطوا الامير عبد الله والملك علي فحالوا دون ذلك، وعقد النكاح على بنت الملك علي، بالرغم من عدم وجودها في العراق. اما ناجي شوكت فقال في هذا الخصوص:تلقيت اشارة تلفونية من ديوان الرئاسة لحضور جلسة مستعجلة فوق العادة يعقدها مجلس الوزراء في ذلك اليوم، فلما حضرت وجدت نوري السعيد في حالة هياج شديد، وهو يقول: (هاي عايزة يصبح ياسين عم الملك) ثم اتضح لي ان الملك يرجح ان يكون اقترانه باحدى كريمات ياسين الهاشمي على اقترانه بكريمة عمه، ثم اضاف يقول: وقد ظهر بعد ذلك انه كانت هنالك صداقة بين بنات الهاشمي وبنات الملك فيصل. وعلى هذا دعي مجلس الوزراء الى عقد جلسة خاصة وسرية لمعالجة هذه المشكلة، وبعد اخذ ورد ارتئي اقناع الملك غازي بضرورة العدول عن ترجيحه الاقتران بكريمة ياسين الهاشمي على الاقتران بكريمة عمه. وليس من المستبعد ان يكون نوري السعيد وبقية افراد العائلة المالكة والمقربين منهما قد اقنعوا الملك غازي بالتخلي عن فكرته، وهكذا اتخذت التدابير المستعجلة لانجاز هذا القرار. وتمت الخطوبة والملكة عالية في الاستانة بعد وفاة الملك فيصل بعشرة ايام أي في يوم 18 ايلول 1933 وكلف الامير عبد الاله بالذهاب اليها واحضارها فجاءت الى بغداد في يوم 2 كانون الاول 1933 ، اما يوم الزفاف فقد تأجل الى ما بعد انتهاء ايام الحداد وبعد مرور اربعة اشهر على وفاة الملك فيصل الاول من غير جلبة ولا ضوضاء ومن غير ان تقام أي مراسيم في البلاد احتراما لزعيم الاسرة الهاشمية واول ملك للعراق بعد استقلالها. وقد وزعت الخيرات على الفقراء في جميع انحاء العراق واقامت الحكومة ولائم في الساحات العامة واطعمت الطعام لكل من حضر وقد صرفت في كل لواء 15 دينارا للخيرات، وامر الملك بتوزيع مبالغ اخرى على المعاهد والجامعات الخيرية في العاصمة. اما حفلة القران فكانت غاية في البساطة لم يدع اليها احد غير امراء البيت المالك والوزراء وقاضي بغداد ورئيس مجلس النواب مراعاة للحداد وحضر الملك عبد الله حفلة القران هذه واقتصرت على تناول طعام العشاء على المائدة الملكية. وانتقلت الملكة عالية الى بيتها الجديد (قصر الزهور) وفيه اخذت تتلقى دروسا في العلوم والاداب على مدرسين ومدرسات ممتازين. والحقيقة التي لاجدال فيها ان الملك غازي لو تزوج ابنة ياسين الهاشمي (نعمت) لتغير العراق وسارت البلاد في غير الاتجاه الذي سارت عليه فيما بعد، وفي تاريخ العالك كثير من الامثلة على ان زواج الملوك يغير مجرى تاريخ اوطانهم التي يحكمونها فقد تسعد وقد تشقى نتيجة ذلك. ويروي توفيق السويدي جانبا من الاحاديث التي د

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram