انقرة / اف بيختار التشيكيون الذين دعوا الى التصويت امس الجمعة والسبت بين وعود اليسار بتقديم امتيازات اجتماعية ودعوات اليمين الى التقشف خوفا من سيناريو شبيه بما حدث في اليونان.وترجح استطلاعات الرأي الاخيرة فوز الاشتراكيين الديموقراطيين بقيادة يري باروبيك على الحزب اليميني
 الذي يقوده بيتر نيتشاس في هذا البلد الواقع في وسط اوروبا وتقوده منذ ايار 2009 حكومة يان فيشر الانتقالية.وكانت الحكومة السابقة برئاسة ميريك توبولانيك اسقطت في آذار 2009 في اوج الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي، بعد تصويت بحجب الثقة تقدم به الاشتراكيون الديموقراطيون.ولن يحصل اي من الاحزاب ال25 المتنافسة على عدد كاف من الاصوات ليحكم بمفرده بينما يفترض ان يشكل اعلان النتائج مساء السبت او ليل السبت الاحد بداية المشاورات التي ستكون صعبة مبدئيا، لتشكيل تحالف.وكتبت صحيفة «دينيش» امس الجمعة ان «البدائل المطروحة تكاد تقرأ في اغلب الاحيان وبعضها ينطوي على خطر شعبوي».اما المحللون فيدعون الى تشكيل حكومة بتكليف قوي وائتلاف متجانس تملك الشجاعة لاتخاذ اجراءات غير شعبية من اجل اصلاح المال العام.وبعد انكماش بلغت نسبته 4,2 بالمئة في اجمالي الناتج الداخلي في 2009، يتوقع المصرف المركزي التشيكي نمو بنسبة 1,4 بالمئة هذه السنة و1,8 بالمئة في 2011.لكن معدل الدين العام لاجمالي الناتج المحلي (35,4 بالمئة في 2009) سيرتفع الى 39,6 بالمئة هذه السنة و43,4 بالمئة في 2011 بعجز عام يبلغ 5,9 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي، اذا لم يتخذ اي اجراء في مستوى الميزانية.وقال باروبيك الذي كان رئيسا للحكومة في 2005 و2006 في آخر مناظرة تلفزيونية مع نيتشاس على شبكة التلفزيون «تشي تي 1» مساء الخميس «لا يمكننا التقدم بدون سياسة فعالة للدولة وانتعاش النمو هو اولويتنا الاساسية».كما عبر باروبيك عن تأييده لزيادة الضريبة للشرائح العليا واستخدام افضل للاموال الاوروبية.اما نيتشاس فقد اكد «نريد وقف المديونية واستغلال النظام الاجتماعي»، معتبرا ان خفض نفقات الدولة ضروري.واضاف ان الحكومة الجديدة يجب ان تشجع على خلق وظائف جديدة. وقال «يجب الكف عن عرقلة عمل المتعهدين».وبلغت نسبة البطالة في الجمهورية التشيكية التي تضم 10,4 ملايين نسمة، 9,2 بالمئة من القوة العاملة في نهاية نيسان. وتفيد الارقام الرسمية ان حوالى 120 الف شخص لا يعملون منذ اكثر من 12 شهرا.ويتوقع ان ينجح الشيوعيون وتشكيلان جديدان احدهما يميني بقيادة وزير الخارجية السابق كاريل شفارتزنبرغ والثاني اقرب الى الوسط يقوده الصحافي السابق راديك جون، في الحصول على نسبة الخمسة بالمئة المطلوبة لدخول البرلمان.كما يبلغ التأييد لدعاة حماية البيئة (الخضر) والاشتراكيين الديموقراطيين هذه النسبة تقريبا.وقالت صحيفة دينيش صباح امس الجمعة ان «انتخابات هذه السنة ستقدم عددا كبيرا من النتائج الممكنة لكن ليست هناك اي نسب مذهلة».وكانت انتخابات 2006 افضت الى طريق مسدود بعدما حصلت كل من كتلتي يمين الوسط واليسار على مئة مقعد.ولم يتمكن توبولانيك من تشكيل حكومة يمين الوسط التي قادها حينذاك الا بمساعدة منشقين اثنين عن الاشتراكيين الديموقراطيين. وبلغت نسبة المشاركة 64,4 بالمئة في 2006.