اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > عبد الرحمن.. اعتليت عرش المحبة

عبد الرحمن.. اعتليت عرش المحبة

نشر في: 21 مايو, 2010: 04:54 م

جمال العتابي اًبا عشتار .. اًشعر أن آلاف المدن ، آلاف البحار والأنهر ، آلاف  الأشجار ، والفراشات والطيور تعيش في قلبك..كنت قد صادقت الصمت ، منذ اللحظة الأولى التي وطاًت فيها قدماك عتبة ( طريق الشعب ) و ( الرواد) ..
 في ملامح وجهك قصيدة جديدة ،منذ الخطوة الأولى التي تمتد من ميسان الى ( البتاويين) ، كنت قد فتحت قلبك ، فوجدنا انفسنا فيه ، كالماء الصافي . من أي نافذة اًرنو للماضي ؟ من أي باب نمد يدنا للمستقبل ؟ كنا نود اكتشاف قارات جديدة ، ولكن اًين ؟ في الطرقات الدامسة، في حدائق (الرواد) وساحاتها .. في لوحات وتخطيطات .. رسمتها اناملك الرقيقة ؟ ..ربما اًصنع بالكلمات شيئاً يساوي حزنك المعلق بالجدران .. كل جدران الطرق، في الغرفة الزجاجية الأولى المطلة على ممر ( الرواد) .. لم نحشر فيها،اًبداً انا ، وانت ، يوسف الناصر ، فلاح ، قيس قاسم ، مصطفى اًحمد ، سامي العتابي ، ليث الحمداني ، محمود حمد ، كنا نشعر حينها ان العالم كله يعيش  ، بيننا ، ومعنا ، كنت تجمع الريح لتبني لك بيتاً ، مع ( عشتار) التي قدمت الينا مبكراً، خلاف كل زملائك الذين عزفوا عن الزواج ، واختاروا ( الصعلكة ) والسهر في الليل .. شئت لوحدك ، ان تعيش في عالم الاطفال والعرائس. مع فتاة تحلم بعيد .. لكنك لم تهنأ حتى بهذة الاًمنية ، لقد اغتالوها ، يا عبد الرحمن .. كل امسك بمعوله يهدم الحلم ، ولم تبق لنا عيون ..حين سافرت الى بلاد ( الأرصفة) .. لم تفكر اولاً بأنك سافرت الى بلاد الحسناوات. اذ كانوا قد انهالوا علينا ضرباً بالمعاول...كل الناس يموتون .. احرقوا الوطن ، وصار سجناً وبنوا على أنقاضه وطناً آخر ، انتزعوا كل قلب .. فقتلك حبك للوطن ..المؤسف ، ان الأشياء التي تبعث على الحزن ، هي وحدها التي تدعوني الى ان اتذكرك يا رحمن ... لم اتخيل في يوم ما انني سارثيك .. بعد انقطاع لثلاثين عاماً ، عشت فيها وحدك في الغربة ، فجاًة تظهر أنت على واجهة الصفحات .. مبتسماً.. خجولاً ، رشيقاً ، انيقا ، صورتك هي نفسها التي اينعت غصناً في قلبي ، لكنها انطفات ، يا حسرتي .. وها هي عشتار تفتح عقد ضفائرها .. وتمشط شعرها على اكتافك .. ترفرف معها العصافير المليئة بالاسرار .. اين هي الان ، ترى هل كبرت ، واصبحت امرأة كيف تحدق بالوجوه من بعدك ؟ كيف تلملم رسوماتك ولوحاتك واشياءك .. كيف تجمع قطرات المطر ، فوق وريقات علقتها في غرفتك ، وفي ( نفنوف) عشتار  ، ملاًى بعطر العراق ، بعطرنا ، عطر اصدقائك. ها انت يا رحمن احرقت مشاعل ذاكرتي.. لكنك اعتليت عرش المحبةً. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram