اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > حصار الكوت عام 1915ــــ 1916

حصار الكوت عام 1915ــــ 1916

نشر في: 30 مايو, 2010: 04:37 م

مثنى حسن مهدي rnالكوت في لغة أسفل العراق وما داناه من بلاد العرب والعجم هو ما يبنى لجماعة من الفلاحين ليكون مأوى لهم ومسكناً وقد يبنى وحده أو يبنى حوله مجموعة من الأكواخ من الطين أو القصب ولا يطلق هذا الاسم (الكوت)
 إلا إذا كان البناء على حافة نهر كبير أو على ساحل بحر وأقرب ما يكون لتعريفه ،، الميناء أو مخزن الذخيرة التجارية ،،. الكوت التي نتحدث ألان هي مركز محافظة واسط إحدى محافظات جنوب العراق تقع جنوب العاصمة بغداد بنحو ( 180 كم ) .هذه المدينة الكوت التي تغفو على أكتاف نهر دجلة كانت قد عاشت محنة حقيقية إبان الحرب العالمية الأولى بعد أن دخلتها القوات البريطانية زاحفة من البصرة إلى بغداد فاحتلت المدينة في 29/أيلول/1915 حيث تقدمت قوات طاونزند إلى بغداد لتحدث معركة سلمان باك التي خسر فيها القائد البريطاني 33% من قواته لتعود متقهقرة الى الخلف لتحاصر في مدينة الكوت من قبل القوات العثمانية في عملية حصار مثير وغريب عرف عنه أطول حصار حدث في الحرب العالمية الأولى . فكان حصارا لكوت ومازال يدرس في جميع الأكاديميات العسكرية في العالم . عن هذا الحصار وتفاصيله وأشياء أخرى كثيرة حدثنا الباحث السيد مثنى حسن مهدي أحد أبناء المحافظة ومؤرخ تاريخها القديم والحديث بقوله . كلمة الكوت منتشرة في القسم الجنوبي من العراق وعربستان وإمارات الخليج وعرفت في هذه البلاد عدة مواضع باسم الكوت مثل كوت الزين وكوت خليفة وكوت جار الله وكوت العصيمي وكوت المعمر وقد ورد اسم الكوت في عدة كتب قديمة منها العربي والفارسي والتركماني والإنكليزي والفرنسي والإيطالي. للكوت عدة أسماء فهي بين كوت سبع وكوت العمارة وكوت الإمارة ولكل اسم أدلة تاريخية , أما كوت سبع فقد ذكر الأستاذ عبد الرزاق الحسني في كتابه موجز تاريخ البلدان العراقية (ص182) عن الكوت قوله (قد بحثنا كثيراً عن تاريخ إنشاء هذه البلدان فروى لنا الطاعنون في السن إن أول من أقام البيوت فيها رجل من مياح بطن من ربيعة يدعى سبع بن خميس رئيس في عام 1812 فنسبت إليه ودعيت بكوت سبع. وقد ذكر الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه حرب الخليج (ص64) عن الكوت قوله ( تعني الحصن أو المراقبة والدفاع). فيما يرى الشيخ علي الشرفي الوزير السابق في مقاله المنشور في جريدة البلاد البغدادية العدد 125 في 7/4/1930 قوله (الكوت لفظة قد تكون فارسية الأصل مشتقة من الكوة أي القرية الزراعية أو إنها لفظة كلدانية مثل لفظة كربلاء وغيرها). أما تسميتها بكوت العمارة والحديث للباحث السيد مثنى حسن فذلك لأن دجلة المنسلة من شمالي هذا الموضع أي من النعمانية حتى القرنة كانت ولا تزال تدعى شط العمارة. والتسمية الثالثة كوت الإمارة : هو أن الإمارة نزلوا من شمال الكوت وتوطنوا على ضفتي دجلة إلى صدر الغراف المقابل للكوت من الجانب الشرقي والغربي إلى عدة كيلومترات. rnإنشاء المدينة : rnكان للضرورة حكم في إنشاء مدينة الكوت حيث أن موقعها قريب من منتصف المسافة بين البصرة وبغداد وتقع عند تفرع نهر الغراف من دجلة فكانت السفن النهرية المتنقلة بين هاتين المدينتين ترسو في الكوت لتفرغ حمولتها في سفن صغيرة تسير في نهر الغراف إلى الحي والمدن التي تقع جنوبها , إن الكوت أنشئت أساساً كميناء نهري وقد كانت الكوت قرية ثم أصبحت من مواضع التجارة النهرية المهمة بعد أن حصلت شركة (لنج) البريطانية على امتياز تسيير البواخر بين بغداد والبصرة عام 1869 فتكاثر عدد سكانها وعظمت أهمية الكوت وصار لها ذكر في التجارة. ويضيف السيد مثنى لقد شاع اسم الكوت وذاع وتداولته وكالات الأنباء العالمية واتجهت الأبصار في جميع أنحاء العالم نحوها تبحث عنها على الخريطة ولا عجب في ذلك فقد حوصرت في الكوت قوات بريطانيا العظمى وعجزت كل المحاولات لفك الحصار عن الجنرال طاونزند وقواته وأصبحت الكوت وحتى يومنا هذا يدرس حصارها في جميع الأكاديميات العسكرية في العالم لأنه أطول حصار حدث في الحرب العالمية الأولى حيث سلمت القوات البريطانية المحاصرة إلى القوات التركية دون قيد أو شرط. rnويعتبر حصار الكوت أكبر فاجعة وقعت لأية حملة عسكرية بريطانية وكتب لهذا الحصار أن يبقى بصفته أكبر هزيمة شهدتها بريطانيا بعد حصار عقيم دام (147) يوماً اضطر فيها (13) ألف عسكري بريطاني وهندي الاستسلام للقوات العثمانية ولم يقف الأمر عند هذا الحد فمن بين (13) ألف أسير حرب الذين استسلموا في الكوت لقي (7) آلاف أسير منهم حتفه في طريق الأسر إلى اسطنبول فيما قتل (23) ألف آخرون في محاولات فاشلة كان الهدف منها فك الحصار عن القوات البريطانية في الكوت. rnوصول القوات البريطانية إلى الكوت : rnعندما وصلت القوات البريطانية إلى الكوت زاحفة من البصرة حدث اشتباك وتراشق مدفعي بين القوات العثمانية والقوات البريطانية فقرر القائد العثماني نور الدين الانسحاب من سلمان باك وإخلاء المدينة حيث تركت القوات العثمانية المدينة يوم 29/أيلول/1915 فدخلتها القوات البريطانية في نفس اليوم , فاندفعت قوات طاونزند تطارد القوات العثمانية نحو سلمان باك وهناك حدثت أعظم معارك الحرب من حيث أهمية نتائجها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram