كان الرسام الكاريكاتوري غازي عبد الله يواصل تزويد المجلة بالصور الضاحكة والساخرة لانشرها على الصفحات الداخلية بينما كان الرسام سعد سليم يواصل رسم صورة الغلاف الاولى. وعندما حل شهر اذار من عام 1949 صرت اكلف غازي برسم صور الغلاف، ليس بسبب خلاف قام بيني وبين سعاد،وانما لان مشاغله كانت تحول بينه وبين رسم الصورة بالوقت المطلوب،
بينما كان غازي قد تفرغ للخط والرسم، ومباريات كرة القدم، فهو كما قد لايعرف كثرة من المعجبين برسومه الكاريكاتورية كان من اشهر(لواعيب الطوبة) في ذلك الوقت..كما انه من هواة الاسماك حتى اليوم! rn*صداقة وزمالة..وعلاقتي بالرسام غازي تعود الى اواخر الاربعينيات ولم تزد الاقوة بمرور الاعوام، فهو يزورني ويتفقدني ، وافتح له قلبي،ويفتح لي قلبه..ونحن انا وهو، نتبادل الاعجاب ببعضنا وكما يقولون: كما تراني ياجميل اراكا؟! فعندما اصدرت جريدة "الشعب" ملحقها الاسبوعي باسم "الاسبوع" في اواخر الخمسينيات كان من بين الاسلحة التي رفعها بعض العاملين في ذلك الملحق. محاولة فاشلة لسحب غازي من "قرندل" فعرضوا عليه العمل في "الاسبوع" لقاء مبلغ محترم، فوافق ثم عرضوا عليه ان يكون خطاط ورسام الاسبوع وحدها، فرفض وقال لهم اترك الاسبوع من اجل قرندل!! وقد سمعت بهذا من محررين يعملون في ذلك الملحق!rn*مسؤولية الرسم وما دمت اتحدث عن الرسم الكاريكاتوري اجدني مضطرا الى وضع النقاط على حروف ما زال بعض الناس يجهلون كيف يكون "تنقيطها" فيخلطون بين رسام يرسم ولا يعلق وغيره الذي يقدم الصورة وتعليقه عليها! فهو مسؤول عنها في الحالة الثانية. ويكون كذلك ان كان الرسم الساخر من النوع الذي ينشر من غير تعليق!ومعظم الصور التي نشرتها "قرندل" على اغلفتها، ولا اقول كلها كان لامعنى لها، لو نشرت دون تعليق، وانا كاتبه على كل رسم منها، ومن الجائز انني قد اخطأت القول في عدد منها، وذلك هو اجتهادي ، وجل من لايقع في الخطأ! رسوم قرندل وعرفت قرندل خلال الاحدى عشرة سنة من عمرها رسوم كثيرة من الرسامين الكاريكاتوريين، فإضافة الى الحاج سعاد وغازي عبد الله، نشرت عدة صور للرسام حميد المحل الذي اشتهر على صفحات "الوادي" مجلة خالد الدرة، ومجلة الفلقة، لعباس بغدادي وكانتا من المجلات التي صدرت في العهد الملكي، ثم صدرتا بعد قيام ثورة 14 تموز عام 1958 ولكن المحل لم يرسم لي صورة الغلاف وانما الصور الداخلية!ومثله فعل "رمزي" ثم ترك الرسم ليتفرغ لامر اخر يضمن به قوته، وقبيل الغاء امتياز قرندل بعامين صرت انشر صور عيسى الاسدي، اما اهم المصادر التي كنت اغذي منها مجلتي بالصور الداخلية فهي المجلات التركية وبعض الصحف الاوروبية التي كانت تتوفر بين يدي!rnالسبع افندي وكنت قبل ان اقوم باصدار قرندل من المعجبين بالرسوم الكاريكاتورية التي تنشرها المجلات المصرية الضاحكة مثل "الفكاهة" التي كان يحررها حسين شفيق المصري وهو من الكتاب الساخرين، كما انه من الشعراء الفكهين، وكان ينشر قصائده الضاحكة على صفحات الفكاهة بتوقيع "شاعر الفكاهة" وتحت عنوان دائم غاية في الغرابة هو "شعر الحلمنتيشي".ولما صدرت مجلة الاثنين بدلا من الفكاهة والدنيا، وكانتا من مجلات دار الهلال القاهرية، صار يحررها مصطفى امين، وعندما انفصل مصطفى عن دار الهلال واصدر مع اخيه علي امين جريدة "اخبار اليوم" الاسبوعية، كان الرسام الكاريكاتوري "صاروخان" من العاملين فيها.وكانت رسومه تسحرني وكنت اضحك طويلا بعد رؤية نكات رفيعة هانم والسبع افندي، ودهشت بعد ان اصدرت مجلتي وصرت اطلع على المجلات الضاحكة..لأنني عثرت على رفيعة هانم وسبعها في احدى المجلات التركية فكتبت حول ذلك، وفوجئت برسالة من مصطفى امين يقول لي فيها، ان شخصية رفيعة هانم وزوجها، من الشخصيات العالمية وان صورتهما الضاحكة تنشر في صحف كثيرة!!وقد ضاعت تلك الرسائل بين رسائل كثيرة فقدتها!!rnصورة الغلافويوم قررت اصدار قرندل، قررت ان يكون غلاف كل عدد منها له صورته الكاريكاتورية الخاصة به، ثم اضطررت الى مخالفة ذلك فقد نشرت المجلة بعض الصور اكثر من مرة، لان صورة سابقة تصلح للنشر في ظرف ما!كما نشرت صورة لاعلان عن فلم "عليا وعصام" ذلم لان اوضاع المجلة المالية كانت ضعيفة امام اغراء المبلغ الذي دفعوه عن ذلك الاعلان!ونشرت اسرة التحرير اثناء وجودي في تركيا صورة فوتوغرافية من صور زيارة الملك للجارة –لأن اسرة التحرير عجزت عن ايجاد فكرة لصورة كاريكاتورية اثناء غيابي ونشرت عندما ماتت الملكة عالية والدة الملك فيصل الثاني..صورة فوتوغرافية لها، وقد اخذتها من المصور "ارشاك" ورضيت بها مع انها كانت تبدو صغيرة السن، وبعد ان اقسمت للمصور بانني لن اقول كيف حصلت عليها! جريدة البلد تموز 1965
قصة الكاريكاتور في مجلة "قرندل" ..الرسام الذي ظل رفيق المجلة وصديقها
نشر في: 23 مايو, 2010: 04:41 م