TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك: بـيــرة وبــارود!

شبابيك: بـيــرة وبــارود!

نشر في: 21 مايو, 2010: 04:58 م

 عبد الزهرة المنشداويعلاقة البيرة بالبارود! تعود فكرتها الى جاري ضياء العاطل عن العمل صاحب الأربع عقود و(نيف) من العمر وفاقد الساق ومبتور اليد والعازب رغم الأنف. زارني الليلة الماضية على حين غرة فحدثني بحديثه قائلا :
كما تعلم احتفلت منظمات حزب البعث المنحل عام 1981 بعيد (الحزب) فكانت هناك حفلات وغناء والعاب تطلق في سماء مدينة الصويرة فحولت الليل الى نهار وكنت انظر إليها مع اخوتي الصغار باندهاش .في صباح اليوم التالي وجد الاطفال في مياه النهر العديد من الالعاب النارية والقناني الفارغة دفعهم حب التملك الى سحبها من المياه . الالعاب النارية بعد ان جفت وجدوا فيها ما لم يخطر لهم على بال اذ كانوا  يرشون ذرات البارود على الموقد فتنبع اشعاعات ملونة فاستهوتهم اللعبة ولكي يضمنوا استمراريتها قاموا بخزن ما جمعوا من بارود مجفف داخل قنينة بيرة سدوا فوهتها بالطين ووضعوها بالقرب من الموقد.!رايتهم وعرفت بينهم شقيقي فاتجهت نحوهم لمعرفتي الخطر الداهم الذي هم فيه .وبحفنة تراب رحت اطفيء موقد النار بينما وقفوا ورائي معترضين على افساد بهجتهم قنينة البيرة مسدودة الفوهة تاثرت بالحرارة ولم اكن اعلم عن وجودها في داخل الموقد،فكان هناك صوت انفجار بينما طرت في الهواء وسقطت داخل الماء ليس بعيدا عن جرف النهر فشعرت ببرودة الماء بعد حرارة لاهبة اجتاحت جسدي . لم اود في حينه مفارقة الماء الذي وجدت نفسي مغمورا به الى أن جاءت فتيات من القرية فرأين منظر الدماء على جسدي وحملنني إلى البيت لاجد نفسي بعدها في المستشفى مبتور الساعد اما شقيقي والصغار معه فشكل جسدي درعا لهم ولم يصابوا الا بشظايا زجاج قنينة البيرة .وهكذا وجدت نفسي بلا ساعد انا اليتيم الذي تبني على الام الآمال الكبار في مسيرة حياة العائلة عملت جهدي لكي لا اتاثر بإصابتي فكنت مميزا في المسك بالمسحاة والحفر وكنت الذي يقع عليه الاختيار في حفر ساقية او في اعمال البناء ،الحادثة زادتني إصرارا للمضي قدما .الامور لم تنته عند هذا الحد(واصل كلامه)كنت ضيفا على بيت شقيقتي بعد ان استشهد زوجها الفلاح في الصويرة نتيجة العنف وفي تلك الليلة دخل علينا ملثنمين من جانب النهر وصوبوا بنادقهم نحو افراد العائلة استشهد اطفال ونساء وكان من حسن الحظ ان النيران اخطأت جسدي فاصابت ساقي وظنوني ميتا فتركوني لأنهض بعدها .الآن أشكو القدم والساق ولكني لا اريد ان استسلم، اريد ان اعمل (قال لي) .ما عرضه علي، مساعدته في المشروع الذي ينوي العمل فيه اذ اخذ رايي في شراء  جهاز كمبيوتر يقوم بشرائه عن قريب بعد أن حصل على مبلغ مليون دينار من متراكم راتب شبكة الحماية ومبلغ 500 الف دينار مبلغ تعويض عن فقدانه الساق ومبلغ 500 اجور اعمال قام بها لجيرانه. كنت على ثقة بانه سيكون نعم المواطن الذي لا يستسلم .ولكن السؤال هل سنجد من يتفهم مثل هذا المواطن ويقف الى جانبه سواء كانت مؤسسة معنية او شخصية تريد الخير للجميع هذا هو ما تبادر الى ذهني وهو يغادر منزلي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram