TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > من أوراق الملك غازي

من أوراق الملك غازي

نشر في: 30 مايو, 2010: 04:28 م

الحلقة الرابعة زهير كاظم عبود أوراق الملك غازي كتاب اصدره الباحث  زهير كاظم عبود ولاهميته والوثائق التي نشرها تعيد ذاكرة عراقية نشر حلقات منه
الوثيقة رقم (8) المملكة العراقية البلاط الملكي اليوم غائم وجميل قمت بزيارة دار عمي الملك علي والتقيت الاميرة عالية وبعد استراحة قليلة خرجت مع الامير عبد الاله والامير نايف وبعض المرافقين وتوجهنا صوب قصر الملح وبعد ذلك توغلنا بطريق الفلوجة بقصد الصيد. واذا بالجو يتلبد وبعاصفة رملية كثيفة حالة (حالت) دون تمكننا من الصيد فعدنا ادراجنا فوصلنا القوة الجوية. وعند وصولنا هناك بدأ المطر بالهطول بغزارة لم اعهدها من قبل ما أرغمنا على العودة الى قلب العاصمة. وعدنا ادراجنا الى بيت جلالة عمي الملك علي ، وجلسنا انا والاميرة عالية بعض الوقت ومن ثمه (ثم) تناولنا طعام العشاء. فعدت بعد قضاء سهرة جميلة الى قصر الزهور، لقد كانت بحق سهرة ممتعة ومفرحة.جعل الله ايامنا سعيدةالتوقيع الملك غازي الاول ختم البلاط الملكي 2/4/1934 rnالتعليق: الملك علي بن الحسين هو عم الملك غازي وله من الاولاد كل من خديجة (1907-1958) والملكة عالية (1911-1950) وهي زوجة الملك غازي ووالدة الملك فيصل الثاني، والامير عبد الاله، (1913-1958)، وهو الوصي على عرش العراق بعد مقتل الملك غازي الاول،والاميرة جليلة (1923 -1955) والاميرة بديعة (1920-2005).اما الامير نايف فهو الابن الثاني للملك عبد الله بن الحسين وشقيق  الملك طلال بن عبد الله، وهو من مواليد 1914، وله ثلاث شقيقات هن الاميرات كل من هيا ومقبولة ومنيرة 1914. اما الامير عبد الاله فهو ابن عم الملك وشقيق زوجته الملكة عالية، وقد اختلفت اراء الباحثين في مجال تقييمه ورسم صورة له، ولموضوعية البحث الذي نشره الدكتور سيار الجميل عنه بعنوان الامير الوصي عبد الاله في صورة عراقية قلمية حيث يذكر: "مهما اختلف الناس في الحكم على بعض الاوضاع، ومهما تجنت الاغلبية أم الاقلية على زعيم او زعماء مرحلة، ومهما غالى الساسة والمؤرخون في تقييم أي تاريخ، ومهما كثر القيل والقال في الضد،فان الحقائق هي التي تفرض نفسها في نهاية المطاف، ذلك ان الانسان قد يخطئ ويصيب...لقد كانت الصفحة التاريخية للامير عبد الاله الوصي على عرش العراق 1939-1958، ولما تزل متشحة بالسواد الداكن والكراهية عند الغالبية العظمى من الناس. ومن عادات اولئك الناس انهم ان سمعوا شيئا صدقوه وان تربوا على امر اشاعوه، وان ظنوا سوءا فيا ضياع الحقيقة وبئس الظنون، نعم بقيت صورة الامير عبد الاله بن الملك علي في المخيلة العراقية والعربية منذ الاربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، صورة مستلبة في غاية البشاعة ولا تفترق في حياتها عن مماتها..وكانت النهاية التي انتظرت عبد الاله في شوارع بغداد مأساوية وتراجيدية مؤلمة بكل المقاييس والاعتبارات والمعاني عندما سقطت الملكية في العراق فجر يوم 14 تموز/يوليو 1958 ، وها قد مضت عقود من السنين عليها، كي نسمع اصوات الذاكرة التاريخية من هنا أو هناك تنصف هذا الرجل الامير الذي كان يمتلك حدسا واضحا في قراءة نهايته البشعة التي كان يتوقعها على ايدي العراقيين، اذ كان قد صرح لاكثر من مرة: "نحن نقتل... لا اريد ذرية.. نحن نقتل..ولكن الهاشميون (الهاشميين) سيبقون..". rnالصورة القلمية: ذكريات مختزلة لقد سمعت بالصورة القلمية التي نشرها الاستاذ عطا عبد الوهاب مؤخرا عن الامير عبد الاله، فرغبت في قراءتها، وكنت اتمنى على الرجل منذ عهد بعيد ان ينشر مذكراته لما الفناه فيه وما كنت قد سمعت عنه من والدي، رحمه الله ، باعتبارهما من رجال القانون في العراق ابان عهد مضى وانقضى، وانا لم التق به ولم اتعرف عليه، نعم، سمعت عنه كل خير من الاستقامة والنزاهة وصدق القول وافق التفكير المتمدن الواسع، وكان قريبا جدا من الامير عبد الاله ابان الخمسينيات بحكم وظيفته في الديوان الملكي بالعراق.. قرأت كتيبه الصغير الذي عنونه بـ" الامير عبد الاله: صورة قلمية" والذي نشرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت وعمان 2001، فاعجبني فيه ما عرضه من حقائق عن رجل حكم العراق لسنوات طوال وقد اظهر باختصار ما له وما عليه، ولعمري انها مهمة شاقة في كتابة المذكرات السياسية، علما بأن الرجالات العراقيين من كبار الساسة والمثقفين قد تميزوا بالحجم الوفير من كتابة تلك المذكرات من كبار الساسة قد تميزوا بالحجم الوفير من كتابة تلك المذكرات التي تعكس من دون شك ثقل الاحداث التاريخية وقوة اولئك الرجال المحدثين الذين انجبهم العراق في القرن العشرين بشكل كبير مقارنة بغيرهم من الرجالات. لقد كتب العدد الكبير من الساسة والمثقفين العراقيين في مذكراتهم وكتبهم عن الامير عبد الاله، واختلفوا في أنه وتقييمه اختلافا كبيرا، واذا كان رجال العهد الملكي القديم من اليمينيين والاصلاحيين والليبراليين قد كتبوا عنه من منطلقات عاطفية الى حد كبير، واذا كان معارضوه من الجمهوريين الراديكاليين والاشتراكيين قد سودوا صفحاته

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram