عمار كاظم محمد ايام مرت منذ ان حصدت التفجيرات الدامية ارواح العشرات من العراقيين عبر سلسلة جديدة في مسلسل العنف الدموي في هذا البلد لكن ما يحزن حقا هو هذا التجاهل من سياسيينا لما يدور في الساحة العراقية حيث يبدو أن المنافسة على التكتلات
وعلى تشكيل الحكومة المرتقبة هي اهم بالنسبة لديهم من ارواح الضحايا الذين تحصدهم آلة الموت الدموية ومن يقف وراءها من بهائم بمختلف الاجناس والتوجهات وكأن الجميع اتفقوا على شيء واحد هو قتل العراقي واهدار دمه من اجل هذا الكرسي الملعون.العراقيون يعانون الأمرين من نقص الكهرباء والماء والخدمات والموت الذي يحصد ارواحهم من دون ذنب، بينما سياسيونا مازالوا يتناقشون ويتفاوضون ويتعارضون والنتيجة شلل في مفاصل الدولة وتخلخل الوضع الأمني وتهديد لكل المكاسب التي تحققت والتي دفع ثمنها العراقيون ايضا من دمائهم وارواحهم وراحتهم .حينما توجه الناس لصناديق الاقتراع وانتخبت من انتخبت كان همها أن تأتي حكومة تستثمر الانجازات التي تحققت وترفع عن كاهل العراقيين ولو قليلا من اعباء السنوات السبع العجاف من الدماء والقتل والنقص في الاموال والثمرات لا ان تتحول الانتخابات ونتائجها الى عقدة تقف مثل شوكة في البلعوم وتتحول الى صراع جديد وتهديدات ومشاكل لها أول وليس لها آخر .المشكلة في كل هذا اننا لسنا في وضع يحتمل التأجيل و "الجرجرة " فعامل الوقت مهم جدا للوضع الامني للبلاد وهناك قوات امريكية تريد المغادرة في وقت محدد طبقا للاتفاقية الأمنية وهناك استحقاقات وقوانين مؤجلة وهي دائما تتأجل تحتاج الى الوقت الكافي كي تشرع فاذا كان سياسيونا سيضيعون السنة الاولى من السنوات الأربع في تشكيل الحكومة وحصد ما يمكن حصده من مكاسب ووزارات والسنة الأخيرة هي بالتأكيد ضائعة في التحضير للانتخابات التي تليها فما الذي تبقى للمواطن ؟سياسيونا يتصارعون ويتعارضون وكأننا نعيش في احدى الدول الاسكندنافية المستقرة والتي لايرد حتى اسمها في وسائل الاعلام ، بينما يحترق العراقيون يوميا بنيران هذا الصراع ويحتملون مصائبه وأخطاءه، فهل ستجعلونهم يشعرون بالندم على انهم ذهبوا للأنتخابات بسبب هذا التنافس على الكراسي والمناصب والى متى يظل العراقيون دائما هم من يدفعون الثمن في كل هذا ؟ .قبل عدة ايام ظهر زعيم جديد للقاعدة واعلن عن نفسه عبر بيان تناقلته وسائل الاعلام والصحف عن تهديدات بايام سود ودامية قادمة انتقاما لمقتل سلفيه لكن سياسيينا بدلا من الانتباه الى هذه التهديدات ومانتج وينتج عنها من مصائب وكوارث ستحل بالعراقيين ان لم يتداركوا الامر باعداد الخطط اللازمة في الوقت المناسب مازالوا يتصارعون ويتناقشون وكأن الأمر لايعنيهم فهل هم حقا حريصون على مواطنيهم وعلى من انتخبهم ام يظل الكرسي والمنصب هو الأهم ؟ .
هل يهتم سياسيونا بمواطنيهم؟
نشر في: 22 مايو, 2010: 05:16 م