TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > خزانة المدى: رحلة إبن بطوطة

خزانة المدى: رحلة إبن بطوطة

نشر في: 22 مايو, 2010: 04:44 م

باسم عبد الحميد حموديأشتهرت رحلات إبن بطوطة بين تجارب الرحالة العرب  كواحدة من أهم الاعمال التي تصور تجواله  في ارجاء العالم الاسلامي في افريقيا وآسيا وأوربا ,  اضافة الى الهند وسيلان والصين . اسم إبن بطوطة هو(محمد بن عبد الله اللواتي), ولواته قبيلته  وكنيته (ابو عبدالله) ولقبه (شمس الدين), وهو من قبيلة بربرية  عظيمة الشأن  ينتشر اهلها على طول الساحل الافريقي.
 كانت ولادة إبن بطوطة  في مدينة طنجة في يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهرحزيران سنة 1304 للميلاد كما تحدث به لكاتب رحلته  محمد بن جزي الكلبي , وإبن جزي هذا هو مدوّن رحلات إبن بطوطّة وهو كاتب السلطان أبو عدنان المريني الذي امره بتدوين ما يقوله إبن بطّوطّة في مجلسه الذي يعقده يوميا في مضافة السلطان ويتحدث فيه عن تفاصيل رحلاته, وهو يشبه في هذا ما فعله  الرحالة الايطالي ماركو بولو الذي قام برحلة الى الصين وعاد الى بلاده ليسجن  في جنوة, وفي سجن هذه المدينة روى لاحد السجناء (الذي كان يتمتع بذائقة ادبية) تفاصيل رحلته وغرائبها, ثم ظهرت رحلات ماركو بولوواشتهرت بعدها.   ظهرت رحلات إبن بطوطة تحت عنوان ((تحفة النظّار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار)) وقد شمل الكتاب اخبار رحلاته وهي ثلاث.  الاولى مدتها ربع قرن بدأت من طنجة في 12 حزيران سنة 527هـ (1325 م ) الى جزيرة العرب  والعراق  والهند والصين ثم أوربا والعودة الى فاس , فيما  كانت الرحلة الثانية الى الاندلس بين عامي 751-752 هـ , حيث زار مدنها وكانت خلال ذلك في عصر الطوائف والدويلات , وكانت غرناطة آنذاك تحت ملك بني نصر الذين احتفوا بالرحالة الذي ودعهم عائدا الىفاس .  كانت رحلة أبن بطوطة الثالثة  الى بلاد السودان الغربي بين عامي753-754هـ(1353-1253م ) حيث خرج من سجلماسة مطلع محرّم وصولا الى   ( أيوالاتن) حيث قال عن سكانها: ((لهم فعال لا تتفق وأسلامهم  ولاينسب  أحدهم الى أبيه بل الى خاله ولا يرث الجل الا أبناء اخته دون بنيه ....أما نساؤهم فلا يحتشمن من الرجال ومن أراد التزوج منهن تزوج لكنهن  لا يسافرن مع الزوج ولو أرادت أحداهن ذلك لمنعها أهلها )) .  اختصر البيلوني هذه الرحلات بعد  قرن من الزمان ووقعت المخطوطة بيد اثنين من الرحالةمطلع القرن التاسع عشر هما زيتن الالماني وبوركهارت البريطاني , فنقلاها الى مكتبتي غوته وكمبردج  وكان ذلك باية الاهتمام الاوربي  برحلات إبن بطوطة وتعريف العرب بها فيما بعد . عند احتلال الفرنسيين الجزائر في عام1830 عثروا في مدينة قسنطينة على خمس مخطوطات من الرحلات بخط إبن جزّي  ونقلت الى باريس , حيث أصدر العالمان سانجيني ودفريمري الرحلات في أربعة أجزاء سنة 1853 باللغتين العربية والفرنسية مع مقدمة تحليلية موسعة , وتعد هذه الطبعة أبرز  طبعة للرحلات البطوطية . في سنة 1927 وفي بيروت نشر فؤاد افرام البستاني مختارات من الرحلات في ثلاثة كتيبات وكان ذلك بدء العمل التحقيقي للرحلات عند اكثر من محقق  لسعة المعلومات فيها ولاهميتها في ادب الرحلات   عند العرب وفي العالم الذي اهتم بها حيث نشرت بأكثر من خمسين لغة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram