TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :الكهرباء أزمـــة لـم تـحــل

كلام ابيض :الكهرباء أزمـــة لـم تـحــل

نشر في: 16 مايو, 2010: 06:51 م

جلال حسن  أربعة معوقات رئيسة  تعطل عمل وزارة الكهرباء ، في حين يشتكي الجميع من سبب واحد ، والجميع على صواب ، المعوقات هي تعرض أبراج نقل الطاقة بفترات متقاربة إلى التفجير بهجمات مسلحة ،
 وارتفاع نسبة الاستهلاك غير المنظم ،  وتوقف المشاريع الكبرى من التي تحتاج إلى تخصيص أموال استثنائية ، وتقادم محطات التوليد وتأخير صيانة الوحدات الانتاجية والتوربينات والمحولات.هذه الأسباب ،وغيرها إذا أضيف إليها إنشاء أحياء جديدة ومن التي (تجطل ) على الخطوط الرئيسة والتجاوزات  على الخطوط الكهربائية في المناطق الشعبية ( سحب )   فضلا عن  إعفاء مؤسسات من القطع المبرمج مثل المستشفيات والجامعات إثناء فترة الامتحانات وبعض المشاريع الخدمية والصناعية .ومهما كثرت الأسباب والنتائج بالانقطاع  تبقى شكوى المواطن سؤالا شاخصا يبحث عن جواب حقيقي وصادق على خلفية انقضاء سبع سنوات والمشكلة ذاتها تتكرر كل عام ، بل تزداد سوءا في كل صيف لاهب ، لان الحرغول لا يحتمل وصنوه ظلام دامس .أحقية سؤال المواطن ناجمة عن معاناة يومية صارت مملة وسمجة  وتراجع الحديث عنها في البيت أو في العمل ليس لأنها مكررة بل صار هناك نوع من اليأس في إيجاد حل شاف لهذه المعضلة المستعصية على العلاج .الحكومة في تصريحاتها تفرش لنا بوابات المشاريع العملاقة على حلول ناجزة ونهائية وليس عندها أي مشكل  وترجح سداد أموال هذه المشاريع بالاقتراض من خزينة البنك الدولي وكأن المشكلة انتهت !ولكن المسؤولين في وزارة الكهرباء يبدون أكثر واقعية حينما يضعون النقاط على الحروف بسؤال إذا جد شيء بشأن حل هذه الأزمة المالية  فانهم يؤكدون وعبر تصريحات إعلامية : أن شيئا من ذلك لم يتم وان الأزمة لم تحل. موضحين : إن هذه المشاريع الكبرى تحتاج إلى تخصيص أربعة مليارات دولار سنويا ولمدة 4 إلى 5 أعوام . في وقت يعلنون فيه أن محطات الكهرباء في البلاد مصممة  لإنتاج نحو 11 ألف ميكا واط من الكهرباء لكنها تنتج نصف هذه الطاقة تقريبا وان الحاجة الفعلية أكثر من ذلك بكثير، وان تخطيط الوزارة لزيادة الطاقة الكهربائية إلى 27 ألف ميكا واط يحتاج أربع سنوات وليس في مقدورهم توفير الحماية الكاملة للخطوط والأبراج  لأنها  من ضمن مسؤولية وزارتي الداخلية والدفاع .من هنا يمكن القول إن أزمة الكهرباء تمثل الأزمة  الثانية بعد الأمن في سلم الأزمات العراقية ، وآثارها بدأت تنعكس سلبا على حياة المواطن الذي ضاق ذرعا بهذه الأسباب والنتائج وصار جل ما يحلم به نسمة هواء باردة في صيف لاهب ، وان السبيل للحل: هو مضاعفة حجم الجيش إلى  ثلاثة أمثاله لحماية الأبراج وإلى مخصصات مالية ضخمة وتحويل جميع العراقيين إلى جنود ، هذا ما قاله مستشار بوزارة الكهرباء !jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram