بغداد/ احمد نوفلفي البلدان التي تهتم بمواطنيها دائما ما تنطلق من ان الفرد غير السوي او المريض لا يعني عائلته او شخصه بل يعني المواطنين في منطقته وفي مدينته ومحافظته وبما أنها مسؤولة عن رعايتهم وأمنهم واستقرارهم فان المواطن الفرد قد يؤثر سلبا على المحيط الذي يعيش فيه والأمثلة على ذلك المرضى
المصابون بأمراض معدية فاذا لم تتم معالجتهم او حجرهم صحيا فان الجرثومة تنتقل بين المحيطين به سرعة النار في الهشيم .ان أي مجتمع من المجتمعات لابد ان يبدأ العناية بمواطنيه من الفرد اولا لكي يضمن عدم سلبيته على الآخرين .نقول ذلك ونحن نرى الكثير من المرضى العصبيين ينتشرون في شوارع بغداد ويلحقون الأذى بالآخرين على غير إرادة منهم، لأنهم لم يوضعوا في المكان المناسب او يجدوا من يهتم لأمرهم ويعمل على شفاءهم مما أصيبوا به، أي ان الذنب ليس ذنبهم بل الجهات التي أوكل إليها رعاية المواطن من النواحي الصحية كما ان حصول اعتداء على شخص في عرض الطريق وتعرضه للأذى يجعل جهاز الأمن هو المسؤول عما تعرض له لأنه جهة حماية وفرض التزام أخلاقي وقانوني .في شارع السعدون اثنان من المصابين بلوثة يذرعون الشارع ذهابا وإيابا ويتعرضون للآخرين بالضرب بالأيدي .هذا الامر تكرر أكثر من مرة وتمت الإشارة إليه أيضاً من على هذه الصفحة لكن الجهات المعنية بالأمر لم تكلف نفسها عناء البحث عنهم لتخليصهم مما هم فيه من مرض وبالتالي تخليص المواطن من الاعتداء غير المقصود الذي يبدر منهم .صحيح انهم يفعلون ذلك ولكنهم مرضى بحاجة ماسة الى من يعتني بهم ويساعدهم للتخلص مما هم فيه لا ان يجعلهم هائمين على وجوههم وبالتالي يدفع ثمن مرضهم المواطن.البعض ممن اعرفهم تعرض لذلك وقال لي انه لو كان حامل سلاحا لضرب المريض العقلي برصاصة فرد الفعل والتفهم يتباينان تجاه هؤلاء المرضى حمايتهم من أنفسهم ومن الآخرين مهمة إنسانية .
من الشارع ..مرضانا العصبيون!
نشر في: 22 مايو, 2010: 05:25 م