TOP

جريدة المدى > سينما > انتشار صناعته فـي المدن..تنور الطين رغيفه أكثر عافية ولكن

انتشار صناعته فـي المدن..تنور الطين رغيفه أكثر عافية ولكن

نشر في: 24 مايو, 2010: 05:14 م

 بغداد/ نورا خالد تصوير: مهدي الخالديلم يزل تنورالطين الهوية المميزة للريف العراقي ،اذ اعتادت النساء هناك على استخدامه لصنع الخبز ، ومع تطور الحياة واتساع مدنيتها ، ظل هذا التنور محافظاً على وجوده ، وظل يحمل عبق الريف العراقي، ومنظر صناعته في الريف ليس بغريب، الا ان ترى تلك الصناعة في قلب العاصمة بغداد فهذا هو الغريب.
وانا أتجول في احدى المناطق التي تعتبر من المناطق الراقية في بغداد  لفت انتباهي رجل يصنع التنانير ويعرض أحجاماً مختلفة منها ويكتب على احدها، (ابو التنانير) مع رقم هاتفه، تقدمت منه وسألته عن عمله فقال: اعمل في صناعة التنور العراقي منذ زمن طويل فهذه الحرفة تعلمتها من ابي وجدي ولا اعرف عمل سواها، وأشار الى ان صناعة التنور تحتاج الى طين خاوة نجلبه من النجف ويخلط هذا الطين مع النفاش ( البردي ) ويستغرق عمل التنور الواحد يومين تقريباً ويكون على مرحلتين الأولى هي الأساس وتكون بطول شبر تقريباً، ويترك حتى يجف، في اليوم التالي نكمل صناعته  ويكون شكله أسطوانياً عريضاً من الاسفل ثم يضيق من الاعلى  لغرض إبقاء النار مشتعلة في داخله اطول فترة ممكنة ، وتوضع في أسفله  فتحة صغيرة لغرض اشعال النار . ويضيف ابو زين العابدين او كما يطلق عليه ابو التنانير قائلاً: لم يعد الإقبال كبيراً على تنور الطين  في المدن كالسابق بسبب توفر الغاز ورخص اسعاره، لكن لا يزال بعض الناس لا يأكلون سوى الخبز المصنوع بتنور الطين، وهؤلاء يستبدلون تنانيرهم كل سنتين تقريباً لانها تبدأ بالتكسر شيئاً فشيئاً . ولكن اغلب النساء يتبركن بالتنور ويطلقن عليه اسم تنور الزهراء ، كونه طاهراً  ومعطاءً، وتخاف اغلب النساء من هدمه عندما يصبح قديماً او ترحل العائلة من مكانها الى مكان اخر فتبقي التنور على حاله والذي يكون غالباً في مكان بعيد عن البيت كأن يكون في الحديقة حتى لا يؤثر الدخان المنبعث منه على الساكنين في البيت. اما عن أسعاره فقال: تختلف أسعار التنور حسب حجمه فالكبير الذي غالباً ما يأخذه أصحاب المخابز فيكون سعره 150 الف دينار وتتراوح أسعار الأصغر منه بين 30 – 50  الف دينار .  المواطن احمد عبد الحسين من مدينة الصدر استهواه ذكر التنور فشارك بالقول :رغيف التنور اكثر عافية وصحة من باقي الخبز .كانت والدتي تصنع التنانير في الستينيات وتبيعها وكان الإقبال عليها اكثر من هذا الوقت .التطور واستخدام الغاز وانتشار أفران الصمون والخبز حد منه إضافة الى ان التنور في المدينة غير التنور في الريف، في الريف يكون اكثر ملاءمة لتوفر وقوده من اغصان الاشجار اليابسة وفضلات الحيوانات التي يصنع منها (المطال) والذي يعتقد ان اشتعاله يولد طاقة اكثر مما تولده بقية المواد .اما المواطنة ام حسن من العبيدي فتقول لنا منذ فترة قليلة تخليت عن التنور بسبب شحة الوقود ففي وقت من الأوقات اضطررنا الى استخدام النفايات في ايقاده فاستخدمنا قطع البلاستيك وحتى الأحذية القديمة منها وكذلك إطارات السيارات والتي كان اشتعالها يشكل غيمة دخان كثيفة تؤثر على الجدران وتدخل غرف الجيران ما تسبب في مضايقة الآخرين لم اعد استخدمه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram