اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بعد ان كانت تتوارث من جيل الى آخر.. مهن يدوية يلفها النسيان بعد وفاة أصحابها

بعد ان كانت تتوارث من جيل الى آخر.. مهن يدوية يلفها النسيان بعد وفاة أصحابها

نشر في: 25 مايو, 2010: 04:44 م

بغداد / وائل نعمةتصوير / مهدي الخالديأغلقت ( دكاني ) الصغير وفضلت ان أمارس مهنتي في البيت بعد أن اصبحت هواية» ! كان كلام أبو محمد،(65) عاما والذي  ورث محل صناعة النحاس عن أبيه يحمل في طياته الكثير من الشجون ،بعد ان قضى معظم حياته في سوق الصفافير ،ووجد نفسه مضطرا بسبب العمر وزحف مهن اخرى على  حرفته القديمة أن يغلق محله ويتحول بعمله الى البيت بعد ان اصبح عاجزا عن سداد الايجار .
الانفتاح على العالم الذي تعيشه البلاد حاليا أدى الى إهمال الكثير من المهن اليدوية التي ورثها الناس عن آبائهم وأجدادهم، وبدت هذه المهن التي تعبر عن تراث وحضارة قديمة وكأنها لا تليق بالشباب الجديد. بالإضافة الى مشكلة  الاستيراد ودخول كافة البضائع الى الاسواق والتي اثرت بشكل ملحوظ على هذه المهن، واصبح المستهلك اليوم لا يبحث عن النوع ولكن يبحث عن السعر المناسب . الصناعات النحاسية او ماتسمى بمهنة « الصفارين « أحدى المهن التي انقرضت او تسير في هذا الاتجاه ،وأذا استمر الاهمال على هذه الوتيرة لن نجد لهذه المهنة أثرا ًبعد.rnتجهيزات العروس  الحاج أبو محمد (الصفار) يذكر أن سوق الصفافير كان في السابق  ينتج مختلف الصناعات بين أواني طبخ وصحون وسماور لصنع الشاي و(شجوة) لصناعة اللبن، و»طشوت» لغسل الملابس ودلال القهوة، وكل مستلزمات الطبخ، وجميع تجهيزات العروس.  فضمن العادات البغدادية القديمة كان  يقوم أهل العروس بشراء هذه المواد، ويرسلونها في يوم الزفاف لبيت العريس، وكلما زادت القطع النحاسية كانت دلالة على حب العائلة لابنتهم العروس!. وعن أسباب تراجع هذه الحرفة التراثية ، أوضح الصفار أن «هذا التراجع حدث بسبب تعرض السوق إلى انتكاسات في أزمان مختلفة، أولها قرار وزارة الصحة في بداية الخمسينيات بمنع استخدام أواني الطبخ المصنوعة من النحاس، كونها مادة تتفاعل مع أي مادة أخرى، وتحول إقبال الناس باتجاه الأواني المصنوعة من الألمونيوم والفافون، واقتصر الأمر على صناعة التحف للسائحين، وأضاف أن «بعد هذا الوقت توالت الانتكاسات التي أثرت على السوق، التي بدأت في الحرب العراقية الإيرانية، حيث تم سحب كافة المعادن لصالح الصناعة الحربية، وبعدها صدر قرار بمنع دعم الدولة للحرفيين، وبشكل اضطر التجار إلى هجر حرفهم وبيع محالهم لصالح تجار الأقمشة، والآن لا يوجد سوى 20 في المائة من الصفارين فقط في السوق.وأشار إلى أن « الأوضاع الأمنية السابقة قد زادت حالة السوق سوء، إضافة إلى إهمال الجهات المعنية لقيمة هذا الفن، فتجد أن وزارة الثقافة تقوم بدعم بقية الحرف التراثية مثل صناعة السجاد اليدوي، وصناعة العباءة الإسلامية، وأهملت فن صناعة النحاس، على الرغم من أنها الأقدم في العراق، حتى أنها تقوم بين فترة وأخرى بدعوة أصحاب بقية الحرف لمعارض محلية وعربية وعالمية، وتتجاهل النحاسين الذين تمكنوا من إيصال فنهم إلى ارقى دول العالم منذ فترات ليست بالقليلة.rnقبلة السياح !فيما يقول حسين النقاش احد الصفارين « سوق الصفافير ، أحد أقدم اسواق بغداد الشهيرة و قبلة السياح الأجانب  لما أشتهر به من تحف ومعروضات نحاسية مختلفة تمثل كافة فنون الحضارات القديمة التي مرت في العراق، غير ان صناعة هذا السوق تعرضت الى التدهور بسبب الحروب واعوام الحصار ما ادى الى تسرب العديد من حرفيي السوق واقتصار السوق على محال محدودة، حيث  ترك الكثير  من الحرفيين الذين يمارسون مهنة النقش على النحاس هذه المهنة وقل كادر العمل وكسدت بضاعتها. يقول الحرفيون إنهم مهددون بالانقراض لأن بضعة محال فقط هي المفتوحة ولكن بلا متبضعين. أصحاب تلك المحال كانوا منشغلين بعرض بضاعتهم بين عدة مطاعم ومحال لبيع الأقمشة وأخرى لبيع السلع المنزلية. صورة اختلفت كثيراً عن تلك الصورة القديمة التي تميز بها سوق الصفارين في عقود مضت كان خلالها ضاجاً بأصوات النقش والأفران النارية والمتبضعين من العراقيين والأجانب.وهذا مايؤكده حسين قائلا «كان السوق يعج بالمشترين وكنا نبقى حتى ساعة متأخرة من الليل...وكان من بين المتبضعين الكثير من الأجانب ما جعل تجارة السوق تبقى نشطة على الدوام.»rnأعمال يدوية اختفت من مدينة الحلة السجاد اليدوي تشتهر به مدينة الحلة ، حيث كانت تضم الكثير من الحرفيين في هذا المجال ، حيث يقول سلطان عساف صاحب معمل صغير  لصناعة السجاد اليدوي في منطقة الحلة «انني أعمل منذ اربعين سنة بهذه المهنة وان السجاد المصنوع في معملي سجاد قليل الكلفة رخيص السعر يصل سعر القطعة الواحدة الى ثلاثة الاف دينار بينما تصل سعر القطعة المصنوعة ميكانيكيا بستة عشر الف دينار وهي تصنع من مخلفات معامل الملابس من قطع القماش(الفضلة) ويتميز هذا السجاد بكثرة الالوان فيه ولايتميز بجودة عالية مثل السجاد (المحيوك)  . ولكن في المقابل يعترف عساف بأن الناس قد غادروا هذه النوعية من السجاد وبدؤا يبحثون عن السجاد الميكانيكي تماشيا مع « الموضة «. أما صناعة الأسرة من جريد النخيل فهي الصناعة اليدوية التي بدأت تنقرض سريعا حسب قول السيد سعدون أبو ( الأسرة) كما يطلق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram