اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > السؤال القديم المتجدد:لمـاذا يعيش العرب من دون هـدف، ومن دون خـارطـة طريـق؟

السؤال القديم المتجدد:لمـاذا يعيش العرب من دون هـدف، ومن دون خـارطـة طريـق؟

نشر في: 22 مايو, 2010: 05:18 م

شاكر النابلسي كانت أسئلة المقال السابق كثيرة، تتطلب الإجابة عليها، ومنها:- هل الدمار السياسي هو كل ما خلّفته العاصفة الاشتراكية؟- أم أن هناك دماراً آخر كالدمار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وخلاف ذلك؟- وهل لا يوجد للاشتراكية العربية التي عصفت بالعالم العربي في فترة العشرين سنة الأولى من النصف الثاني للقرن العشرين، أي فضل أو ايجابية على العرب؟
العسكرتاريا والاشتراكيةوكنا قد لاحظنا أن كافة التطبيقات الاشتراكية في العالم العربي، قد تمَّت بواسطة حكام عسكريين أو (متعسكرين) في مصر، وسوريا، والعراق، والجزائر، وليبيا، واليمن، والسودان. فيما لو علمنا أن غالبية الشعب العربي في النصف الثاني من القرن العشرين، وبعد الاستقلال السياسي الصوري، كانت تُحكـم من قبل العسكر، حيث وقع في الفترة (1949-1970) أكثر من عشرين انقلاباً عسكرياً ناجحاً. كذلك، فإن القيادات القُطرية لبعض الأحزاب القومية الكبيرة كحزب البعث، كان من بينها عسكريون. فقيادة البعث القطرية السورية التي شُكلت في العام 1963 كان من بينها أربعة ضباط عسكريين. وفي المؤتمر السادس لحزب البعث في العام 1963، رفض المؤتمر الدعوة إلى إبعاد العسكريين الحزبيين عن الأمور السياسية، وصادق على تدخل الضباط رسمياً في الأمور العامة. وكثيراً ما كان العسكريون الحزبيون يقهرون قيادة أحزابهم المدنية ويقومون بانقلابات عسكرية، ويقبضون على السلطة بقوة السلاح والجيش الذي أصبح الأداة الرئيسية لتغيير نُظم الحكم في العالم العربي منذ أول انقلاب عسكري عربي قام به العسكري الركن بكر صدقي، في العراق عام 1936، والذي قيل وقتها، بأنه كان بوحي من ألمانيا للإطاحة بحكومة ياسين الهاشمي الموالية للانجليز، والمجيء بوزارة يرأسها حكمت سليمان، الذي كان وطنياً من الظاهر وانكليزياً من الباطن.rnالعودة إلى النظام الرأسماليونتيجة لفشل الخطاب الاشتراكي، أصبح هناك أمل في استعادة الحيويـة لخطاب الحرية العربي العام على المستويات الفردية والاقتصاديـة والاجتماعية والسياسية. فمن المعروف أن النظم الاشتراكيـة في العالم العربي قد صادرت هذه الحريات، التي لم يكن لها أن تتعايش مع الخطـاب الاشتراكي القمعي والقهري والكيدي الذي نُفِّذَ في ظل أحكام عسكرية وأحكـام عُرفية. وما هذه الانفراجات الضيقة، وما هـذه الكوى من الأمل التي تنشقُّ قليلاً قليلا بين حين وآخر في بعض بلدان العالم العربي، مبشرة بفجر – ربما - وليد للحريات، إلا نتيجة انحسار الموجة الاشتراكية، وبدء تصفيـة القطاع العـام عن طريق الخصخصـة، والعودة إلى سياسيات السوق الحرة المعـدَّلة والمعرَّبة في كثير من الأحيان. وبدا ذلك واضحاً في مصر التي تزعمت الموجة الاشتراكية العربية في الستينات، ثم بدأت بتصفية القطاع العام بعد حرب الخليج 1991، والعودة إلى نظام الرأسمالية الوطنية أو السوق الحرة، ولكن على الطريقة المصرية. كما بدأت سوريا الأردن والجزائر وغيرها، خطوات بطيئة مماثلة بهذا الشأن. ويعود بطء خطوات الخصخصة في العالم العربي عموماً، إلى أن القطاع العام كان فيها محدوداً – ما عدا مصر – وأن خبراء الخصخصة العرب قليلو العلم والخبرة في إدارة مشاريع الخصخصة، ذات التعقيدات الاقتصادية المختلفة. وأن ما يُراد خصخصته من مشاريع استثمارية في معظم أنحاء العالم العربي، هي في الأساس مشاريع خاسرة أصلاً، وتريد الدولة المعنية التخلص منها وإلقاءها في أحضان المستثمرين المغامرين. وهي مشاريع غير مغرية على الشراء من قبل المستثمرين الجدد. فمن يشتري الخاسر والفاسد؟ rnما البديل للاشتراكية؟والآن، وبعد أن فشلت معظم التجارب الاشتراكية في معظم أنحاء العالم العربي، فما هو البديل عن كل هذه التجارب الاشتراكية الفاشلة لإقامة تنمية عربية؟وهل هناك وسيلة للخروج من هذه المتاهة، وهذه الخسارة من السنوات والمال والجهد، التي وضعتنا فيها التجارب الاشتراكية المختلفة؟rnخطة "بن بلَّه" البديلة للاشتراكيةلقد حاول الإجابة عن هذا السؤال الصـعب الزعيم الجزائري أحمد بن بلَّه بتقديم البديل العملي والعقلي والعلمي، لإقامة التنمية العربيـة على أسس ثابتة. فبعد أن نفى ابن بلَّه في كتابه ("نحو عالم جديد"، ص 105) أن الاشتراكية هي البديل الفعلي للرأسمالية، و"أن الاشتراكيـة الرسمية لم تتعرض فعلاً إلى صُلب النظام الرأسمالي العالمي. فالإنسان المفترض أن يكون محور كل نشاط، لا وجود له في قلب المجتمع الاشتراكي. والاشتراكية الرسمية لا تساوي شيئاً على الإطلاق. وأن روسيا تساوي صفراً (هذا قبل سقوط الاتحاد السوفيتي 1990). وأضاف في مقابلته مع الصحافي محمد خليفة "أن الأزمات داخل العالم الاشتراكي، أكثر من مثيلتها في المجتمع الرأسمالي، حتى أن الحياة عندها لا تطاق. ("أحمد بن بلَّة"، ص 252).وحـدد بن بلَّه الأسس التي يجب أن تقوم عليها التنمية البديلة للاشتراكية على  الوجه التالي:1- توفر منهاج ثقافي فلسفي مختلف عما هو سائد الآن. وإيجاد فهم آخر للتنمية.2- تحقيق الوحدة العربية. فمن المستحيل تحقيق أي نجاح دون تحقيق الوحدة العربية.3- من الصعب بناء تنمية مستقلة وجديدة داخل إطار النظام العالمي الجديد، أو داخل إطار التجزئة. وأفضل تجارب العال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram