عرفان رشيد/ المدى - كانتصفيق عال إستقبل إعلان مدير مهرجان «كان» السينمائي الدولي اعتبار مهرجانه المخرج الإيراني المبدع جعفر بنّاهي «لا يزال عضواً في لجنة التحكيم الدولية رغم استحالة تواجده معنا». وعرض في حفل افتتاح عروض برنامج «نظرة ما»
ثلاث دقائق من حوار مسجّل أجري مع بنّاهي في طهران يتحدّث فيه عن ظروف اعتقال سابق تعرّض إليه على يد أجهزة النظام الإيراني. فريمو أعلن عن أساه لغياب بنّاهي عن المهرجان لكنه أصر على اعتباره «حاضراً كبيراً رغم استحالة تواجده». وكان بنّاهي في أمسية افتتاح «نظرة ما» برفقة رائعة من قبل أحد أعمدة السينما العالمية، البرتغالي مانويل دي أوليفييرا، الرجل الذي أطفأ حتى الآن مائة شمعة وشمعة ولا يزال في قمة إنجازه كماً ونوعاً، وكما هي عادته مثل غيره من مهرجانات العالم مثل فينيسيا وبرلين، فقد احتفى مهرجان «كان» بعميد السينمائيين العالميين بعرض شريطه الجديد «قضية آنجيليكا الغريبة». ووقفت القاعة المُكتظة بجمهور النقاد دقائق طويلة بتصفيق متواصل وإيقاعي إحتفاءً بالرجل الذي عبر تاريخ السينما العالمية من بداياته وصولاً إلى عصر التقنيات الرقمية، ما أضطره هو نفسه إلى مطالبة الحاضرين بالجلوس والتوقّف عن التصفيق ليتاح لهم مشاهدة العرض. الترقب للفيلم وموضوعه الفلسفي كان كبيراً، لكنه لم يأت، للأسف الشديد بمستوى ذلك الترقّب. وبالذات على صعيد أداء الممثلين الذين بدوا وكأنهم هواة لم يتعاملوا لا مع الكاميرا ولا مع التمثيل من قبل. وزاد في ثقل الأداء المشاهد الحوارية الطويلة المؤداة بالكاميرا الثابتة.إلاّ أن هذه الملاحظات لا تنال بأي شكل من الأشكال من أهمية إنجاز دي أوليفييرا الذي يؤكد بأعماله الكثيفة والمتواصلة حيوية السينما وإصرار السينمائيين على إنجاز الأعمال رغم كل المصاعب التي يواجهونها والتي زادت بسبب الأزمة الاقتصادية الأخيرة. يروي فيلم «قضية آنجليكا الغريبة» قصة الأيام الأخيرة في حياة مصوّر فوتوغرافي برتغالي شاب مغرم بتصوير الحياة الفلاحية البدائية وعمل المزارعين، يُستدْعى في ليلة شتائية ممطرة ليلتقط صورة لفتاة شابة فارقت الحياة في ليلة زفافها وهي في مقتبل العمر وغاية في الجمال. المصور «واسمه إسحاق ويقدّمه المخرج لنا يهودياً برتغالياً إشكنازياً»، يتردد في البداية في قبول العرض ويكرر التردّد في لحظة الدخول إلى الغرفة التي سُجّيت فيها الفتاة. وحين يبدأ بالتقاط الصورة يُخيّل إليه أن الفتاة ابتسمت له عبر عدسات الكاميرا. آنجيليكا- الملائكية بادلت عين المصوّر بابتسامة كانت بمثابة الاندماج الكامل بين الشخصيتين ، وهو الاندماج الذي ينتهي بتوحّد إسحاق مع عالم الفتاة ما بعد الموت. وما هو مفرح حقاً هو أن جعبة دي أوليفييرا لا تزال مليئة ولديه الكثير من المشاريع القابلة للإنجاز في الشهور والسنين المقبلة، وقضية آنجيليكا أحد هذه المشاريع وبدأ بكتابته في عام ١٩٥٢ ويقول « لدي مشاريع كثيرة في الإدراج لم أنته منها وربما لن أعود إليها أبداً ومن بين هذه المشاريع الفيلم الحالي». وربما سيكون دي أوليفييرا حاضراً في شهر سبتمبر في الدورة المقبلة من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بفيلم جديد.rnالواقعية الرومانية الجديدة بإمكاننا، دون أي قلق، استعارة مسمّى «الواقعية الإيطالية الجديدة» أو «النوفيل فاغ» الفرنسي لاجتراح مسمّى لحالة السينما الجديدة القادمة من رومانيا في السنوات الأخيرة والتي تُبرز بتواصل طاقات إنجازية مهمة ومجموعة من الممثلين البارعين وكل ذلك من خلال سينما خالية من أي فذلكة أو خدعة بصرية، تروي قصصاً يومية لأناس عاديين نعرفهم كما لو كانوا جيراننا أو يسكنون الحي الذي نسكنه بصرف النظر عن الحدود أو مسمّيات الدول أو اللغة التي تنطق بها الشخصيات. ولا عجب أن تُحقق هذه السينما نجاحاً نقدياً ومهرجانياً كبيراً إضافة إلى النجاح مع شباك التذاكر. إنها سينما لا ترفع الكاميرا من مستوى النظر إطلاقاً ولا تستعجل الإيقاع اليومي ولا تُجبره على الإطلاق على التأقلم مع الإيقاع التلفزيوني الطاغي في العالم. وقد تمكّنت هذه السينما من فرض نفسها قبل ثلاث سنوات عندما فاز فيلم «أربعة شهور، ثلاثة إسابيع ويومان» للمخرج كريستيان مونجو في عام ٢٠٠٧ بالسعفة الذهبية وكانت ممثلته آنا ماريا مارينكا قاب قوسين أو أدنى من الحصول على جائزة أفضل ممثلة عن استحقاق لولا أن هذه الجائزة مُنحت، لموازنات مناطقية، إلى الممثلة الصينية دو-ييون جيون لدورها في فيلم «الشروق الخفي» للمخرج لي تشانغ - دونغ. ومنذ ذلك التاريخ انتبهت المهرجانات العالمية وشركات التوزيع إلى هذا الواقع الجديد والغني بالطاقات. ويأتي فيلم « الثلاثاء ما قبل أعياد الميلاد&raq
البرتغالي مانويل دي أوليفييرا «شاب» أطفأ مائة شمعة وشمعة
نشر في: 16 مايو, 2010: 05:41 م