TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نبض الصراحة :غرباء في عش الصقور

نبض الصراحة :غرباء في عش الصقور

نشر في: 23 مايو, 2010: 05:03 م

يوسف فعلأثارت قضية انتخابات نادي القوة الجوية الرياضي وما رافقها من تداعيات وتجاذبات الوسط الرياضي بعد تبادل الاتهامات بتلاعب في قوائم الهيئة العامة للنادي ،وتلك القضية حرّكت الماء الراكد في بركة وزارة الشباب والرياضة
لانها تتعلق بمسألة في غاية الاهمية وتحدد مستقبل النادي لاربع سنوات مقبلة اعضاء الهيئة العامة تلك ، وتصنيف الهيئة العامة  يعد الحلقة المفقودة في قانون الانتخابات الهش ولم تجد لها وزارة الشباب والرياضة الحضانة الشرعية للأندية الحل المناسب وبقيت تتلاعب فيها الأهواء والولاءات  ،لأجل كسب أصوات الموالين وأبعاد المعارضين عن الوصول الى كرسي الادارة. وما حدث في أروقة القوة الجوية من الممكن حدوثه في أي ناد أخر لان المشكلة واحدة بغياب الأنظمة والقوانين التي تحدد مسار قيادة العمل الرياضي في الأندية، ومنها ان نظام الانتخابات الحالي يجعل الأندية في خانة الهواة وبعيدة عن ضوابط العمل الاحترافي ولا ترتبط بما يجري في العالم من تطورات كبيرة على صعيد الاستثمار الرياضي او غيرها من الأمور التي تكون دافعا للنهوض بالواقع الرياضي.  والغريب ان نادياً كبيراً مثل القوة الجوية بتأريخه الحافل بالبطولات والانجازات تضم هيأته العامة بعض مئات من الرياضيين  ولا يتناسب هذا العدد مع عراقة النادي ومحبته لدى الجماهير على امتداد خارطة البلاد ، بينما ناديي الأهلي والزمالك المصريان هيأتهما العامة بالآلاف وانتخاباتهما جرت على مراحل عدة وبحضور رسمي كبيير، وتقليص الهيأة العامة للصقور دوافعه معروفة وغايته أبعاد الاسماء المؤثرة صاحبة الحضور القوي وتتمتع بمحبة الجمهور. وما يثير الاستهجان  ان هناك عدد لا يستهان به من لاعبي النادي الكبار الذين بذلوا عصارة جهدهم و وقدموا زهرة شبابهم في خدمته وجدوا أنفسهم غرباء في اقرب وأحب الأماكن الى قلوبهم لعدم أدراج أسمائهم من قبل اللجنة المشكلة التي لا تعرف تاريخ اغلب نجوم النادي في جميع الألعاب، ولا ندري أين  كلمات الوفاء والعرفان ورد الجميل من الأندية لنجومها. وخلال  زيارتي الى فرنسا مررت بنادي نادي باريس سان جيرمان واطلعت ان إدارته قررت تسمية  جميع اللاعبين الذين مثلوا الفريق اعضاء شرف في الجمعية العمومية للنادي احتراما وتقديرا من الادارة  لهم كي يبقوا مثالا للاعبين الشباب وكذلك فعلها نادي دورتموند الالماني والأهلي والزمالك المصريان وغيرها والامثلة كثيرة ، اما ما يحدث عندنا فان الأمر مختلف اذ ليس هناك ادنى احترام للأجيال السابقة لجحود ادارات الأندية مع النجوم السابقين التي يتعامل البعض معهم على انهم في خريف العمر وزمانهم ولى. وفق تلك المعطيات  أشعلت انتخابات القوة الجوية فتيل ازمة  انتخابات الاندية وكشفت ضحالة قوانينها التي مازالت تعمل بعقلية الهواة وتتعاطى مع الامور بالاحترافية، لذلك لابد  من انتهاج أسلوب جديد لتسمية الهيئات العامة لتصحيح مسار العمل الرياضي ودفع عجلته الى الامام التي أصبحت عبئاً كبيرا على مستقبل الرياضة في البلد، لان  الحصول على اذن الدخول الى الهيئة العامة ترتبط ارتباط وثيق بضمان الحصول على الأصوات .   لقد حان الوقت ان تكون رؤيتنا اكبر واشمل من تلك النظرة الضيقة لتوصيف الهيئة العامة مع ضرورة نسيان الأحقاد والضغائن ، والتخلي عن نظرية المؤامرات والتكتلات التي تزداد كلما اقترب موعد الانتخابات ، وعلى وزارة الشباب والرياضة البدء بتغيير آلية الانتخابات وترك هامش من الحرية للأندية بدخول الرياضيين الى هيئاتها العامة ، وعدم ترك الأمور بيد أشخاص لا يفقهون شيئا بقانون الانتخابات  ولم يطلعوا على كيفية تسييرالامور في الأندية العربية والعالمية ويفكرون بطريقة أكل عليها الدهر عليها وشرب !     Yosffial@yahoo.com  rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram