TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > في الذكرى العاشرةلوفاته..عامر عبدالله الكاتب والأديب والمناضل الوطني والشيوعي المقدام

في الذكرى العاشرةلوفاته..عامر عبدالله الكاتب والأديب والمناضل الوطني والشيوعي المقدام

نشر في: 23 مايو, 2010: 04:44 م

كاظم حبيبلم يُكتب إلا القليل جداً عن السياسي العراقي الفذ والمناضل الشيوعي المقدام والفقيد المتميز الرفيق عامر عبد الله (أديب)، رغم مرور عشر سنوات على وفاته. إلا أن حياته ونضاله وما تركه لنا من أفكار وكتابات تستوجب البحث والنشر والإفادة منها وتعريف الأجيال القادمة به وبجيله من المناضلين.
وإذ لم يتم الاحتفاء به في أي من أعياد ميلاده، رغم ما قدمه للشعب والوطن والحركة الوطنية العراقية والحزب الشيوعي العراقي، الذي انتمى إليه واستمر يناضل في صفوفه أكثر من نصف قرن، من خدمات جليلة ومواقف متقدمة وتنويرية ستبقى معلماً مهماً من معالم الثقافة السياسية الوطنية والتقدمية العراقية، فجدير بنا اليوم أن نحتفي بتأبينه في ذكرى وفاته العاشرة وبمبادرة طيبة وجديرة بالتقدير من زوجته السيدة بدور محمد، إذ لم يكن الاحتفاء بأعياد الميلاد من تقاليد شعبنا وقوانا السياسية، ومنها الحزب الشيوعي العراقي.رحل عنا وهو لا يزال  معطاءً من الناحيتين الفكرية والعملية ويمتلك الطاقة والحيوية على بلورة أفكاره ونشر تجربته النضالية المعقدة والمديدة. ويتجلى ذلك بوضوح في الحوار الرائع الذي أجراه معه الكاتب والصحفي المتميز الأستاذ حازم صاغية ونشر في العدد الثاني (1994) والعدد الثالث (1995) من مجلة أبواب التي كانت تصدر عن دار الساقي في بيروت ولندن. ففي هذا الحوار تبرز شخصية عامر عبد الله الفكرية والسياسية والأدبية وروحه الوطنية الوثابة والأممية الصادقة ودقة متابعاته وصدق ملاحظاته وذاكرته الحية والنشطة. فمدينة عانة التاريخية الجميلة التي كانت مستلقية كامرأة ساحرة وهانئة على ضفاف نهر الفرات قد أنجبت الكثير من الشخصيات الوطنية والديمقراطية والعلمية والأدبية التي يعتز بها العراق دوماً. وكان مؤلماً له ولأبناء عانة ولنا جميعاً أن تصبح هذه المدينة الطيبة غارقة في مياه الفرات، إذ لم يبق من ملاعب الطفولة والصبا لهم غير الذكريات.     نشأ الطفل عامر في وسط عائلة كادحة كريمة النفس، عانى من الفقر والعوز وتركت آثارها السلبية لاحقاً على وضعه الصحي العام وعلى عينيه. وكان لهذه النشأة وأجواء الفقر العام في عانة وتجليات ذلك في حياة المدينة السياسية اليومية وبروز شخصيات وطنية فيها، كان لها دورها البارز على الحركة الوطنية العراقية وعلى نزوع الشاب وأترابه صوب اليسار الديمقراطي العراقي، صوب الفكر الماركسي – اللينيني، سواء كمؤيدين ارتبطوا بحزب الشعب أولاً ومن ثم بالحزب الشيوعي العراقي.لعب عامر عبد الله إلى جانب سلام عادل وجمال الحيدري وعبد الرحيم شريف دوراً بارزاً ومهماً في تعزيز لحمة الحزب ودوره في الحياة السياسية العراقية بعد إعادة الوحدة للحزب الشيوعي العراقي في عام 1956 وبعد أن التحقت منظمة النضال (بقيادة عزيز شريف) وجماعة راية الشغيلة (بقيادة جمال الحيدري) بالحزب. وكان من العاملين بحماسة لصيانة هذه الوحدة وتشكيل جبهة الاتحاد الوطني في عام 1957. ولا شك في أن لوحدة الحزب ودور قيادته الجديدة وبرنامجه السياسي الواضح الذي أقره كونفرنس الحزب الثاني في عام 1956 والتزام الحزب بالعمل لتشكيل الجبهة الوطنية الدور البارز في تشكيل جبهة الاتحاد الوطني ولجنتها العليا، وكان لعامر عبد الله دوره الفاعل في ذلك أيضاً.كان عامر عبد الله كاتباً سياسياً دقيقاً ومتميزاً، كما كان أديباً بارعاً ومقلاً، تتسم لغته بالشفافة والانسيابية وما يطلق عليه بالسهل الممتنع. وكان سياسياً بارعاً ومفاوضاً محنكاً، كما كان إدارياً ودبلوماسياً ممتازاً.لعب دوراً كبيراً في الحياة السياسية العراقية، سواء أكان في مرحلة النضال السري الصعب وفي أوساط الديمقراطيين والوطنيين العراقيين منذ النصف الثاني من العقد الخامس وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية مع حزب الشعب، الحزب الذي ترأسه الشخصية الوطنية البارزة والماركسي المعروف وقائد حركة السلام في العراق الأستاذ والرفيق عزيز شريف، ومن ثم في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، أم كان على المستوى السياسي العلني، وخاصة في أعقاب ثورة تموز 1958 وفترة حكم عبد الكريم قاسم، ومن ثم في فترة حكم البعث الثانية، أي في الفترة بين 1968-1978، ثم واصل العمل السياسي إلى حين وفاته. لقد كان عامر عبد الله أحد أبرز مفكري الحزب الشيوعي العراقي ومن القلة التي برزت خلال سنوات النضال السري والعلني واحتل لسنوات طويلة عضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسي. وكان الكاتب المفضل في إعداد مسودات تقارير اللجنة المركزية للحزب لسنوات كثيرة. لقد كان كاتباً ملتزماً بما تقرره اجتماعات اللجنة المركزية، ولكنه كان في الوقت نفسه مستقلاً في تفكيره وفي تكوين رأيه المستقل، والتي خلقت له في فترات مختلفة غير القليل من المصاعب والمشاحنات.كان عامر عبد الله رقماً كبيراً ومهماً في الحزب الشيوعي العراقي وفي الحركة الوطنية العراقية، حاز احترام رفاقه، سواء من اتفق معه في آرائه ومواقفه الفكرية والسياسية أم من اختلف معه. لم يكن يعتمد الأساليب القديمة في الصراع الفكري أو المحاجة القائمة على اقتطاع المقولات من الكتب التاريخية، بل كان يقارع الحجة بالحجة، ولم يكن مستعداً لمحاباة أحد. &n

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram