اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > مكتبة جبرا

مكتبة جبرا

نشر في: 26 مايو, 2010: 04:54 م

علي حسينيحدثا  جبرا  عن علاقته بالبيت  في كل لمحة من كتابه شارع الاميرات 🙁 اخترت عام 1956 ان اشتري ارضا لكي ابني فيها بيتا على قدر حاجتي العائلية.. لأسباب مادية صرفة لم استطع اكمال بناء دارنا الاّ بعد مرور ست سنوات .. كان الشارع مرصوفا رصفا بدائيا وتنتشر فيه الصرائف وتسرح فيه الأبقار والأغنام ..
لكني وجدت فيما بعد ان بيوتا متباعدة اخذت تنهض على جانبيه بسرعة واشجار النخيل المتساوقة في خطين طويلين قد نمت واكتملت على حافتي الرصيف العريضتين...لقد رسم المعمار قحطان عوني اول تخطيط لداري .. ثم قدم لي الصديق رفعت الجادرجي تخطيطا آخر لكني آثرت في النهاية ان استفيد من التخطيطين ليكون منزلا لي ولزوجتي لميعه ولطفلي الصغيرين على قدر طاقتي المادية ) ..كثيرا ما يفاجا جبرا بسؤال زواربيته وهم ينظرون الى المكتبة التي انتشرت على الحيطان لتأخذ حيزا كبيرا من البيت : هل قرأت كل هذه الكتب؟، وستكون اجابته التي تعود ان يقولهاوهو يبتسم , لقد اطلعت عليها كلها .. لم يكن الكتاب بالنسبة لجبرا سوى ضرب من العشق وهو يحفظ مقولة فرنسيس بيكون الشهيرة ( بعض الكتب وجد لكيما يذاق ، وبعضها لكيما يبتلع ، والبعض القليل لكيما يمضغ ويهضم )يتذكر جبرا ماقراه عن دي أي لورنس  من ان الاخير دخل مكتبة اكسفورد وكانت تحوي مائة الف كتاب وفي ثلاث سنوات من الدراسة تعرف عليها جميعا هذا التعرف بمفهوم جبرا هو اساس الكثير من المعرفة وهو الذي يدل القاريء الى الاتجاه الذي عليه ان يسير فيه لطلب المزيد من المعرفة .. لنا ان نتذوق الكتاب اونبتلع بعضه او نمضغه ونهضمه ببطء  في كل الاحوال نحن نعيش حالة عشق لاتملها النفس يكتب جبرا في مقال بعنوان عشق من نوع اخر يقول :كانت تراودني فكرة اشبه بالحلم فكرت في كتابتها منذ اكثر من اربعين سنة ، وهي عن رجل كان يعشق الكتب اشترى بقعة نائية على كتف عال لتلة صخرية ‘ مشرفة على واد كثير التعاريج والشعاب ، وبنى عليها فندقا جميلا يجتذب الناس اولئك الذين يريدون الاختلاء بالطبيعة البعيدة عن ضوضاء المدن طلبا للتعمق في ذواتهم ، مقابل اجور معقولة وكان ذلك جزءا من خطة وضعها لنفسه . فهو ينفق معظم ربحه في كتب يشتريها بالمئات . وفي بضع سنوات تجمع لديه من المال مايكفيه اخيرا لان يحول الفندق الى صوامع ، رتب فيها الكتب على رفوف لاتنتهي وجعلها دارا مفتوحة لكل من يريد ان يقرأ ويكتب ، شريطة ان ينتهي مايكتب الى مؤلفٍ يزيد من حس الانسان بروعة الوجود .لم يكتب جبرا قصته تلك فقد كان يدرك انذاك وهو في اواسط العشرينيات من عمرة انها غير معقولة واشبه بالحلم .. لكن الحلم زامله سنوات طويله حتى استطاع في منتصف الستينيات من القرن الماضي ان يحققه ولو بشكل بسيط ، فالدار التي حلم بها اكتملت ولم يبقى غير المكتبة وهي في نظره الجزء الاهم في هذا البيت .. فجبرا الانسان عاش طفولة ضنكة ونشأ في بيت ليس فيه الابضعة كتب حسب ما جاء بشهادته ، والادخار انذاك كان صعبا ، فلما سنحت له الفرصة ان يدخل الجامعه في انكلترا كان اول شيء عمله وهو المبتلي بعشق الكتب ان سعى الى شراء الكتب بالجملة ، بالعشرات كما كان يحلم بطل قصته الخيالية وماهي الاسنوات على الدراسة حتى وجد نفسه محاطا بالكتب من كل مكان ، وهو يتذكر في سني دراسته  مصاطب الكتب في مدينة كمبردج وقد تزاحمت عليها كتب نادرة ونفيسة  تباع جميعها باسعار زهيدة ، يقف جبرا متاملا هذه المصاطب المليئة بالكتب يقلب هذا ويقتني ذاك وهو اشبه بسارق المعرفة على حد تعبير الناقد الانكليزي وليم هازلت ، سراق المعرفة الذين يطيلون الوقوف امام اكوام الكتب ليقرأوا بمتعة وتلذذ ، حيث يؤكد هازلت ان ( سرقة المعرفة هي السرقة المشروعة الوحيدة في حياة المجتمع ) وكان جبرا باعترافه واحدا من هؤلاء السراق حين تختفي النقود من جيبه فلا يجد بديلا من ان يقف ساعات ليقرأ بمتعة وتلذذ فقره هنا او فقرة هنك . وفي بغداد مدينته التي عشقها وكتب عنها اجمل الاشعار والروايات وجد في سوق السراي ضالته فمصاطب الكتب نفسها التي في انكلترا اوباريس والجيب عامر بالنقود بعد ان وجد وظيفة حيث عمل مدرسا في دار المعلمين العالية.rn*** الزمان منتصف خمسينيات القرن الماضي   ، جبرا يخطو بثقة في شوارع بغداد التي الفها والفته ، يدخل مكتبه مكنزي يبحث في رفوفها عن اخر ما انتجته المطابع في العالم  ، ثم يسير باتجاه ( كورنيت ) الواقع انذاك في شارع السعدون والذي تخصص في استيراد المجلات الاجنبية ، يجلس في مقهى البرازيلية في ذلك الزمان سيعتني جبرا برفقةمجموعة  من المعماريين والفنانين التشكيليين والشعراء  ليشكلوا نواة فكر وحداثة وجدل جديد في العراق . كان مريدوه مجموعة من انبه مثقفي العراق  السياب ، حسين مردان ،جواد سليم ، فائق حسن ‘ بلند الحيدري ، لينضم اليهم فيما بعد نجيب المانع والشقيقان نهاد وفؤاد التكرلي وعبد الملك نوري ، هؤلاء المريديون وجدوا فيه مثقفا شديد الاعتزاز بثقافته ، شد الشبه بنجوم السينما انذاك نافر ومتمرد وعنيد ورقيق واسر وكريم وعاشق..حديثه ياخذ شكل الاحكام.. كلماته بمثابة سطور الحكمة في قصيدة شاع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram