بغداد/ علي الكاتبمن تتوفر له فرصة التجوال في احياء مدينة بغداد يشاهد منظرا يكاد يراه يتكرر في كل مكان تقريبا،الا وهو ظاهرة القصابين الذين يتخذون الشوارع والحدائق والساحات العامة مسلخا لذبح مواشيهم وبيع اللحوم في الهواء الطلق مع تواجد اعداد كبيرة من قطعان الماشية الى جانبهم متذرعين بعدم تهيئة الجهات المسؤولة الا ماكن المخصصة لهم.
الدكتور سامي فائق الانصاري استاذ البايلوجي في جامعة بغداد يقول ان هذه الظاهرة تعد الاسوأ بين ظواهر اخرى سلبية نراها في الاماكن العامة،اذ من المؤسف ان تلك الاماكن اصبحت الاكثر عرضة للتجاوزات من قبل المتطفلين واصحاب النفوس الضعيفة،الذين لايريدون الا تحقيق منافعهم الشخصية فقط على حساب المصلحة العامة، حيث الأرض الملطخة بالدماء والفضلات ومخلفات الذبيحة وما ينبعث منها من روائح كريهة تزكم الانوف، فضلا عن الامراض الناجمة عن تعفن اللحوم التي تتعرض لحرارة الشمس اثناء عرضها للبيع.و يشير الى ان هناك تشخيصاً من قبل الدوائر المختصة لهذه الظاهرة غير الصحية واعداد التقارير المتعلقة بها، بل من الضروري ألا ينتهي دورها عند وضع التقارير فقط بل يجب ان يدعم من خلال عملها الرقابي،حيث ان معالجة هذه التجاوزات ووضع حد لها من مسؤولية الجهات التنفيذية في دوائر امانة بغداد مع ضرورة التعاون بين المواطن والجهات المختصة لإنهاء هذه الظاهرة.مدير العلاقات والاعلام في دائرة امانة بغداد حكيم عبد الزهرة يقول ان القضاء على هذه الظاهرة يتطلب تظافر الجهود المشتركة بين الدوائر المختصة من امانة بغداد ووزارة الصحة ووزارة البيئة من اجل ايجاد الآليات الواضحة لمعالجة هذه الظاهرة والقضاء عليها،ودوائر الامانة تقوم بين الحين والحين بحملات على المتجاوزين على الشوارع والحدائق والساحات العامة ضمن مايعرف بمكافحة الجزر العشوائي الذي يؤدي إلى تشويه منظر المدينة والذي تحرص ملاكاتنا على بذل جهود كبيرة بالتعاون مع الجهات المختصة في وزارة الصحة من اجل اظهار تلك الاماكن بافضل صورة وخدمة المواطن العراقي في مدينة بغداد.بينما يقول رائد سباهي قصاب متجول في منطقة السيدية ان الحاجة المستمرة للمواطنين الى شراء اللحوم دفعتنا الى انشاء هذه الاكشاك من اجل تلبية حاجتهم،اذ نقوم بذبح الاغنام والابقار ذات الصحة الجيدة وبيعها للمواطنين وباسعار مناسبة الامر الذي يوفر للمواطنين الجهد والوقت بدلا من الذهاب الى الاسواق فضلا عن الاسعار المناسبة واحيانا يأتي الشخص لشراء الاغنام لذبحها في البيت ونقوم بدورنا بعملية الذبح المنزلي ايضا.ويضيف ان انتشار ظاهرة بيع اللحوم على الارصفة ليست مضرة كما يقول البعض بل هي ذات فائدة للمواطنين وذلك من خلال توفير الوقت في الذهاب الى الاسواق اذ ان اغلب المواطنين يرغبون بشراء اللحوم او المواد الغذائية من الاماكن القريبة من اماكن سكناهم بدلا من الذهاب الى الاسواق البعيدة، كما ان المواطن عندما يشاهد الذبح امام عينيه يطمئن على نوع الذبيحة خشية ذبح الماعز وبيعها على انها خروف او ابداله بالمستورد من اللحوم.عزيز القصاب يقول ان اسعارنا المناسبة وهي التي تشجع المواطنين على الاقبال لشراء اللحوم من القصاب المتجول،كما ان الاسواق التجارية تتعرض بين الحين والحين الى التفجيرات بالعبوات الناسفة او السيارات المفخخة بينما تكون اكشاك اللحوم والقصابين الجوالين اقرب اليهم ولمنازلنا وبالتالي نوفر الوقت والجهد.
لحوم غير صالحة للاستهلاك تجلب مختلف الامراض
نشر في: 25 مايو, 2010: 06:35 م