وديع غزوانلم نتوقع يوماً ان تكون عملية التحول الديمقراطي في عراق ما بعد 2003 سهلة و بسيطة , كون هذا الموضوع مرتبطاً برواسب وتقاليد سياسية واجتماعية كثيرة خلفتها سنوات من الصراع والاحتراب السياسي والانقلابات العسكرية منذ 1958,
فمثل هكذا عملية تحتاج جهوداً ضخمة تتضافر فيها امكانات الحكومة مع رؤى وافكار الكتل السياسية و منظمات المجتمع المدني لخلق نموذج مقنع للمواطن عن اهمية بناء دولة مؤسسات عصرية حديثة ترتكز على مبادىء الديمقراطية لتكون اساس عملية تغيير كبيرة ومهمة لابد منها في مجتمع عانى افراده الكثير . لم نتوقع ان نقطف ثمار الديمقراطية دون تضحيات او صبر لحين الاعداد لمستلزمات هذا البناء , لكننا لم نكن نتوقع ان يتمرد بعض من ركب قطار الديمقراطية بهذه السرعة عليها او يؤلوا مبادئها باكثر مما تحتمل . كنا نأمل ونحن نتوجه الى صناديق الاقتراع لانتخاب اعضاء مجلس النواب في 7/ 3/ 2010 ان يستفيد سياسيونا من تجارب السنوات السبع ومامر بها من ظروف صعبة على المواطن فيتسامون عن الثانوي ويتحاورون من اجل مصلحة الوطن ويوفرون اجواءً صحية ونقية لوليد شوهته المتاجرات البائسة بشعار الديمقراطية وتكاد تخنقه لولا حلم وصبرهذا الشعب الذي منح للتجربة الوليدة جرعات تعينها على مواجهة مايبث من سموم في سماء العملية السياسية .وممما يؤسف له استمرار هذه السجالات والاحاديث والتصريحات التي يطلقها البعض ضد اي رأي لاينسجم وتوجهاتهم , والتي لانجد تفسيراً لها غير عدم فهم صحيح وواقعي للتطبيق الديمقراطي اذا ما نظرنا للموضوع بحسن نية,في حين ان من اولويات ما يفترض ان يجسده السياسي في رده على الآخر هو احترامه لمن يخالفه بالرأي ومناقشته بموضوعية تنم عن ايمان حقيقي بالعملية السياسية الجديدة التي تشكل الديمقراطية اهم ركائزها . في ضوء هذه المفاهيم , وانطلاقاً من الايمان الراسخ باهمية اشراك جميع القوى والمكونات في عملية بناء العراق الجديد اعلن إقليم كردستان مواقفه من العملية الانتخابية او تشكيل الحكومة سواء ما جاء في تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني او ما صدر عن بقية المسؤولين وممثلي اطراف الائتلاف الكردستاني .. مواقف اتسمت منذ البدء بالوضوح والصراحة والحرص على على مواصلة مسيرة بناء العملية السياسية وتوطيد اسس الديمقراطية , وعلى وفق قناعة بانه لايمكن لعراق قوي ان ينهض دون ممارسات ديمقراطية تتجسد على ارض الواقع يكون من اولوياتها الايمان الحقيقي للجميع مواطنين واحزاباً بالمساهمة في صنع القرار سواء من يتبوأ مواقع مسؤولية او يختار المعارضة طريقاً للتقويم والرقابة, لذا لانرى من المناسب ان يقرأ البعض تصريحات رئيس إقليم كردستان بشكل خاطىء ومبتور , ويبني احكاماً لاتخدم العملية السياسية في شيء. ومع اننا لانتوقع في ظل هذا التسابق على مواقع المسؤولية وما افرزته مرحلة مابعد الانتخابات من معطيات , ظهور تيار او مكون معارض , كان يمكن فيما لو تحقق ان يعطي زخماً اكبرلدور البرلمان والحكومة . فان ما نتمناه ان ترتقي مخاطبات البعض من السياسيين الى مستوى لايتناقض وما يطرحونه من برامج , وان يقدموا للشعب نموذجاً حياً يجسد الايمان بالديمقراطية ومبادئها .. ولانظن ان ما يحاوله البعض من استئثار بالموقف واحتكارالامتيازات اوتفسير الكثير من القضايا على وفق اهوائهم يمت بصلة الى الديمقراطية في شيء .ياسياسيينا تحاوروا وتناقشوا ولكن لاتشوهوا الصورة المشرقة للعراق الجديد التي رسمناها بدمائنا , ودفعنا تضحيات كبيرة لتبقى جميلة دائماً تزهو بتنوع ألوانها .
كردستانيات: صورة العراق الجميلة
نشر في: 25 مايو, 2010: 04:58 م