TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > من مقاهي البصرة القديمة

من مقاهي البصرة القديمة

نشر في: 16 مايو, 2010: 04:17 م

عبد الكريم العامريrn  ولنأخذكم معنا في جولة قصيرة عبر زمن البصرة لنقلّب أوراق مقاهيها بعمّالها وروّادها.. وكل ما جاء هنا من معلومات أخذناها عن لسان ناس عاشوا تلك الفترة واحتفظوا بها في رؤوسهم التي ما تزال تشعر بالحنين اليها:
• مقهى التجار:في منطقة العشار وفي سوق التجار شيّدت هذا المقهى في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي وأخذت اسمه من اسم السوق الذي كان ملتقى لتجار البصرة وقد كان رواده من الشخصيات المعروفة في لواء البصرة آنذاك ومنهم( عبد الكريم الخضيري وعبد النبي الشمخاني والحاج سليمان الذكير وعبد القادر باشا أعيان والحاج إبراهيم البجاري وإبراهيم الحاج عيسى والحاج عيسى محمد صالح والحاج محمود فخر الدين وهاشم النقيب وغيرهم من الشخصيات والتجار) وذكر لنا الحاج جاسم عبود عبد الكريم ابن صاحب المقهى أن مزايدات كانت تجرى في المقهى ما بين التجار على التمور خلال الموسم وتتم الصفقات بينهم ومن الأشخاص الذين عملوا في مقهى التجار نذكر (كريم الجلاج وسعد البغدادي وعبود عبد الكريم) وفي فترة التسعينيات من القرن الماضي انتقل المقهى الى موقع آخر قرب الضريبة القديمة في منطقة الصالحية وكان يرتاده آنذاك عدد من الوجهاء نذكر منهم (الحاج سالم العبادي والشيخ لعيبي حنظل والشيخ عبود التميمي والسيد كاظم البطاط والسيد إسماعيل الجابري والشيخ غازي بن محمد العريبي) حيث كان يعمل بها (جاسم عبود عبد الكريم وهاشم عبد الكريم) وكان يرتادها أيضاً عدد من الأدباء والصحفيين.المقهى تحول في بداية هذا القرن الى اسم آخر وسمي (مقهى المجالس العربية) حتى بيعه وغلقه عام 2003. • مقهى أم السباع:أسسه المرحوم الحاج ناجي المعروف (أبو العشر) عام 1933 وتعتبر من أقدم مقاهي البصرة ويقع في منطقة البصرة القديمة، سمي المقهى بهذا الاسم كون بوابته تحتوي على تمثالين لأسدين، وقد كان يرتاده كثير من الفنانين والأدباء نذكر منهم المرحوم المطرب الكويتي (عوض دوخي) والمرحوم الدكتور(عبد الوهاب لطفي) وكان المرحوم السيد صبري أفندي (أمين صندوق البصرة) أو كما تقول كلمات الأغنية التراثية(صندوق أمين البصرة) من المدمنين على الجلوس في هذا المقهى ولساعات طويلة وحدثنا السيد (صبيح جعفر حسن) وهو واحد من أصحاب المقهى بأنه كان منتدياً أدبياً وثقافياً ومن عماله المرحوم (عبد الوهاب أبو الشوربة)الذي كان عضواً في حزب الاستقلال ويحرض الناس ضد الاستعمار والدفاع عن فلسطين وقد أدخلت الى المقهى لعبة البليارد لأول مرة في البصرة بعد ان كانت تقدم النارجيلة ولعبة الدومينو والمقهى معروف على نطاق عربي وعالمي وترد له الرسائل من الذين سبق وإن زاروها من جميع دول العالم كما كتب عنها في الكثير من الصحف والمجلات المحلية والعربية مثل (المتفرج والفكاهة وألف باء والعربي)وكان من روادها أيضاً المرحوم المؤرخ (حامد البازي) واللاعب الدولي توفيق حسين في لعبة كمال الأجسام واللاعب الدولي قاسم خشم في كرة القدم والمصارع محمد بهلوان وقد تعرض المقهى لقذائف المدفعية خلال حرب الثمانينيات ولمرتين وأما الذين عملوا فيها (عبد الوهاب ابو الشوربة عام 1933 وكاظم العاني عام 1946 وحسن هزاع عام 1955 وخليل سلوم عام 1958 وحسين أبو علي عام 1963 والحاج جعفر حسين عام 1967).• مقهى الناصرية:هذا المقهى تأسس في أواخر الثلاثينيات وموقعه في منطقة العشار (شارع المطاعم حالياً) وكان ملتقى للوافدين من الناصرية كما يرتاده المسافرون كونه يقع قريباً من كراج سيارات الناصرية.• مقهى الشناشيل:كان في بداية الثلاثينيات سمى مقهى (هاتف) نسبة لصاحبه ومؤسسه السيد (هاتف عبد المطلب) وكان من رواده في تلك الفترة (عبد القادر باشا أعيان والشيخ صالح المناصير وعبد السلام باشااعيان)كما أن المطربين (عوض دوخي وعبد الحميد السيد) كانا من رواده والمؤرخ المرحوم حامد البازي وزين العابدين النقيب وي عتبر من أقدم المقاهي في البصرة وقد أعطى بناؤه المعماري التراثي جمالية للمكان حيث الشناشيل والأقواس وكانت تجرى فيها لعبة المحيبس المعروفة خلال أمسيات شهر رمضان المبارك وتلعب فيه أيضاً (الدومينو) والطاولي والشطرنج ومن عام 1973 أدخلت لعبة البليارد فيه.• مقهى منكاش:شيّد في منطقة الجمهورية (الفيصلية سابقاً) يعود تاريخ إنشائه إلى بداية الأربعينيات أسسه المرحوم(محمد حسن مثنى) وبعدها عمل فيه الحاج (جمعة منكاش) وسمي المقهى باسم أبيه وكان ملتقى لوجهاء المناطق وشخصياتها أمثال الحاج حاتم الجوزي والمحامي محسن الزبيدي ثم كانت ملتقى للشعراء الشعبيين (مهدي السوداني ونوري حياز وعلي الكعبي وفالح الطائي والمرحوم عطا عودة الشهد وجبار اللامي وصابر خضير وعباس جيجان) وكانت تعقد فيه أماس في شهر رمضان وتقام فيها لعبة المحيبس. • مقهى البدر:أسسه السيد مهدي سليم البدر عام 1945 ويقع على ضفاف شط العرب وتعتبر من أهم مقاهي البصرة الثقافية في مرحلة أواخر الخمسينيات والستينيات كون جميع رواده من الأدباء والمثقفين أمثال (بدر شاكر السياب ومحمود عبد الوهاب ومحمد جواد جلال ومحمد الحبيب ومحمود الظاهر ومحمد خضير ومحمود

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram