بغداد/أفـراح شوقي تصوير/سعدالله الخالدي أرادوها صرخة مدوية بوجه الموت والعنف والصراع السياسي الدائر، لم يستخدموا فيها سوى الألوان والفرشاة وقطعة قماش بيضاء، أفرغوا فيها صوراً ورسوماً لا تحمل إلا البراءة وأحلام العصافير، احتضنتهم جميعاً تحت خيمة نصبتها مؤسسة (بابليون) على ضفاف بحيرة الجادرية ضمن فعالية (كرنفال ألوان) للطلبة المتفوقين بمناسبة العطلة الصيفية، وشهدت حضوراً لافتاً لعدد كبير من الوجوه الفنية المعروفة.
ووسط نسمات نهر دجلة العذبة، بدأ الصغار يرسمون أحلامهم على لوحة كبيرة من القماش باستخدام الالوان الزيتية والطباشير، والمشاركة في تقديم الفعاليات الفنية والأناشيد، بمشاركة بعض الفنانين، إضافة الى توزيع الهدايا والجوائز بين المشاركين. الطفلة سما عدنان(سبع سنوات) كانت تحاول ان تلون شجرتها الظليلة وهي تبعد خصلات شعرها الاسود المنسدل على كتفيها، اخبرتنا انها حضرت ضمن دعوة تلقتها من المكتبة التي تواظب على زيارتها في منطقة الكرادة، وهي سعيدة بالمشاركة مع صديقاتها، وعن رسمها قالت لنا: لقد اخترت اللون الاخضر الذي أتمنى ان يزدهر في كل بقعة من بلدي وان يزال الدمار الذي طال كل شي.بالقرب منها كان احمد وسام (تسع سنوات) وصديقه نزار يرسمان شمساً خط في وسطها العراق، وقالا: نحلم بأن تنتهي أيام العنف وننعم بالسلام والمحبة ونبدأ بحملات الإعمار ليزدهر الوطن.وفي مكان آخر من المهرجان كانت هناك مجموعة من الاطفال تولوا وضع بصمات رسوماتهم على الارض باستخدام الطباشير الملون وهم سعداء بتجمع الجمهور حولهم وتشجيعهم. ومن الفنانين المتواجدين كان المخرج المسرحي عماد محمد وهاشم سلمان يراقبان الاطفال كيف يوجهون فرشاة ألوانهم بثقة كبيرة، وقالا: انها مناسبة جميلة ان نأتي هنا لنشارك الطفل العراقي فرحته ورغبته برسم صور جميلة لوطنه بدلا من ألوان السواد وأصوات التفجيرات التي خيمت علينا. اما الفنانة حياة حيدر فكانت منشغلة بتهيئة جوائز المشاركين، وعن عملها قالت: أسعدني توجه المؤسسة، وصرت أحاول تقديم شيء ولو بسيط للطفولة العراقية، وقد عانيت الكثير.فؤاد الهداوي رئيس مؤسسة بابليون للثقافة والادب والفنون قال: كرنفال ألوان يقام اليوم بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر، وبعض الشخصيات العراقية، وهدفنا مساعدة الطفل العراقي لإطلاق صوته بوجه العنف والخوف ونزاعات السياسيين ويكرس ألوانه للحب والسلام والأمان الذي يطمحون اليه.، وعمدنا الى دعوة عدد من فنانينا المعروفين لتشجيع الطفل على المشاركة، وقد استجاب الكثير منهم ونحن من خلالكم نشكرهم على حضورهم الطيب. يذكر ان مؤسسة بابليون سبق ان أقامت العديد من فعاليات تكريم الأدباء والرواد وتستعد في الفترة المقبلة لإقامة مهرجان النحت على الرمال لأول مرة في العراق في حزيران القادم على ضفاف ابو نواس.
كرنفال الرسم على القماش..الصغار يرسمون أحلامهم بصرخات الاحتجاج
نشر في: 29 مايو, 2010: 05:44 م