علي النعيميلم نود الخوض هنا في هذه الحادثة لولا إدراكنا الكامل بمسؤولية تمثيل العراق دولياً وبأتم وجه ممكن ولأن مسؤولية المنصب تترتب على عاتق من يشغله فأنه حريٌ بنا التوقف عند أهمية هذا المركزالذي قطعاً هو فوق جميع المسميات والاعتبارات الشخصية..
فقبل أيام استضاف الزميل عبد الوهاب النعيمي كلا من الدكتور المدرب صالح راضي ومدرب منتخب الخماسي الدكتور اسعد لازم في برنامجه وبعد مناقشة الأمورالمتعلقة بمشاركة منتخبنا الخماسي للصالات في بطولة آسيا.واثناء ذلك أثار الزميل النعيمي مسألة تأخر(الفيزا) لمعسكري الدوحة وبيروت وإذ بنا نتفاجأ بأن احد الأسباب الرئيسة التي ساهمت في تأخير(المعسكر) هي موضوعة تسمية رئاسة الوفد! وقد أوضح الكابتن صالح راضي بكل جرأة وصراحة أنه شعر بموقف محرج كون الأسماء قد تم وضعها إبان اللجنة المؤقتة وأنه وافق على رئاسة وفد منتخبنا المتوجه الى لبنان خشية ألاّ يفسر امتناعه عن ذلك بأنه موقف سلبي ضد الاتحاد وتحديداً ضد شخص النائب ناجح حمود!علما بأن الأخير يترأس الان وفدنا في طشقند ومعنى ذلك انه قد توالى على رئاسة وفد منتخبنا للصالات ثلاث شخصيات إذ سبقهما حميد موسى وقد حل بدلا عنه الحكم السابق صبحي رحيم في رئاسة الوفد الى قطر.قد يبدو الأمر طبيعياً للبعض وبأنه إجراء روتيني إذا ماعلمنا بأن مسؤولية رئاسة الوفود الرياضية باتت شكلية ولا تختلف عن المناصب الفخرية التي ينتظرها البعض كـ (هلال العيد) وقد لا نختلف معه لواقعية حدوثه اليوم في رياضتنا لكن اللا مقبول هنا ان تتأخراستعدادات منتخبنا الذي كان يستجدي هذه الوزارة لتمنحه إحدى قاعاتها لإجراء وحدة تدريبية واحدة او ان يتوسل برئيس نادٍ من اجل ان يخصه بفترة الصباح واستغلال القاعة المغطاة التي لا تعرف شيئاً عن منظومة التبريد! مع ذلك لابد لنا من أن نرفع القبعة لهم وما حققوه من نتائج لأننا ندرك حجم تحضيراتهم المتواضعة جداً.إن هكذا الأمور لا تخص لاعبي منتخبنا إطلاقا كونها أموراً شخصية ومواقف ذاتية بين أعضاء الاتحاد العراقي وسائرالشخصيات الضالعة في حمى التنافس وما شأنهم إن زعل اوأمتعض احدهم إذا ما تمت تسمية فلان لتمثيل العراق خارجياً! حيث من الممكن حلها بعزيمة (فاخرة) في احد مطاعم ابو نؤاس الفاخرة وبدلاً من ان نبدد وقتهم هكذا تمنيناعلى كل من رأس وفدنا الخماسي ان يصطحبهم بسيارته الشخصية في زحمة السير من اجل ان يوفر لهم الصالات او أن يضغط بفضل عنوانه الوظيفي على وزارة الشباب والرياضة لصرف مرتبات المدربين واللاعبين او أن يطالب الاتحاد والاولمبية الإكثارمن المعسكرات الخارجية والداخلية أفضل من يغرق حاله ويغرق مركب منتخبنا في مسائل المجاملات والتفسيرات الخاطئة وليته أن يعيد لرئاسات وفودنا الرياضية قدراً من هيبتها السابقة وقدرتها على تغيير واقع المشاركة العراقية لأنها كانت ممتلئة مادياً ومعنوياً ومدعومة بشكل مباشر من الدولة وليس كحال وفود اليوم في كل المجالات حصرا ًوالتي حولت هذه المراكز الى (وجاهة المنصب) فقط لا تقوى على فعل إي شيء ذاتياً بانتظارأن تصدر لها التعليمات من (ص) و(س) مع الإشادة بكل من أكرم وفادتنا سواء بكرم الخسائر أم بالهبات الأخوية!!
رؤى بلا حدود: وجاهة المنصب
نشر في: 25 مايو, 2010: 04:21 م