TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :رحمة بالمرضى

كلام ابيض :رحمة بالمرضى

نشر في: 18 مايو, 2010: 05:29 م

جلال حسن من نافل القول أنه لا يمكن أن  يطمئن أي مريض حين يخبر بان علاجه سيصل بعد شهور وربما بعد عام، وعليه أن يصبر على آلام المرض لحين وصول العلاج الشافي، وهو يقضي ليله متوجعا كموجة في بحر من الآهات .
أكثر ما يغيض المريض المراجع للمستشفيات الحكومية باعتبارها جهة ضامنة  حين يقول الصيدلي : إن الدواء ليس موجودا وابحث عنه في الصيدليات الأهلية .الطبيب الذي كتب الوصفة ( الراجيتة ) يعرف تماما أهمية ما كتبه من علاج،  والمريض المسكين يطلب الشفاء . ولكن ما الحل إذا كان الدواء ليس موجودا في الصيدليات أو في المذاخر، فيبقى آخر ما يفكر به  المريض  توصية المسافرين من الأصدقاء  إلى الدول المجاورة، أن يجلبوا له الدواء وان كان بأسعار خيالية .وقد لا نستغرب حين يطالعنا وزير الصحة  بقوله : أن تحسين النظام الصحي والمؤسسات الصحية بالبلاد يحتاج للكثير من الوقت والجهود بسبب الأضرار التي لحقت به على مدى عقود من الحروب، وانخفاض الاستثمارات والإهمال .هذا ما أخبر به الوزير إحدى الوكالات الإنسانية من العاملة بالعراق وقال بالحرف الواحد:  لم تشهد مرافقنا الصحية أي تطوير منذ 35 عاماً. وتعود آخر المرافق الصحية التي تم بناؤها في البلاد إلى السبعينيات وفي بغداد إلى الفترة بين 1984 و1985"، مضيفاً : أن هذه المرافق لم تشهد أي تطوير منذ ذلك الحين.رافق هذا الكلام تصريح مقابل لمدير البرنامج الصحي للهيئة في العراق بقوله أيضا : أنه سيكون من الصعب تطوير المرافق الصحية ولهذا السبب نحن هنا لمساعدة وزارة الصحة والعراقيين. ولكن الأمر سيستغرق أشهراً أو أعواماً. إنها عملية مستمرة ولا نهاية لها.وبين الحين والآخر تطالعنا أخبار وزارة الصحة وهذا ما تنشره وسائل الإعلام  بوسائلها كافة، بل وتسلط الضوء عليه باعتباره من منجزات وزارة الصحة عن إبرام عقود واتفاقيات وبمبالغ كبيرة لشراء أدوية وبكميات فائضة وتحديدا للأمراض المستعصية، ولكن الصيدليات الحكومية تشكو من شحة الأدوية . ولكن مستغرب الأمر حقا حين نشاهد أدوية للأمراض المزمنة  بل الممنوعة  أيضا  تباع  علنا وجهارا أمام أنظار المارة في صيدليات الرصيف ومن المنتشرة في الأسواق الشعبية وتحديدا في اسواق  مدينة الصدر، ومن التي تباع بالجملة والمفرد للمضمدين، فضلا عن أسواق الباب الشرقي وباب المعظم والشعلة وأبو دشير  والحسينية وباقي المناطق والمحافظات .هذا سؤال أتعبنا كثيرا نرجو أن تكون هناك إجابة شافية من وزارة  الصحة عليه  وبرجاء إنساني هذه المرة  ورحمة بالمرضى الذين يتقلبون الليل كصرخة في السماء.jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram