لويجي جوريوترجمة : شيماء ساميلويجي جوريوترجمة : شيماء ساميكان الكاتب الأمريكي مغرما بصيد الحيوانات البرية ويبدو سعيدا بجوار نمر صريع في صورة تعود إلى عام 1953
. أمضى الكاتب والرحالة الأمريكي ارنست همنغواي بضعة أشهر في سويسرا، وتحديدا في بنسيون دو لا فوريه بمنتجع شامبي القريب من مدينة مونترو.وفي غرفته تلك، كتب بعض فصول قصته "وداعا للسلاح"، التي تحدث فيها عن الحرب العالمية الأولى، ووضع فيها انطباعته عنها ثم ألمح إلى سويسرا كواحة للسلام."التزلج على الطريقة السويسرية أشبه ما يكون بالتنقل بعربة قديمة.rnrnrn rnعندما يكون الطقس جميلا في يوم الأحد، يجلس سكان القرية، من الجدة العجوز إلى الأطفال الصغار في هذا الجزء المتحرك"، هكذا كتب مراسل صحيفة (تورينتو ستار) الكندية في آذار 1922.ثم شرح كيف يجلس المرء على عربة التزلج، وكيف يجب عليه تحريك ساقية وقدميه، حتى يمكنه الدوران في المنحنيات، ويتابع " تنطلق عربة التزلج على الفور، وتبلغ سرعة عالية في وقت قصير، كان كل هذا مفاجئا لي، فللدوران عند المنحنى يخرج المرء ساقه، لتنغمس قدمه في الثلج"، هكذا وصف الصحفي الشاب تجربته، قبل أن يتحول إلى أحد رموز الأدب في القرن العشرين.زار ارنست همنغواي سويسرا للمرة الأولى في كانون الثاني 1922 رفقة زوجته هادلي، ومن المعتقد أن أول توقف لهما فيها كان في بوفيه محطة قطار مدينة مونترو، عندما وقفا أمام صندوق خشبي صغير براق، أطلت عبر نوافذه فطائر صغيرة بشكل جذاب.أراد همنغواي واحدة من تلك الفطائر، لأنها مملحة ولها تأثير التوابل على الجعة، ثم استقل القطار إلى شامبي حيث أقاما في بنسيون "دو لا فوريه"، ذي الطابع التقليدي السويسري المميز. ويقول البروفيسور دافيد شبور أستاذ الأدب الإنكليزي في جامعة جنيف "لقد أحب همنغواي الجبال السويسرية".الهروب من الحربفي هذه الغرفة المطلة على جبال الألب، كتب همنغواي بعض فصول واحدة من أشهر رواياته التي تحمل اسم "وداعا للسلاح"، حيث يضع فيها بعض مقتطفات من حياته الخاصة، ويحكي قصة شاب يعمل سائقا لسيارات الإسعاف، ويصاب إصابة بالغة في إحدى الحروب، ثم يقع في حب إحدى الممرضات، قبل أن يفر إلى سويسرا، ويعلق البروفيسور شبور على تلك القصة قائلا "يصور همنغواي سويسرا في تلك القصة على أنها واحة سلام، بعيدة عن مآسي الحرب".العثور على آثار تسجل حضور هذا الكاتب الأمريكي في سويسرا ليس أمرا صعبا، فهمنغواي الذي سعى أثناء حياته إلى أن يصنع من نفسه أسطورة فنية، وهب جزءا من حياته في مؤلفاته.ففي بعض من مذكراته التي صدرت عام 1964 بعد انتحاره تحت عنوان (الحفل المتحرك) يتحدث عن المشي وسط الثلوج والتزلج في المنطقة المحيطة بقرية لي آفان، "حيث تتساقط الثلوج من فوق أشجار الصنوبر، لتغطي الشوارع مثلما تغطي قمم الجبال".ومن المحتمل أن يكون همنغواي وزوجته قد امضيا بعض الوقت مرة أخرى في ذلك البنسيون بمنتجع شامبي، إذ كان يحب أن يكون رفقة زوجته، محاطا بالعديد من الكتب، أو قابعا في فراشه تحت غطاء وثير، يتأمل السماء المرصعة بالنجوم من النافذة المفتوحة.-ورأى الكاتب الأمريكي أن (شامبي) و(لي آفان) هما أكثر أماكن هذا العالم راحة؛ فبهما "أكثر أماكن التزلج على الجليد متعة في العالم، والمشروبات الكحولية، والتزلج بالعربة التقليدية والجري على الجليد بالأحذية الخاصة".لا رياضة للجميعأحب همنغواي المشاعر القوية العنيفة، فهو صياد سمك وحيوانات متمرس، تابع باهتمام بالغ مصارعة الثيران في بامبلونا الإسبانية وكان يقوم بصيد الحيوانات البرية في غابات السافانا الإفريقية، وعلى الرغم من ذلك، فقد لفت نظره ركوب عربات التزلج السويسرية التقليدية وكتب عنها قائلا "يجلس المرء من دون أية حماية، فوق ثلوج يصل ارتفاعها إلى 10 بوصات، ولا يحتاج سوى أعصاب متينة رغم أن هذه الرياضة ليست بالضرورة للرجل القوي".لقد أثارت عربة التزلج السويسرية التقليدية فضول همنغواي، لدرجة أنه شارك في بعض المسابقات المحلية، وفاز مع ثلاثة من أصدقائه بالجائزة الأولى في مسابقة مولار، ويقبع كأس تلك الجائزة بلونه الفضي في مكتبة جامعة برينكتون الأمريكية محفور عليه اسم همنغواي.وفي خريف عام 1922 زار همنغواي سويسرا كصحفي لتغطية مؤتمر دولي في لوزان حول الإمبراطورية العثمانية (مؤتمر توزيع ما تبقى بعد سقوط الخلافة الإسلامية وإنشاء الجمهورية التركية برئاسة مصطفى أتاتورك الذي صدرت عنه وثيقة لوزان في تموز 1923)، وهناك التقى بالزعيم الإيطالي الفاشي بينيتو موسيليني، فكتب عنه قائلا "إن موسيليني أكبر مغرور في أوروبا، فهو بإمكانه إلقاء القبض عليّ وإعدامي رميا بالرصاص، وحتى إن فعل ذلك فسيبقى في نظري متغطرسا ومغرورا".في مرمى الانتقاداتتجمعت خصال كثيرة في شخصية همنغواي، عصبيته وتعطشه للحياة وحبه للجدل والنقاش وعشقه لتناول الطعام وإسرافه في شرب الخمر، كل تلك الطبائع جعلته محط ال
همنغواي أستاذ القلم وعربة التزلج
نشر في: 28 مايو, 2010: 04:31 م