عبدالله السكوتي وهذه كناية عن المشؤوم، حيث شبه بغراب البين الذي يفرق بين الاحبة، وقال صاحب معجم الحيوان وصاحب لسان العرب: ان الغراب الأبقع هو غراب البين حتى قال فيه الشاعر: ظعن الذين فراقهم اتوقع/ وجرى ببينهم الغراب الابقع
اما الجاحظ فذكر ان جميع الغربان تسمى غراب البين، وبين ان هذا الاسم لزم الغراب لانه اذا بان اهل الدار، وقع في مرابض بيوتهم يلتمس شيئا فتشاءموا منه حيث لايعتري المنازل الا وهي خالية قد فارقها اهلها ومن اجل تشاؤمهم بالغراب اشتقوا من اسمه الغربة والاغتراب والغريب، وخالفهم قوم في تطيرهم من الغراب وقالوا ان الابل هي التي تفرق بين الاحباب وان الغراب لاذنب له في ذلك حتى قال ابو الشيص: مافرق الاحباب بعد/    الله الا الابل والناس يلحون غراب/  البين لما جهلوا وماغراب البين/     إلاّناقة او جمل  في حين انكر البعض النطير، وبرأ الغراب والبعير من تهمة الشؤم وذكروا ان غرابا نعق وابن عباس في المجلس، فقال احد الحاضرين خير، خير فقال ابن عباس: لاخير ولاشر وقال الشاعر:  تعلم انه لاطير إلا/        على متطير وهو الثبور بلى شيء يوافق بعض شيء/  احايينا وباطله كثير  وقال آخر: لايعلم المرء ليلا مايصبحه/ الاكواذب مايجري به الفال  والفال والزجر والكهان كلهم/  مضللون ودون الغيب اقفال وجاء جماعة الى رجل فقالوا له قم بنا نتنزه فانه يوم طيب فقال: هذا يوم اربعاء، وكان العراقيون لايرتاحون الى يوم الاربعاء فلايسافرون فيه ولايعقدون الصفقات مهما كانت، كما انهم يعتبرون شهر صفر شهرا نحسا ولذا يكسرون فيه الاواني طردا للشر، ومما يذكر ان الحجاج بن يوسف الثقفي اراد ان يستفيد من هذا التشاؤم عند العراقيين فواقعهم في معركة دير الجماجم في يوم الاربعاء. وقال ابو حيان التوحيدي: اذادخل الذباب في ثياب احدهم يمرض، واذا حكته يده قال آخذ دراهم واذا حكته رجله قال امشي مسافة بعيدة، وان حكه انفه فمعنى ذلك يأكل لحما وان اختلجت عين احدهم من فوق قال ارى انسانا لم اره منذ حين وان اختلجت من اسفل قال: سوف ابكي، واذا اشار احدهم الى صاحبه بالسكين وجب عليه ان يغرزها في الارض خائفا من الشيطان ان يعمل عمله، واذا كسف القمر ضربوا الاواني واذاطنت اذن احدهم قال ذكروني وهكذا. ونحن مع الاشهر التي تمضي ويمضي معها الامل بتشكيل الحكومة، لكننا مع هذا لسنا متطيرين من شيء ولسنا مع غراب البين الذي يؤذن بالفراق وتشتيت الشمل، ولكن نستمع ونرى ونتكهن، عسى ان تكون الخيارات المطروحة تمثل حلا وقتيا لاربع سنين ومن بعدها سنحصن ديمقراطيتنا من التشتت والتشرذم وربما الخروج عن الطريق المرسوم لها، وخيار التوافق وحكومة الشراكة الوطنية ومرشح التسوية كلها خيارات تمثل الخروج من الازمة الحالية بلا تشاؤم او تطير.