باسم عبد الحميد حموديسأتجاوز مسبقا التعريفات الاكاديمية المربكة للخيال والمخيال , والجأ الى بساطة الحديث حول خيال الثقافة , والادب ... لاقول :اتاحت الفضائيات ( العراقية المنتشرة في كل ارض) للكتاب والادباء والشعراء فرصا كبيرة للانتشار والحوار وعرض القدرة (الثقافية) الخاصة بهذا الاديب أوذاك ,
واتسعت منصة قاعة اتحاد الادباء يومي الاربعاء والخميس لتقدم المبدع والتعيس من الشعراء والنقاد والدارسين , بحيث اختلطت التجارب واجتمع المتضائل منها وغير المفيد بالجاد المثمر.بذلك اتيح للخيال الشخصي حول جدوى ما كتبنا ان يصل الى درجة القناعة بأن يعلن المدوّن عن شرعية ما دوّنه علنا , باعتباره تجربة تعطي ما يضيف الى الادب والى الثقافة , وبذلك امتلأت الفضائيات العراقية بأسماء وأشكال ليس لها وزن حقيقي بل هي اشكال ملأت الساحة ضمن خيال يفترض وجود ثقافة ووجود ادب يستطيع هؤلاء تقديمهما للمتلقي الجالس في قاعة الاتحاد في صباحات الاربعاء والخميس ومقابل شاشة التلفاز. اننا لانجد في عموم الفضائيات العراقية_- الا النادر والاستثنائي – محاورا ( أو محاورة) يعرف تمامامع من يتحدث حقيقةدون أن يقترب من ورقة الاسئلة التي بيده ( بيدها), مع اننا دوما نجد الحرص المسبق على الوقت المتاح لتلك المقابلة أو ذاك الحوار.واذا كنت أعجب لمن توهم الشعر نثرا فكتبه بأدعاء ( قصيدة النثر) وهذه القصيدة منه براء , فاني على عجب اكبر من ناقد قدّم هذه المحاولات الفجة ( والتي لايدرك صاحبهاعمق الجريمة التي يرتكبها بحق الادب والثقافة ) وتحدث عنها بتكريس ووضع بذلك داخل جسم الادب والثقافة العراقيتين مسوخ تجارب ومحاولات ضعيفة لاتستحق النظر فيها.ان ضياع هوية معظم الحوارات المحسوبة على الثقافة العراقية في الفضائيات وفي وسائل الإعلام المتعددة لن يصنع منها ثقافة , بل مجموعة جرائم ترتكب بحق الثقافة والادب , جرائم يرتكبها علانية محررون ينشرون السيئ من التجارب ومحاورون لا يفهمون اهمية الثقافة بل يستخفون بها وبأهلها عندما يستدعون الى استديوهاتهم اشباه مثقفين.. ومثقفات , لملء فراغ واستمرار برامج لا علاقة لها بخيال الادب وتقديم صورة مبهرة للثقافة العراقية .بعض الفضائيات قدمت حلقات من برامج تحدث فيها أساتذة من وزن محترم فكسبت المشاهد الذي احترم تجربتها وبعض صفحات الصحف الثقافية لا تنشر الا للمكرسين من المثقفين وبعض تجارب الشباب ذات المستوى المتقدم , وبذلك حافظت على احترام المثقف والقارئ لها, وسمحت للخيال الأدبي والثقافي ان يكون خيالا خلاّقا يضيف الى التجارب الوطنية الأدبية – الثقافية شيئا جديدا . ملاحظة أخيرة : بعض الأدباء والشعراء والمسرحيين والسينمائيين يقولون انهم حصلوا على جائزة الدولة للإبداع في هذا المجال او ذاك , وعلى هؤلاء ان يتذكروا أنه لم تكن هناك في العراق جائزة بأسم الدولة , بل هي جوائز سنوية تقدمها وزارة الثقافة بنوعين : الإبداع والتشجيعية للشباب , وأن معظم المتحدثين قد حصلوا على الجائزة التشجيعية للشباب , أو تخيلوا أنهم حصلوا عليها .
خيال الثقافة وخيال الأدب
نشر في: 30 مايو, 2010: 04:44 م