السليمانية/ريام النجار تدور الايام و معها تدورعجلة التطور لتؤثر(سلبا ام ايجابا) على مجمل حركة المجتمع في اصغر واكبر تفاصيله, سواء كانت اقتصادية ام سياسية ام اجتماعية......الخ ودور السينما وصالاتها.. موضوع سبق
ان تطرقنا له في العديد من التقارير الصحفية كما تناولته اجهزة التلفزيون والفضائيات المحلية والعربية وفي العديد من المناسبات, ولكن لم ياخذ هذا الموضوع حقه من الاهتمام والمتابعة حتى من قبل الفنانين انفسهم ونقاباتهم سواء المحلية او العالمية, ويبدو ان الامر اخذ منحى اخر بعيدا عن الفن وقريبا من الجشع والتجارة. وقد باءت جولتي الاخيرة في السليمانية من اجل البحث عن السينما و روادها بالفشل لعدم وجود دور سينما بل لنقل توجد دار سينما واحدة ولكن بدون رواد اصليين يشكل لديهم الشريط السينمائي جزءا مهما من الثقافة . فبعض دور السينما في السليمانية قد تم تهديمها وتحويلها الى اسواق تجارية وابنية ضخمة.. وقد يكون لاصحابها الحق بذلك, لان البحث عن المعيشة وسط هذا المجتمع المتحول اصبح الهدف, و بقيت دار سينما يتيمة واحدة فقط هي (ســـــينما ســــــــيروان) التي اخشى عليها هي الاخرى ان تذهب فتصبح عمارة سكنية او محال تجارية او ساحة لوقوف للسيارات!لااعرف كيف ابدأبالحوار مع صاحب (سينما سيروان) كاك طــــه الذ ي تردد كثيرا من اجراء المقابلة, وبعد جهد اقتنع الرجل وطلب مني عدم تسجيل الحوار وعدم التقاط اية صورة شخصية له!! والاكتفاء بتدوين الحوار كرؤوس اقلام, فتحدث بألم ومرارة قائلا: السينمات اودور العرض السينمائية) انتهت تماما ووقعت شهادة وفاتها ووفاة جمهورها ايضا فمثلاً بدا عمل سينما سيروان منذ عام 1957 وبادارة صاحبها ( ابراهيم معروف ) .. و كانت تلك الفترة العصر الذهبي في كل شيء وخاصة السينمات حيث كانت تعرض قمة الافلام العالمية . واضاف : اما بالنسبة للرواد فلايمكن ان يتكرروا في هذا الزمان على الاطلاق لانهم كانوا من النخبة , من الادباء والمثقفين والشعراء والنقاد والمتابعين لشؤون الفن والسينما, اضافة الى رواد السينما من المواطنين الاعتياديين الذين اتحدث عنهم, بحيث لااجدهم في يومنا هذا, حيث كان ارتيادهم للسينما يعني الاهتمام بالفن وبالاحداث والقصة والممثلين وكل مايدور من احداث لاي فيلم كان يعرض انذاك ويصبح حديث الناس.ـــ ويبدو ان طــه منزعج من ايامنا هذه وهي لاتهتم بالسينما كاداة للثقافة والفنون فيقول: منذ عام 1985 استلمنا ادارة العمل في هذه السينما (سينما سيروان) ولكن الناس وجمهور الرواد يختلف تماما عن جمهور هذه الايام واذواقه.. فقد كان الزحام الذي يحصل على باب السينما يدفع الكثير من الرواد لان يشتروا بطاقة لحضور الفيلم وينتظروا الى الدور الاخير ,وهناك جمهور كان يقف بالطوابير او حتى بايام الاسبوع من اجل مشاهدة اي عرض سينمائي , حيث لم يكن هناك في السليمانية ( سوى ثلاث دور سينمائية هي ــ سينما الرشيد ـ سينما دلشـــاد التي تم هدمها قبل فترة وشيدت عليها عمارة تجارية ـ وسينما سيروان ) , واليوم وبالرغم من وجود دار سينما واحدة الا ان روادها يعدون بعدد اصابع اليد ..والاسباب كثيرة ولااحب التطرق لها ويقول طــه: سينما سيروان تستوعب اكثر من (1300 مقعد) وكانت ايام زمان تستوعب اكثر من 1400 مشاهد حيث يضطر من 50ـــ 100 مشاهد للوقوف, وتبدا العروض من الساعة التاسعة والنصف صباحا حتى الساعة الخامسة مساء.. مع ان بامكان ادارة السينما ان تستمر بتقديم العروض حتى الساعة التاسعة او العاشرة ليلا.. لكن ذلك ليس من سياستنا .ويضيف: ان جيل اليوم ليس كجيل الامس فايام زمان كان الذهاب الى السينما يكون ضمن طقوس جميلة ومناقشات تتم بين الاصدقاء او الاهالي لحضور فيلم ما ومناقشة قوة قصته واهميه الممثلين, اما جيل اليوم ومع الاسف الشديد لايهتم بجوهر الافلام او تاثيرها او ثقافتها ,,بل يبحث عن الاثارة الفارغة والتي لاتحمل المعاني الانسانية النبيلة, ناهيك عن دخول التكنولوجيا في كل جزء من حياتنا حتى الشخصية, كما وان اختلاف الاذواق والثقافة التي يحملها جمهور عن اخر هي الاخرى تشكل مقياسا واضحا لاختلاف الرؤى من مجموعة الى اخرى ومن جمهور الى آخر.ـــ وعن اسباب عزوف رواد السينما اليوم عن مشاهدة الافلام العالمية الراقية والتوجة الى مشاهدة الافلام الهابطة يقول : جمهور اليوم الباحث عن المتعة والاثارة والافلام الجنونية لايبحث عن افلام جادة وممتعة, وهناك اسباب اخرى وهي المتغيرات الاجتماعية في حياتنا التي دفعت الكثير الى البحث عن لقمة العيش الصعبة في هذا الزمن , لان معظمهم يصل الى البيت وهو متعب ولايسمح وقته للمتابعه والذهاب الى اي دار سينما ,, ناهيك عن وسائل الترفيه المتطورة التي دخلت مفردات حياتنا اليومية كالتلفزيون , وماتلاه من تطورات لاحقة واولها ((اجهزة الفيديو تيب)) التي تطورت فظهرت اجهزة اخرى هي (( السي دي والدي في دي)) وجاءت الضربة القاضية للسينما في العراق بالذات بدخول عصر تقنية الاتصالات و الستلايت.ـــ
التقنيات الصوتية والصورية الحديثة هل قضت على دور السينما؟
نشر في: 18 مايو, 2010: 06:03 م