اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > رجل الاسكالوب

رجل الاسكالوب

نشر في: 28 مايو, 2010: 05:11 م

نجوى عبد الله كل شيء يبدو في غاية الاناقة والهدوء في شارع بدر. ثوب الليل واقراطه الكرستالية  والجبل الصوفي الشامخ بهوائه المنعش واضوائه السحرية  وناسه كل هذا الرقي يلمع في عيني الزوجة. الجوع  ليس له علاج إلا بامتلاء المعدة  فالروائح تجذب الانوف قبل المعدة فما كان منهما إلا اللجوء الى اقرب مطعم يقدم وجبات سريعة. وقع اختيار الزوجين على (سندويش الاسكالوب) اللذيذ جدا.
صبيتان جميلتان هما ايضا كانتا تشاركان الزوجين المطعم الرصيفي على طاولة قريبة حيث يبدو الزوج امامهما وظهر الزوجة لهما لكن صوتهما سبق مقعدهما الى مسمع الزوجة. ابتسمت الزوجة لحيرتهما في اختيار الطعام معتقدة انها مع زوجها حسمت الكثير من الامور الصغيرة والكبيرة التي تقع تحت طاولة اختيارات الحياة ومنها الطعام. وجبة شهية وحارة لاتسمح بغير الالتهام ولكن ما ان رفعت الزوجة نظرها الى زوجها حتى أشارت بإصبعها الى سندويشه قائلة له بصوت منخفض كي لا تلفت نظر الفتاتين المجاورتين لمقعديهما بأن هنالك قطعة من ورق السندويش الشفاف الذي يمتص الدهون آخذا طريقه الى فمه المزدحم بالطعام.  وهنا بدأت الطامة الكبرى فلم تكن الزوجة تتوقع بتاتا أن يكون رد فعل الزوج على حرصها ومتابعتها له وخشيتها عليه ، عنيفا وقاسيا وغير مبرر أبدا فقد قام بالتهام قطعة الورق مع ما في فمه.وبدلا من أن يقوم الزوج بإخراج قطعة الورق من فمه لدى تنبيه زوجته له قام بالصراخ والغضب على زوجته بحجة أنها تعامله معاملة فوقية وكأنه طفل غير مدرك لطريقة تناول الطعام لذا قام بمضغ قطعة الورق مع الاسكالوب بكل اطمئنان وبطولة ورجولة وفق اعتقاده والشرر يتطاير من عينيه مكذبا زوجته الحنونة التي عاشت معه على الحلو والمر طوال مدة الزواج. عندها قضمت الزوجة قطعة من الاسكالوب لتقضم معها أحلاما رسمتها يوما ما على وسادتها، ولتقضم ما تبقى من ليلة موحشة بالضباع المفترسة ومع ذلك حرصت على أن لا تنتبه الفتاتان من أنها انزعجت من تصرف زوجها بل كانت في حال من البؤس وكأنها تقول لهما عيشا حياتيكما بلا أحلام وامنيات فلقد كان صرحا من خيال فهوى، ورجل الاسكالوب ينأى بالاعتراف بخطئه حتى لو كلفه ذلك ابتلاع قطعة ورق أمام شريكة عمره، كل هذا والفتاتان تسمعان وتشاهدان الموقف فالمسافة قصيرة جدا بينهما وأيضاً لأن رجل الاسكالوب كان صوته عاليا كفيلا بأن تسمعه كل بنات ونساء عالم الشرق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram