اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الحلم الذي بدده الاحتيال!

الحلم الذي بدده الاحتيال!

نشر في: 28 مايو, 2010: 05:14 م

 بغداد / سها الشيخلي يحدثنا المحامي كاظم جواد عن اسباب وظروف هذه الجريمة قائلا - ربما يتعاطف القارئ هنا مع القاتل الشاب الذي فقد كل شيء جراء سلوك صديقه الذي كان يتوقع ان يحرز بوجوده النجاح في موافقة اهل العروس بزواجه من ابنتهم الا ان الذي حدث عكس ما توقعه الشاب ( ن – أ ) ما جعله يقدم على ضربه بقضيب حديدي كبير  بعد مشادة كلامية حامية 
في نادي الكلية كان الطالب ( ن – أ ) متفوقا في دروسه فقد جاء من منطقة الاهوار الى العاصمة بغداد لكي يحصل على شهادة علمية تؤهله لوظيفة كبيرة وليمسح عن جبين امه ذلك التعب والشقاء الذي كابدته بعد وفاة  والده لكي تعيله ، فقد كانت تبيع اللبن وتصرف على ابنها الوحيد في سبيل ان تراه ذات يوما مهندسا كبيرا يعمر مدينته ، وكان هو منكبا على دروسه يتعجل الايام والسنوات لتحقيق احلام امه ، وكان يتردد على النادي الطلابي للكلية التي تجاور مبنى القسم  الداخلي الذي يقيم به من اجل تناول بعض الطعام او لقاء بعض الاصدقاء من ابناء بلدته ، كانت اجواء النادي جميلة وشفافة وهناك التقى بصديقه ومعه شقيقته وتم التعارف بينه وبين تلك الفتاة الذي شغف بها حبا من اول نظرة حيث التقت عيونهما ، وصار الطالب يتردد دوما على النادي للقاء الحبيبة وكانت اجواء النادي وعلاقاته الطلابية تضفي العفاف على حب اريد له ان ينمو ويستمر، وكأي عاشقين عفيفين كان حلمهما الزواج وبناء اسرة ترفرف عليها السعادة ، لكن ما كان يؤرقه هو وضعه الاجتماعي والمالي إزاء وضع عائلة حبيبته المترف فهي من عائلة ارستقراطية ووالدها تاجر كبير وتسكن ارقى المناطق في العاصمة ، لكنها بددت مخاوفه في الاصرار على الارتباط به خاصة وانه من الاوائل على مرحلته وان اختصاصه الدقيق مدعاة فخر لها ، اما طلاب كلية حبيبته وشقيقها فبعضهم كان يغبط الفتى على فتاته والبعض الاخر ينظر اليه بحسد يقرب من الكراهية بسبب ذلك الحب الا انه كان ممتنا من ثقة شقيقها به ومن ترحيبه باعلان الخطوبة على اخته رغم فقر حال عائلته ذلك ان العاشق لم يخف امر مستواه الاجتماعي عن حبيبته وشقيقها. اصدقاء المقهىكان الطالب ( ن – أ ) يذهب عند غروب كل يوم الى مقهى صغير في منطقة باب المعظم الغاص بالمقاهي التي يتردد عليها الطلاب والعمال من المحافظات  ، وفي هذا المقهى الف الوجوه والفته ، صاحب المقهى الجنوبي الطيب كان يعامل رواد المقهى من الطلبة كانهم اولاده فهو يقرضهم عند الحاجة ويسأل عمن يغيب ويقضي بقدر ما يستطيع حاجة بعضهم ، وفي هذا الوسط الطيب طرح العاشق ( ن – أ ) مسألة خطوبته للطالبة حبيبته ، ايده بعضهم بشدة وعارضه بعضهم بسبب التكاليف الباهظة لذلك الا انه قال لهم ان تكاليف الخطبة سوف تتحملها الفتاة وأخوها لأنهما  أثرياء ولكنه سوف يعوضهما عند تخرجه واستلامه الوظيفة ، وهو ان يخطبها الان فلم يبق له ولها من فترة التخرج الا أشهر قليلة يستمتعان بها بفترة الخطوبة . واثناء حديثه ذلك في المقهى  اقترب منه احمد الجالس في عمق المقهى واخذ يسال عن والد الفتاة ومهنته واسئلة  اخرى بدافع الفضول واحمد هذا على اعتاب الخمسين من العمر ، رجل انيق يضع نظارة سوداء ،  يغيب عن المقهى ثم يعود فجأة .. وطلب ( ن ) من صاحب المقهى الرجل الفكه الطيب مساعدته من اجل الذهاب معه الى بيت الفتاة للخطبة ، لانه لا يستطيع ان يحضر والدته  فهي امرأة مسكينة وفقيرة ،  تعذر صاحب المقهى بانه مريض لا يقوى على الذهاب معه الى بيت الخطيبة ، الا ان احمد الذي كان يسمع الحوار تقدم وأبدى استعداده للذهاب مع الطالب قائلاً له : انا اذهب معك وقل لهم لو سالوك انه اخي الكبير ..راقت الفكرة للفتى العاشق وحزم امره وحدد موعدا مع فتاته وشقيقها للقدوم للخطبة يوم الخميس . يوم الخطوبةما اسرع ما جاء الخميس وجد احمد ينتظره في المقهى وكأنه هو العريس … انيقا معطرا يضع نظارته السوداء على ارنبه انفه وكان الصديقان في المقهى ينتظرانه ايضا  ، ذهبوا جميعهم وهم في غاية المرح والسعادة . كان ( ن ) في غاية السعادة رغم القلق الذي يسوره وحلمه بالخطبة على وشك ان يتحقق في ذلك اليوم الربيعي الجميل واضافة الى ذلك فأن الفتاة لم تنظر بعين الجد إلى انه من عائلة فلاحية فقيرة ، ومع كل تلك السعادة لم ينس امه التي سوف يجعلها تترك عملها الشاق وتخلد الى  الراحة في ظل الوظيفة الكبيرة التي وعدته بها حبيبته وهو ان يعمل مع والدها مهندسا في الشركة التي يملهكا مع شقيقها ، فها هو الجاه والمال والثروة قد هبطت عليه من السماء ومعها حبيبة جميلة ناعمة متفانية في حبه ، ضحك من نفسه وهو في غمرة افكاره تلك ، اما صديقه احمد الماكر فقد كان يخطط لعملية نصب جديدة يضع فيها والد الفتاة في جيبه وينصب عليه وياخذ منه ما يستطيع من اموال فهو سوف يستخدم ذكاءه وخبرته في النصب والاحتيال . ودعت الفتاة  كل صديقاتها في الكلية فقد كانت بينهم  فراشة نزلت من السماء لا تسعها الارض بما رحبت ، استقبل والد الفتاة وشقيقها الضيوف بكل رحابة والجميع سعداء بهذه الخطبة ، وعلت زغاريد الام معلنة بدء مراسيم الخطوبة ، وكان اول المتحدثين احمد باعتباره ش

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram