اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > ظاهرة البطالة في العراق.. الأسباب والحلول الممكنة

ظاهرة البطالة في العراق.. الأسباب والحلول الممكنة

نشر في: 24 مايو, 2010: 04:47 م

علي عبد الكريم الجابريإن ظاهرة البطالة في العراق مشكلة ذات أبعاد أقتصادية وأجتماعية تعبر بوضوح عن العجز في البنى الاقتصادية وعن خلل اجتماعي على الصعيد الوطني حيث تعد البطالة آفة اجتماعية تعطل القدرات البشرية وفرص النمو والرفاه الاقتصادي.
اولاً: مفهوم وأنواع البطالةيحتل مفهوم البطالة حيزاً في عدد من الفروع المعرفية منها علوم الاقتصاد والاحصاء والاجتماع، ان المنظور الاقتصادي لتحديد البطالة يهتم بالقاء الضوء على أشكالها وأنواعها وأسبابها والمفاهيم المتعلقة بهذه القضية، كما يمتد التحليل الاقتصادي ليسجل الاختلالات الهيكلية للنظم الاقتصادية التي تعوق التشغيل الكامل وتعثر النظام الاقتصادي نحو توفير فرص جديدة للعمل.إما المنظور السوسيولوجي للبطالة فانه يتناولها باعتبارها ظاهرة من الظواهر السلبية التي يترتب عليها الكثير من المشكلات الاجتماعية التي تحدث بالمجتمع كمحصلة لوجودها ومن هذه الآثار الجرائم وغيرها من آثار الانحراف التي يقترن ظهورها وانتشارها بالبطالة.ويقصد بانها حالة عدم توافر عمل لشخص راغب فيه مع قدرته عليه في مهنة تتفق مع استعداداته وقدراته وذلك نظراً لحاله سوق العمل ويستبعد من هذا حالات المرض او الإصابة.وتعد البطالة زيادة في القوى البشرية التي تبحث عن عمل اكبر من فرص العمل التي يتيحها المجتمع بمؤسساته المختلفة، والعاطل لا يعمل  وهو قادر عليه يبحث عنه ولا يجده، ويقصد بالبطالة الافراد الذين لا يعملون ولكنهم مناسبون للعمل ويبحثون عنه.وينبغي التوضيح بان هناك حداً تصبح فيه البطالة مشكلة، إذ تكتسب مشكلة البطالة خطورتها من الاعتبارات التالية:1. ان عنصر العمل يتميز عن بقية عناصر الانتاج بانه يمثل وسيلة الانتاج والغالبة منه في آن واحد، وعليه فالبطالة تمثل من ناحية هدر لموارد المجتمع ومن ناحية اخرى مؤشراً لفشل النظام الاقتصادي في اشباع الحاجات الاساسية لسكانه، ومن ثمة في تحقيق رفاهية الفرد.2. ان الانتاجية المادية للالات وعمرها الانتاجي لا يتناقصان اذا تركت عاطلة على عكس رأس المال البشري الذي تتدهور انتاجيته ويقل عمره الانتاجي مع تركه عاطلاً.. ان الالات العاطلة لا تؤثر على انتاجية بقية الالات بينما العامل العاطل يؤثر على انتاجية رأس المال المادي والبشري.3. ان القضاء على البطالة من خلال خلق فرص العمل وزيادة مدفوعات الاجور يعد من اكثر الآليات والوسائل الفاعلة لإعادة توزيع الدخول.4. كذلك تؤدي البطالة الى كثير من المخاطر السياسية والاجتماعية، فالاستقرار السياسي للدولة مرهون بمقدرة الدولة على خلق فرص العمل.إن البطالة ظاهرة اقتصادية كلية تعاني من آثارها العديد من البلدان باختلاف انظمتها الاقتصادية (راسمالية- اشتراكية) وقد اختلفت وجهات النظر بالنسبة للاقتصاديين في اعطاء مفهوم موحد للبطالة بسبب تعدد انواعها واختلاف تأثيراتها حسب كل نوع من هذه الانواع ولكن يبقى المفهوم المتفق عليه والسائد هو(انها التوقف الاجباري او الاختياري لجزء من القوة العاملة في الاقتصاد عن العمل مع وجود الرغبة والقدرة على العمل ويقصد بالقوة العاملة هم عدد السكان القادرون والراغبون في العمل مع استبعاد الاطفال والعجز وكبار السن وفي معظم دول العالم يكون سن العمل محصوراً بين (15- 65عاماً).إن للتأثير الذي ينجم عن ظاهرة البطالة يؤدي الى خلق مشاكل تنعكس على الهيكل الاقتصادي للبلد، وبطبيعة الحال يعتمد حجم التأثير على نوع هذه الظاهرة، فبقدر تعلق الامر بالبطالة ممكن تحديد أنواعها وهي بما يأتي:1. البطالة الاحتكاكية: وهي التي تتمثل بعدم ملاءمة بعض مهارات الايدي العاملة لطبيعة التقنية السائدة في وقت معين بسبب تسارع وتائر التقدم التقني ومثل هذا النوع من البطالة يكون قصير المدى على الارجح إذ لا يستغرق سوى الوقت اللازم لادخال هذه الفئات من الايدي العاملة في دورات تدريب مهني سريعة لاكسابها المهارات اللازمة التي تؤهلهم للانخراط مرة أخرى في النشاط الاقتصادي.2. البطالة الهيكلية: التي تعتمد على حجم التأثير الذي تتركه البطالة الاحتكاكية، فعندما تتزايد وتستديم هذه الاسباب المؤدية الى البطالة الاحتكاكية تصبح هناك بطالة هيكلية تصيب الهيكل الاقتصادي، وقد ظهرت هذه البطالة في العراق في نهاية عقد الثمانينيات بعد نهاية الحرب مع ايران وتسريح اعداد كبيرة من القوات العسكرية التي لم يكن الاقتصاد العراقي قادراً على استيعابها مرة  واحدة.3. البطالة الاجبارية: هي التي تتعلق بالافراد العاطلين عن العمل الذين يبحثون عن العمل وبالاجر السائد ولا يجدونه  ويعد هذا النوع من اشد انواع البطالة حيث تظهر اغلب الفئات الى الهجرة خارج بلدانهم للبحث عن فرص عمل لها وهناك البطالة الاختيارية التي يكون فيها الافراد مجبرين بترك العمل، حيث توجد فرص عمل وباجور مناسبة ولكن لا توجد لديهم الرغبة في العمل.وقد ظهرت خلال عقد التسعينيات مع فرض حالة الحصار على العراق وتوقف معظم قطاعاته عن العمل الامر الذي زاد من نسب البطالة لاسيما في قطاعي النفط والزراعة وقطاع الخدمات العامة.4.البطالة المقنعة: وهي الحالة التي يتكرس فيها عدد كبير من العاملين بشكل يف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram