بغداد/ المدى الحرب ضد الإرهابقصة تنظيم القاعدة في العراق ليست وليدة مابعد التاسع من نيسان 2003 كما يتوقع البعض، بل وكما يؤكد البعض الآخر، منظرين لفكرة ان الاميركان اتوا بهم ليحاربوهم في العراق، وخططوا لذلك بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وكأن الأمر اشبه بلعبة شطرنج يتحكم فيها طرف واحد. ولم تسعفهم ذاكرتهم، بان صدام قد جلب 6000 مقاتل منهم قبل اندلاع حرب اسقاطه عام 2003 لغرض مقاتلة الاميركان ووضعوهم في خنادق حول بغداد ورفعوا امامهم شعار"لن يمروا". على هؤلاء ان يتساءلوا اين تسرب هؤلاء، وهل"تبخروا"حسب تعبير سيدهم. وربما نسي هؤلاء ان فكر القاعدة التفكيري قد اتيح له المجال الفكري تحت رعاية المخابرات العراقية وبتغلغلهم داخل التنظيم، والغرض من الفرصة التي اعطيت لهم هي لمحاربة بقية الافكار الدينية وغير الدينية.بعد سقوط الدكتاتور سقطت الاقنعة وصار الصراع مكشوفا، تنظيميا اعلنت القاعدة وجودها في العراق، وعسكريا استغلت الفراغ الامني الذي حصل بعد سقوط صدام لتظهر كقوة مؤثرة قادرة على مسك الارض، وعلى التأثير في المعادلة الامنية، في ظل غياب شبه مطلق لقوات الامن والشرطة والجيش العراقي.الملف محاولة من المدى لالقاء المزيد من الضوء على واقع هذا التنظيم الارهابي، سياسيا وتنظيميا وعسكريا، وسيكون المجال مفتوحا لاية مساهمات تصب في هذا الجهد، لان محاربة القاعدة قضية سياسية وفكرية قبل ان تكون قضية أمنية. rnمجرد لصوص"هكذا تصف سماهر عناصر تنظيم القاعدة في محافظة ديالى، وسماهر إحدى ثلاث نساء مومسات أصبحن جزءا من ستراتيجية مسلحي القاعدة لاختراق الأجهزة الأمنية في مدينة بعقوبة، بين عامي 2006-2007 عندما أرغمن على التعاون مع أولئك المسلحين مقابل الإبقاء على حياتهن.وتضيف سماهر (29 سنة) في حديث لـ"السومرية نيوز"أن عناصر القاعدة"ليسوا كما يقال عنهم أناسا متمسكين بتطبيق الاسلام ، كلا، إنهم يبتزون الآخرين كي يحصلوا على الأموال، وتجارتهم هي الدين"، وتصفهم مرة أخرى بقولها"زبائن، مجرد زبائن".rnقيادي بزي امرأة وضابط أمن سابق يجند النساءوتقول سماهر، التي تسكن حاليا في شقة متواضعة قرب مدينة بعقوبة ان"تنظيم القاعدة استغلها لنقل منشورات ورزم مغلفة"، كما أنها"أرغمت على صعود سيارة مدنية نهاية عام 2006 لإخراج قيادي في القاعدة كان محاصرا من قبل القوات الأمنية في حي سكني، فتنكر بزي امرأة وخرج معي دون أن يلحظه أحد".وتبدو سماهر غير نادمة على سمعتها السيئة بين الناس، وتفسر ذلك بقولها"كل إنسان لديه طاقة محددة للتحمل، فإذا نفدت انحرف عن جادة الصواب، وهذا هو سبب ما أنا عليه الآن".أما نوار (33سنة)، التي بانت على وجهها المغطى بمساحيق التجميل علامات الإرهاق والتعب، فتقول إن"مسلحي القاعدة يدعون الاسلام لكنهم بعيدون جدا عنه، فقد أرغمتُ على تنفيذ كل ما يرغبون به مقابل الإبقاء على حياتي".وتضيف: القاعدة كانت تحثنا لاستدراج بعض منتسبي الأجهزة الأمنية للوقوع في شراكنا ومعرفة ما يجري داخل تلك الأجهزة".وتوضح نوار"هناك أسئلة كانت توضع لنا، ويجري تسجيل كل شيء بواسطة أجهزة تسجيل يزودنا بها شخص كان يتولى الإشراف على هذا الأمر، ويدعى أبو ناجي، وهو ضابط أمن سابق برتبة نقيب وقيادي ميداني لدى القاعدة. وكانت تربطه علاقة مع إحدى النساء اللواتي أعرفهن قبل سقوط النظام السابق".وتكمل نوار حديثها عن أبي ناجي بالقول انه"كان يسعى لتأسيس شبكة نسائية مهمتها تنفيذ بعض الواجبات التي يصعب على عناصر القاعدة تنفيذها". وعن طبيعة عملها قالت: "بالنسبة لي كنت أعمل، ولمدة عام ونصف العام، على نقل منشورات وكتب ورسائل بين مختلف المناطق، وخصوصا في حالات التوتر الأمني وإغلاق الأحياء سكنية، عندها نكون نحن الوسيلة الناجحة لاختراق الحواجز الأمنية دون أن نلفت انتباه أحد". وتواصل روايتها"بعد ذلك تمكنت من الهرب إلى إحدى دول الجوار بجواز سفر مزور، وقد عدت قبل أشهر قليلة إلى أطراف بعقوبة".وتختم نوار حكايتها"أحاول الآن أن أنسى الماضي المؤلم وأبدأ حياة جديدة لأصلح ما أفسدته السنوات الماضية، أشعر بندم يتنامى يوما بعد يوم بسبب سلوكي السابق المنحرف".وتعترف قائلة"انحرفت عن الطريق المستقيم وأرغمت على ذلك بسبب الفقر والحاجة، لذا عشت تجارب قاسية جدا ولعل أكثرها ألما هو استغلالي من قبل مسلحي القاعدة، وآمل الآن أن أغير حياتي والابتعاد عن ذلك الماضي".rnكان للقاعدة عناصر في الأجهزة الأمنيةأما وردة (30 عاما) فتقول إن"القاعدة بعدما ازدادت قوتها بشكل كبير، خيّرتنا بين التعاون أو الموت، فاخترنا التعاون على أمل البقاء أحياء".وتشير وردة في حديث لـ"السومرية نيوز"إلى أن"القاعدة كانت لديها عناصر تعمل لحسابها داخل الأجهزة الأمنية العراقية تزودها بالأسرار الأمنية والعسكرية".وحول طبيعة عملها تقول وردة"كان عملي نقل أوراق ومنشورات
بعد مقتل أبرز قيادييها وانحسار نشاطها ..القاعدة فـي العراق تواجه مستقبــلاً مجهولاً
نشر في: 17 مايو, 2010: 09:06 م