TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (هاي الطسّه الكلتلكم عليها)

هواء فـي شبك: (هاي الطسّه الكلتلكم عليها)

نشر في: 21 مايو, 2010: 08:16 م

عبدالله السكوتيلم يكن (احميّد الفهد)جديدا عليّ بأحاديثه الشيقة، فلقد كنت انتظر طلعته بفارغ الصبر، فلقد اصبح في الآونة الاخيرة مثل الهلال كمايقولون، وتركني الى كتب الامثال وحكايات العجائز، لكنه لظرف طارىء زارني وتحدث كثيرا معي ليرفه عني ويزيح بعضا من همومي التي تناسلت خلال الايام التي مضت.
المهم في الامر ان احميد الفهد يتوقع ان هناك (طسّه) في تشكيل الحكومة او على الارجح في العملية السياسية برمتها، وبعد إلحاح طويل قال: سافرت مرة انا وبعض الاصدقاء الى مدينة كربلاء بسيارة احدهم، وتعرف الطريق فهو مليء بالمطبات والحفر (الطسّات) ومن كثرة الذهاب الى كربلاء، حفظ بعض الاصدقاء امكنة المطبات وحذر صديقنا منها بين حين وآخر، وصادف ان حذره احدهم من مطب قريب، فتجاهل السائق الامر ووقع فيه، ولكنه قال: هذا المطب لايعني شيئا، المطب الآخر الذي في الطريق هو المشكلة الحقيقية واردف قائلا: (الطسّه الجايه بيها البلاوي) ولكنني احفظها جيدا ؛ تقدمنا في السير وكلنا يرقب الطريق بعيون مفتوحة، واذا بالسيارة ترتفع فتضرب رؤوسنا السقف، تساءلنا ما الخبر، فرد السائق بذكاء مبالغ فيه: (هاي الطسّه الكلتلكم عليها).وانا من ناحيتي قد ذكرت كثيرا (بالطسّات)، ولكن يبدو ان السائق الذي يحفظ مكانها قد وقع فيما يحذر ؛ والطسّه هذه المرة يا أصدقائي لم تكن عراقية بل انها (طسّه) دولية، فهناك من الدول والاشخاص من اقسم على إفشال تجربة العراق الديمقراطية واعادته الى زمن الظلام والجور والتفرد، وللاسف هنا بالداخل من يروج لأهداف هذه الدول واجنداتها في العراق ويحاول تنفيذها على ارض الواقع، ضاربا بمصلحة الشعب وجراحه عرض الحائط.المصيبة ان هناك من يلقي باللوم على الديمقراطية وهذا من ذات النوع الذي حين يرى النفايات يلعن الديمقراطية وكأن الديمقراطية حاوية للانقاض، وآخرون حين يسمعون بالمفسدين يتذمرون من الديمقراطية ويلعنون اليوم الذي دخلت فيه العراق، وكأنها فايروس قد غزا العراق، وهذه لعمري حجة العاجزين والجهلة حين يحسبون ضعاف النفوس والمفسدين والملوثين على الديمقراطية ؛ بينما الحقيقة ان ابناء الديمقراطية هم اصحاب الذهنيات المتفتحة والمتطورة من المخلصين والوطنيين، وهي بعيدة كل البعد عن اللصوص والوسخين والافاكين والمدعين، ومع تخرصات المتقولين وعقلياتهم المعوجة ودعاياتهم المغرضة، ستكون الديمقراطية سمة العراقيين الجديدة وستتشكل الحكومة برغم كثرة (الطسّات) والمطبات والحفر، والوقوع فيها برغم ان البعض يعرف اماكنها ويتحسب منها ويحذر، ومن المؤكد ان كثرة الاخطاء لابد من ان يعقبها تعلم الصح وبالتالي لانبشر الذين يراهنون على الكبوات كثيرا، وانما نقول لهم: انضموا الى القافلة فهي تسير برغم كل شيء، ولايمكن ان تتوقف لانها لاتؤمن بالتوقف اوالعودة الى الخلف.لكل تجربة اخطاؤها وكذلك تضحياتها ونحن قد تجاوزنا الكثير واعطينا الكثير ولم تأت الديمقراطية للعراق بقدرة قادر وانما جاءت بثمن مدفوع دفعه الشعب دماء وحسرة وعذابا وقد آن ان يحصد الشعب ثمارها ولو بعد حين، حينها سيبوء الغربان والمبشرون بالخراب بالفشل والخسران، والى ذلك الوقت علينا تجنب المطبات والحفر، كي لانضطر ان نبرر ان هذه المطبات نعرفها ولكننا مع هذا وقعنا فيها لان غلطة الشاطر بألف كما يقولون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram