TOP

جريدة المدى > سينما > التشادي «محمد صالح هارون» يفتح سجلّ خطايا الآباء تجاه الأبناء

التشادي «محمد صالح هارون» يفتح سجلّ خطايا الآباء تجاه الأبناء

نشر في: 19 مايو, 2010: 05:11 م

عرفان رشيدالمدى/ (كان)دورة هذه السنة من مهرجان «كان» السينمائي الدولي حافلة بالممثلين الكبار، وفيلم «سنة أخرى» للبريطاني مايك لي  «مهرجان للممثلين الكبار»، وكما نتوقّع أن يحصل هذا الفيلم على أكثر من جائزة، وبالذات جائزة التمثيل النسائية لليسلي مانفيل، فإننا نخمّن ونرى عُسر مهمة لجنة الدولية تجاهل أي من أبطال هذا الفيلم بصرف النظر عن طول وقصر الدور أو على صعيد أهميته أو ثانويته في مسار الفيلم،
فقدا بدا أداء الممثلين الأحد عشر وكأنه درس في التمثيل الواقعي تناسقت فيه المشاعر مع الحضور ونبرات الصوت وردود الأفعال والإيماءات التي إحتلت مساحة مهمة للغاية توازنت مع المساحة الممنوحة للكلمة المنطوقة.وشهدت الكاميرا انسجاماً مع الممثلين يندر إلاّ في حالات تعايشٍ طويلة الأمد للمخرج مع ممثليه، أذ سبق لجميعهم أن عملوا مع مايك لي في أعمال سابقة حققت حضوراً مهماً على صعيد البراعة في التمثيل ما أتاح لعدد من هؤلاء الممثلين تحقيق جوائز  مهمة والترشّح لأخرى كبيرة ومن بينهم ((جيم برودبينت)) الذي أدى في هذا الفيلم دور العالم الجيولوجي «توم» وقد فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عام ١٩٩٩ عن دوره في فيلم «توبسي تورفي» وإيميلدا ستاونتن الفائزة بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم ((فيرا دريك)).يستعير الفيلم فصول السنة الأربعة ليؤشر مسار «فصول الوحدة الأربعة» التي تعيشها الشخصيات داخل المجتمع الصغير الذي إختار مايك لي أن يروي حكاياتهم اليومية وتمزّقاتهم اللانهائية وبالذات شخصية «ماري» زميلة الطبيبة النفسانية «جيرّي» ، والتي تعيش وحدتها بشكل مخيف يُثقل كاهلها بسني العمر التي تمرّ بسرعة كبيرة دون أن تتمكن  من إيقاف نزيفها المتواصل. متعمّداً إختار «مايك لي» لبطليه الإيجابيين في الفيلم إسمي شخصيتين من شخصيات قصص الأفلام الكارتونية التي طالما بعثت الفرح والحبور في داخل أبناء أجيال عديدة في العالم.لكن «توم» و «جيري» ليسا في هذه الحالة شخصيتين كارتونيتين بل بشر من لحم ودم يمتلكان قدرة مغناطيسية هائلة في جذب البشر المعذّبين نحوهما واستعداداً هائلاً في حل المشاكل التي يعاني منها هؤلاء. وربط المخرج بين حالات الوحدة والأزمة التي يعاني منها هؤلاء البشر ومتغيّرات فصول السنة الأربعة وأوجد علاقة رائعة مع الأرض من خلال الحقل الذي يفلحه توم وزوجته جيرّي بأيديهما وبمساعدة ولدهما المحامي ذي الثلاثين سنة «جو». فصول السنة الأربعة تترى تباعاً لتوصل «ماري» إلى الوحدة المطلقة في الشتاء القارص وتفصلها عن العالم المحيط بها بشكل نهائي كما لو أنها صمّاء بشكل كامل وغائبة عن الوعي برغم حيوية البشر الآخرين الذين يتقاسمون معها الفضاء الذي يحيط بها في تلك اللحظة الباردة من الشتاء الحاد. سنة أخرى انقضت من دون أن تتمكّن هذه المرأة من تحقيق أي خطوة نحو تغيير حياتها، وربما لن يكون إنفصالها إلاّ خطوة نحو اتخاذ قرار مأساوي ودرامي.. يقول «مايك لي» في تقديم فيلمه (( سنة أخرى)) ((ربيع، صيف، خريف وشتاء. العائلة والصداقة، الحب والدفء الإنساني. الفرح والحزن. الآمال والإحباطات. التعاطف والوحدة. ويمر العمر ما بين شهقة و موت)).... في الربيع نشهد الطبيبة النفسية «جيري» المتزوجة بسعادة مع العالم الجيولوجي «توم» وهي تحاول التخفيف من وطأة الوحدة التي تعاني منها زميلتها في العمل «ماري» المدمنة على الشراب وتعيش حالة بوهيمية مطلقة دون أن تتمكن من تحقيق استقرار ما في حياتها العاطفية. في الصيف يصل إلى منزل «توم» و«جيري» صديق الطفولة «كين» المدمن على الشراب بدوره والذي تخيب محاولاته استمالة قلب ماري، لكن دون جدوى لأنها تشعر بالإشمئزاز منه ومن اقترابه منها، سيما وأنها وضعت عينيها على إبن الزوجين المحامي الشاب «جو» والذي تعوّد على مناداتها بالخالة، لكونها صديقة أمه منذ سني طفولته. في الخريف، ومع تساقط أوراق الأشجار وجفافها يُدخل الإبن «جو» حالة من الفرح إلى منزل أبويه بتعريفهما بخطيبته السرّية «كيت» التي يحبها الأبوان في الحال لدماثتها ودفء شخصيتها، لكن وجودها يُثير غيرة «ماري» التي تتصرّف مع «كيت» بجفاء كبير.وفي الشتاء يُضطر «توم» إلى إقناع شقيقه الأكبر «روني» بالعودة معه إلى لندن بعد وفاة زوجته وبعد خلافه الواضح مع ولده الوحيد جلف الشخصية وحاد المزاج «كارل». وبينما يقضى الزوجان أحد النهارات في الحقل، تصل «ماري» إلى المنزل وتُقنع شقيق «توم» بإدخالها في المنزل. تتبادل «ماري» الأحاديث وتدخين السجائر وشرب أقداح الشاي مع «روني» حتى لحظة وصول الزوجين. تنزعج &

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram