اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > في الذكرى الرابعة لرحيله ..الشيخ جلال الحنفي ذاكرة بغداد التراثية

في الذكرى الرابعة لرحيله ..الشيخ جلال الحنفي ذاكرة بغداد التراثية

نشر في: 19 مايو, 2010: 04:12 م

علي ناصر الكنانيفي يوم من ايام شهر آذار عام 2006 وبالتحديد قبل اربعة أعوام غادرنا إلى بارئه سبحانه واحد من ابرز رواد الفكر والتراث البغدادي الأصيل وعلم من أعلامه المرموقين هو الباحث الفولكلوري الشيخ جلال الحنفي البغدادي عن عمر تجاوز التسعين عاما ,
 وكان أخر ما كتبه بخطه قبل ساعتين من رحيله الأبدي هي تلك الأبيات القلائل من شعره إذ راح يجود بأنفاسه الأخيرة وهو يرددها مع نفسه فيما راح جسده النحيل المسجى على فراش الموت ينوء بحمل تلك الروح التي بدت وكأنها تحاول جاهدة إن تمسك بالقلم لتخط أخر الكلمات التي شاء القدر أن تكون حواريته الأخيرة ومن يدري لو امتد به العمر قليلا لكانت تلك الأبيات القلائل مشروع قصيدة عصماء لشاعر خبر بحور الشعر والأدب منذ طفولته حيث قال فيها : فيم لم تغمض هنالك عيني             يوم إن طال الليل أذانا صاح       ما عسى إن تقول عين          إذا ما امتنعت عن منامها للصباح كنت عند النهار أشكو سقاما                   زاد فيه الآلام من ارتياحي  قبل عامين تقريبا كنت والزميل عادل العرداوي في زيارة لعائله صديقنا المشترك الباحث التراثي الرائد الشيخ جلال الحنفي البغدادي (رحمه الله) تلبيه لدعوة كريمة من نجله الزميل (واعية) . ففي دار ألعائله الكريمة استقبلتنا الشيخ "منيبة زينل" عقيلة الشيخ الحنفي مرحبة بنا ومعربة عن سعادتها الغامرة بهذه الزيارة التي حاولنا إن نستذكر معا جوانب أثيرة من سيرة الراحل الجليل ومآثره ألطيبة التي عرف بها وترك صداها وقعا وأثرا في نفوس وقلوب تلامذته وأصدقائه ومحبيه ممن عاصره وعرفوه عن كثب .ولكن لنتعرف أولا على جوانب وملامح سيرة هذه المر أه الوفية التي استطاعت بدأبها وصبرها من الحفاظ على تلك الثروة الأدبية والتراثية الضخمة من أرشيفه وكتاباته ألمعرفية في مختلف جوانب الحياة عبر مؤلفاته العديدة وكتاباته المتفردة في الصحف والمجلات ألمحلية والعربية وعلى مدى سنوات طوال... عاصر خلالها عددا من الشخصيات الفكرية والمعرفية البارزة من اعلام العراق فيما تتلمذ على يديه الكثير من طلبة العلم والأدب ليس في العراق فحسب بل في دول أخرى كالصين ومصر  وسوريا وغيرهما مثل ما تتلمذ هو على يد أساتذة وعباقرة الفكر والمعرفة من رواد العلم والأدب من الأعلام الكبار تقول ألشيخه (منيبة زينل) وهي تحثنا عن نشأتها وتعلمها وعن بدايات لقائها الأول مع الشيخ الحنفي الذي صار زوجا لها وأبا لا بنائها الخمسة لبيد و عقيل وواعية وداعية وعروض rnمن كركوك إلى الصين !!ولدت في اربيل عام 1949 عندما كان والدي في أحدى الوحدات ألعسكرية العاملة هناك .ثم انتقلنا بعدها للعيش والسكن في مدينة كركوك التي أمضيت فيها معظم سنوات عمري الأولى مع والدي الذي عمل صفارا في سوق الصفا فير الموجود في كركوك . وأكملت دراستي الابتدائية فيها وقبل ان أكمل دراستي المتوسطة في الستينيات اضطررت لترك الدراسة لأسباب وظروف خاصة اعتذر عن ذكرها ولازمت المنزل حينها حتى بلغت التاسعة عشرة من العمر تقريبا . إما عن بداية تعرفي بالشيخ جلال فكانت عن طريق زوج عمتي الذي كان يعمل صحفيا أيضا والذي هو في نفس الوقت  خال الشيخ ويدعى عباس الزبيدي كان يومها الشيخ جلال مقيما في الصين بحكم عمله هناك كمدرس للغة العربية وعند مجيئه إلى سوريا عام 1968 حين هزه مشهد لامرأة تقدم الشاي لزوجها كانا يجلسان في ألشرفة المطلة على الفندق الذي كان يقطن فيه فقال له زوج عمتي : لماذا لا تتزوج وتستقر يا شيخ جلال فراقته له الفكرة وطلب منه ان يبحث له عن زوجه مناسبة فبعث له صورتي لأنه لم يرني سابقا فوافق على الزواج وأنا أيضا لم أعارض بعد ان اخبروني بأنه رجل مثقف وله مؤلفات وينشر مقالاته في الصحف والمجلات وقد ظل يحتفظ بصورتي لأخر لحظة من حياته حيث عثرنا عليها بعد وفاته في خزانة مكتبه , وقال لي مرة ممازحا هل تعلمين أن حكاية المرآة والشاي التي حصلت امامي في سوريا هي التي شجعتني على الزواج. وتواصل الشيخة ( أم لبيد) حديثها لتروي لنا حكاية زواجها من الشيخ وسفرها إلى الصين قائلة: - بعد ان تم الزواج في سوريا ذهبنا إلى الصين حيث يقيم هناك منذ عام /1966 كونه مدرسا للغة العربية في جامعه بكين ويعرفه الكثير من الطلبة الصينيين وبقيت هناك لمده سنة ونصف تقريبا تعلمت خلالها اللغة الصينية التي كنت أجيدها أكثر من الشيخ نفسه وتعرفت على العديد من العوائل الصينية وتعلمت الكثير من الأكلات الصينية التي تعودوا على تناولها . واستطعت ان أتعايش مع هذه الانتقالة التي لم أكن أتوقعها يوما من الأيام وهي إن أتحول من العيش في مدينة كركوك العراقية إلى العاصمة بكين الصينية وهذا ما حصل م

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram