بغداد/ أفراح شوقيلمناسبة ذكرى رحيله السادسة، أستذكر زملاء وأصدقاء الكاتب الشهير قاسم عبد الأمير عجام الذي طالته يد الإرهاب عام 2004، وذلك في قاعة فندق الميرديان وتضمن حفل الاستذكار عرض فيلم وثائقي بعنوان( بيت قاسم عجام) تناول حياة الراحل وشهادات أولاده كتبه وأخرجه وعلق عليه الشاعر رعد كريم عزيز.
بدأ كلمات الحفل وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي قائلاً:- لا يسعني الا ان اردد دائماً إحدى حكم الجواهري العظيم (لغز الحياة وحيرة الألباب ان يستحيل الفكر محض تراب)، لكننا نتجاوز الحيرة والقلق الى اليقين بأن هذا التراب معطر ندي قابل للإنتاج والانجاز وهو حي فينا، في هذه اللحظات نود ان نكون ابعد من الرثاء واقرب ألى الوفاء، نتجاوز الرثاء لمجرد ساعة حزن لمجرد استحضار او قصيدة تتلى الى كتاب يرقد في ذاكرة الزمن، فليت كل مثقف يحظى بهذا التكريم.وأضاف الاتروشي أن قاسم عبد الأمير وكامل شياع والعشرات من المثقفين والكتاب الذين ذهبوا ضحية الإرهاب رسالة أخرى لكل الدول التي صدرت لنا أجندات غريبة عنا وعن تاريخنا.ثم تلا كلمة عائلة الشهيد السيد طه حسن (ابن أخت الراحل) جاء فيها:- أي مفارقة قاسية ومريرة حفرت في ذاكرة الثقافة العراقية جرحاً مريراً، تلك التي وجد فيها قاسم عبد الأمير عجام نفسه صباح يوم 17/5/2004 في مواجهة مع الرصاص الخارج من فوهات بنادق الظلام والهمجية والتكفير والجريمة.. الراحل (أبو ربيع) أحد أهم صناع الحياة والأمل والإبداع في هذا الوطن المحتشد بالأوجاع والقهر في مواجهته مع صناع الموت الخارجين من كهوف الظلام، إذ تميل بهم الأرض لحظة مواجهتهم لدفق النور المنبثق من وجه قاسم وروحه، وهم الغارقون حتى النخاع في مستنقع الجريمة الوحشية والتي تتناسل في رؤوسهم أفاع وعقارب تتربص بواهبي الحياة والأمل والجمال من مثقفين وعلماء ومفكرين.ثم ألقى الأديب سعد خالص كلمته وجاء فيها:- لقد قيل الكثير عن الشهيد قاسم ولكن ما يجب أن أقوله هو أن قاسم عبد الأمير كان وسيبقى جزءاً من تاريخنا الثقافي والعائلي ومن تراث وحياة مجلة الثقافة العراقية كما كان مع مجلة الثقافة الجديدة وجريدة طريق الشعب وله بصمة على كل مراحل تاريخ الفكر اليساري الثوري في العراق.ثم تولى دفة الحديث عن ذكرى الراحل (أبو ربيع) الشاعر عبد الخالق كيطان الذي تحدث بألم عن حادثة اغتياله قائلاً:- أن مشهد الاغتيال يذكرنا بمشاهد سينما الحركة، عندما تتوقف سيارتان أمام منزل مثقف عراقي بانتظار خروجه من منزله وأبنه، وعندما يخرجان تنهال عليهما رصاصات الموت الخارجة من بنادق الملثمين، ولا يعرف أحد على وجه الدقة من أين قدموا وما هي غايتهم الحقيقية في هذه العملية المروعة، هذا المشهد صار حقيقة واقعة في العراق وكان ضحيته واحداً من نقاد الثقافة العراقية الذين عرفوا بجديتهم ورصانتهم.ثم تليت قصائد شعرية تحدثت عن سيرة الراحل ألقاها كل من رشيد هارون وصادق الطريحي، وفي الختام جرى توقيع كتاب (قتل الملاك في بابل) عن المفكر والناقد قاسم عبد الأمير عجام نصاً ورثاءً حرره أخوه الإعلامي علي عبد الأمير تناول أهم كتابات الراحل وكتابات أصدقائه ومجايليه بعد حادثة الاغتيال.ولعل أهم ما رافق حفل الاستذكار في ذلك اليوم هو الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي في قاعة الحفل حتى أن بعض الكلمات ألقيت على ضوء مصابيح أجهزة الموبايل، وعلق الحضور على ذلك بالقول: (حتى الكهرباء اليوم حزينة لرحيل أبو ربيع وصارت تغيب وتعود ألماً لفراقه).
فـي حفل استذكاره..قاسم عجام أحد صنّـاع الحياة
نشر في: 16 مايو, 2010: 05:41 م