مازن صاحباتفقت حزمة من الدراسات الاميركية التي صدرت عن مراكز ابحاث متخصصة خلال الاسبوعين الماضيين على ان السيناريو الاسوأ في العراق يتجسد في اشتعال حرب اهلية ساعة الصفر لاندلاعها تتمثل في موعد الانسحاب الاميركي في اب المقبل.
فيما وجدت مصادر امنية عراقية ان مثل هذه السيناريوهات تمثل حالة من الصراع والتنافس ما بين اجنحة سياسية اميركية اكثر من كونها تعبرعن واقع العراق الامني، وقالت هذه المصادر ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكد خلال مناقشته تداعيات الواقع الامني خلال اجتماعه مع القيادات الامنية مؤخرا اهمية التعامل بمفهوم مسك الارض بعد الانسحاب الاميركي بعد ان اكدت واشنطن رسميا للحكومة العراقية التزامها بمواعيد جدولة الانسحاب حسب الاتفاقية الموقعة بين البلدين.واعتبرت المصادر ان ما يحصل من تداعيات امنية له تأثيرات محددة في مناطق تواجد ما وصفته بعصابات تنظيم القاعدة، وهناك فعاليات امنية لمحاصرة هذه المناطق وتنفيذ نموذج عمليات منطقة حمرين فيها والتي استطاعت خلاله القوات العراقية المختصة بمكافحة الارهاب من قتل زعيمي القاعدة ابو ايوب المصري وابو عمر البغدادي، بما يجعل عمليات القاعدة ضمن نطاق السيطرة وهناك الكثير من العمليات يسيطر عليها من خلال الكشف عن السيارات المفخخة او مخابئ الاسلحة التي تستخدمها في مثل هذه العمليات.rnمستقبل العراق المنقسم:في دراسة له بعنوان"مستقبل العراق المنقسم"، نصح إيفان إيلاند مدير مركز السلام والحرية في المعهد المستقل بواشنطن الادراة الاميركية أن تستعمل نفوذها الباقي لها في العراق من أجل تجنب التحطم الوشيك للقطار، ولكن بتبني بعض الأطراف والتوسط بينها وبين الآخرين، وليس بالتدخل السياسي أو العسكري، ذلك أن العراقيين يجب أن يتوصلوا الى قناعاتهم الخاصة، بأنفسهم.ويعتقد إن الخطورة الحقيقية -بحسب رأيه- تكمن في اندلاع حرب أهلية على هامش انسحاب القوات الأميركية من العراق، لأن ذلك لن يمنع (احد دول الجوار) من التدخل،(....).rnتأجيل الإنسحاب:مثل هذه التحليلات ترجح خطوة قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو لتأجيل البدء بتنفيذ عملية الشلال التي أطلقت على سحب نحو 45 ألف جندي قتالي أميركي حتى نهاية اب المقبل. لكن ثلاثة مسؤولين أميركان في بغداد، وأحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع قالوا إن خطة الشلال يتوقع لها أن تبدأ في الشهر المقبل على أبعد تقدير، ولم يخف هؤلاء المسؤولين مخاوفهم من سوء مشهد المأزق السياسي في العراق مؤكدين أنه قد يتحول إلى العنف.لكن اللواء ستيفن لانزا الناطق العسكري الأميركي كان قد قال"إن عملية سحب القوات على طريقها الصحيح"، لكنه رفض مناقشة ما إذا كان بالإمكان ان تبطئ السرعة، وفي هذه الأثناء تبحث السفارة الأميركية في بغداد عن وسائل لفك الجمود في الأزمة السياسية.وحذر أحد كبار الباحثين المتخصصين في مسائل الأمن القومي في"مجلس العلاقات الخارجية"الأميركي، ماكس بوت من أن التقدم الذي أحرزه العراق، نحو الاستقرار والديمقراطية مهدد بسبب"أفعال"(بعض الساسة العراقيين)"لا أفعال"إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، محذراً على وجه الخصوص من"اشتعال فتيل الحرب".rnالمالكي وعلاوي:وقال بوت إن"المالكي، يرفض قبول نتائج انتخابات 7 اذار الماضي، فهي لا تروق له"، كما أن المالكي،"لن يقبل بأن يطيح به أياد علاوي"، عن منصب رئاسة الوزراء،لكن"الأكثر خطورة"برأي الباحث هو أن (بعض الساسة)"أيد المحاولات، التي وصفها الجنرال راي أوديرنو، بأنها من تنسيق (الخارج)، من أجل أن تستبعد لجنة العدالة والمساءلة في العراق مرشحين من بين الفائزين بسبب علاقاتهم المزعومة بحزب البعث".وفي ختام تقريره في"مجلس العلاقات الخارجية"، دعا بوت"المسؤولين الأميركيين، وفي مقدمهم أوباما، إلى التدخل في العملية السياسية في العراق وإظهار مرونة أكبر في عملية الانسحاب"، إذا ما أرادوا تجنب"مأساة الخسارة في المرحلة الأخيرة من اللعبة"، وخاصة بعد إنفاق مئات المليارات وزهق آلاف الأرواح.
هل تشتعل"حرب أهلية" في العراق ساعة الانسحاب الأمريكي؟
نشر في: 16 مايو, 2010: 06:11 م