عبد الزهرة المنشداويلايمكن القول ان لمصطلح (القفاصة) علاقة بالسياسة والسياسيين قبل تداوله في سوق مريدي، قبل مطلع هذا القرن ، وما دمنا بصدد هذا الموضوع ،فلا باس بأن نمهد له بالقول ان القفاصة مجموعة من الشباب العاطل عن العمل ممن ليست لديهم ذخيرة ثقافية لاسباب قد لاتعود اليهم قبل ان تعود للبيئة والحالة الاجتماعية انذاك ،والتي كان يسودها الاضطراب لاسباب لايمكن التطرق اليها والخوض فيها فتقودنا لمسالك ومهالك!!، يصعب الخروج منها .
كما ذكرنا للحالة الاجتماعية والاقتصادية دور في ظهور جماعات تشذ عن القاعدة وتتخذ من اللصوصية والنهب والسلب وسيلة للعيش عليها. هذا ما حصل في ذلك الوقت، وبالتحديد في سوق مريدي، نوع من الشباب يطلق عليهم القفاصة، ظهروا بعد ان ولى زمن (الخوشية) الذي ساد فترة من الزمن وحل مكان (البزاخة) في حينه، وشتان ما بين (الخوشية)و(البزاخة) ولا وجه للمقارنة فالجماعة الثانية اختصت باحياء الافراح، واشاعة نوع من الفن الراقص انعكس اخر الامر على الفن العراقي برمته وهو طريقة التعبير بالجسد واللحن الموسيقي، ولايسعني التطرق الى نجومه فجلهم الان من المواطنين الذين يشار اليهم بالبنان ، توفروا على ثقافة وعلاقات ودية مع محيطهم وصاروا نجوما يسطعون في سمائه، لكن اخر الامر افل نجمهم للحالة التي وجد العراق فيها نفسه ،يخوض المعارك ويغرق البلد بانهار من الدماء ليهييء لظهور جماعة (الخوشية) في مدينة الثورة (الصدر حاليا) الذين اشاعوا الفوضى في ليل المدينة وكانوا مميزين بلبسهم الثياب السوداء وكانوا (دراجين) ماهرين، يحملون الاسلحة وشعارهم (طلايب الشرطة )،ولكن لم يدم الامر لهم طويلا و(دالت دولتهم )التي زلزلتها تحت اقدامهم جماعة (القفاصة) الذين راحوا يتمركزوان في قلاعهم في شارع (مريدي) وصاروا يستدرجون المواطنين هناك عن طريق امتهانهم الحيل والنصب والايهام وان افتضح امرهم نزعوا الى استخدام( الحديدة ) وتعني السكين، التي لم تكن تفارق جنب (القفاص )وقد شاعت طريقتهم وانتشرت في اغلب مناطق بغداد في العلاوي، و الباب الشرقي، وبيجي لقد انتشرت انتشار النار في الهشيم يدفعها بذلك الحالة الاقتصادية التي مر بها العراق، وهي حالة ربما توافقت مع الحالة التي وصفها بديع الزمان الهمداني في مقامته المعنونة ب(المقامة المجاعية)حين يبتدئها بالقول ( حدثني عيسى بن هشام قال :زرت بغداد بعد عام مجاعة فملت الى جماعة ...) الى اخر المقامة التي تذكر تعرضه الى حالة نصب ربما تتطابق في وصفها مع الحال التي كانت عليها بغداد بعد مضي ما يقارب من الف وثلثمائة عام!. بعد هذا الاستعراض الممل ..والتمهيد المطول تغير الحال، وايضا تغيرت اساليب (القفاصة )ايضا ولكن بوتيرة متصاعدة وعصرية، وعلى اعلى المستويات الرسمية كيف ؟اقول لك:ضحايا هذه الجماعة ابدلوا فبعد ان كانوا من عامة الناس صاروا من وزراء الدولة !!القفاصة الذين اعرفهم عمدوا الى الدخول على الوزير الفقير ليذكروا له ان الجمعية الفلانية قد اختارته وزير العام وتقوم بتقديم هدية رمزية لا تزيد قيمتها في اغلب الاحوا ل على 750 الف دينار فيطير الوزير فرحا بلا جناحين ويصدق المسكين فريتهم لينفذ جملة طلبات. للقفاصة الجدد، تعيين، او مصالح لم تكن تلقى العناية ووصل الامر ان احدهم اي (القفاصة) دخل المنطقة الخضراء بطير اشتراه من سوق مريدي بثمن بخس، ليقدمه الى من هو على قمة هرم السلطة بدعوى ان هذا الطيرهدية السلام من المواطنين في مدينة كذا!1 والنتيجة يتبوأ القفاص مركزا عاليا في الدولة! تخيلوا .....
شبابيك: القفاصة الجدد!
نشر في: 29 مايو, 2010: 05:20 م