TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة: المايسترو .. خارج النص !

مصارحة حرة: المايسترو .. خارج النص !

نشر في: 22 مايو, 2010: 05:15 م

إياد الصالحيواحدة من اهم الأسلحة التي يراهن عليها مسؤولو الكرة في الأندية الأوروبية هي ثقافة اللاعب بالدرجة الأساس وكيفية قيادة نفسه داخل وخارج الملاعب بالصورة التي تحفظه من عثرات اللسان التي غالباً ما تكون نتائجها اخطر من عثرات القدم!وقد نعذر بعض لاعبينا المحترفين ممن ولجوا ميدان الاحتراف في زمن متأخر نظراً لظروف وطبيعة ادارة اللعبة السيئة قبل عام 2003
 وعدم الانسجام المبكر مع لاعبي الفرق الاوروبية وصعوبة ايجاد موطىء قدم لهم والتفاوت الكبير في مقاييس الموهبة ومدى القدرات الذهنية على توظيفها بالشكل الذي يتيح للاعبنا قبول المطاولة في التجربة الاوروبية وتقديم تضحيات كثيرة من اجل هدف مستقبلي عظيم .هذا ما يحدث اليوم في الدوري الهولندي لمايسترو منتخبنا الوطني نشأت اكرم الذي صبر وتعب واجتهد في نحت اسمه على صخور تحديات كثر ، اقتحم معقلين من بين اهم الاندية السعودية ( النصر والشباب) ومثل العين الاماراتي في اكبر صفقة خليجية قدرت بقيمة مليار و200 مليون دينار عراقي وانتقل الى الغرافة القطري في اجمل مواسمه على الاطلاق قبل ان يظفر بعقد اوروبي متميز سلط الضوء على الكرة العراقية الغنية بالموارد البشرية على مستوى كرة القدم والفقيرة جداً لمفاهيم الادارة والتخطيط بسبب سياسة ( الرجل غير المناسب في اتحاد الكرة)!وفي الوقت الذي يقف الاعلام الرياضي مسانداً وداعماً للمحترفين في تغطية مشاركتهم وابراز انجازاتهم بما تشرّف أي عراقي ينظر لهم بانهم سفراء الوطن الاوفياء ، فاننا ننتهز فرصة المصارحة هذه لنحذر نشأت اكرم السقوط من اعلى نقطة غرور في رأسه مثلما سقط اثناء تقديمه للزميلة جريدة (مونديال) خلاصة تجربته مع فريقه الهولندي نيفتشي انشخيدا من قمة اعلى برج عالمي في دبي حيث اشترط العودة الى الدوري المحلي في حالة واحدة (عندما ترش ملاعبنا بالماء قبل المباريات حتى لا نرى التراب يرتفع معانقاً عنان السماء) على حد قوله!نفهم بشعور وطني عميق مدى حرص نشأت على وجود أبهى الملاعب في العراق تنعم برعاية إدارة ناضجة لكي يتخلص دورينا من مظاهر التخلف ويلحق بركب البطولات العربية والآسيوية المتطورة ، لكنه أي دورينا الذي أطلق نشأت وغيره للشهرة وتحسين دخله المعيشي في حياة ترفية خالصة كانت عصية عليهم ايام الشقاء ومكابدة تعاسة الحرمان من ابسط حقوق لاعب الكرة إبان تأشيرة الراحل عمو بابا عام 1999 لتوليفة من الناشئين للمشاركة في تصفيات آسيا التي جرت في مسقط استعداداً لنهائيات فيتنام وأوصاهم بالوفاء لكرة العراق وعدم الاستعلاء على قامتها مهما بلغت شهرتهم مديات شاهقة!هل تستعيب ملاعب الدوري يا مايسترو بينما ترابها عفر وجوه كبار لاعبي الأندية والمنتخبات أولاد الزمن الجميل المشذب من الاطماع ايام جمولي وبلة وشندل وزوية والمايسترو الكبير هادي احمد وحمودي ودرجال وسعيد وصولا الى جيلكم الذي كتب ملحمة آسيا قبل ثلاثة اعوام وافضل لاعب فيكم كان يتحفى في فريقه الشعبي ويعاني من بؤس دراهم ناديه ومع ذلك مضيتم صوب المجد الكروي من دون ان تنسوا ماضيكم بدموعه وضحكاته كما نعتقد؟!نعم ( ان ملايين الدولارات من عائد صفقاتي في الاحتراف غيّرت وجهي وألبستني افضل ملابس – الموديل- ونقلتني الى عالم الأثرياء حيث اعيش اليوم ، لكنها لم تغير قناعتي ابداً بانني مهما حلقت بعيداً عن بلدي لابد من ان اعود لاشاركه اعادة الامل للموهوبين وسط ظروف قاسية جداً) .. قول مهم للكاميروني صامويل ايتو نهديه الى المايسترو الصغير نشأت اكرم ونوصيه ان يعتني بفرصته الهولندية لانها لا تعوض مثلما يدعي كما عليه ان يحافظ على توازنه اثناء ابداء رأي ما ولا يخرج عن النص المتعارف عليه في علاقة اللاعب بكرة بلده وما يمليه الحس الوطني من دافع كبير لعكس السمعة الطيبة عنها لا التقليل من شأنها وكأنها اصبحت إنموذجاً للتهكم والسخرية والتبطر بعد ان كانت تمثل محطة اولى صعد منها نشأت وزملاؤه منطاد الاحتراف ليعلو في المدارات الأبعد وتناسوا انهم عائدون لترابها مهما طال غرورهم عنان السماء !Ey_salhi@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram