د صادق الصحن(2-2) يؤكد الخبراء أن أية خطة شاملة للتوعية بمخاطر الإدمان والمخدرات ومواجهتها لا بد من أن تتضمن استخداماً رشيداً وتوظيفاً فعالاً لوسائل الإعلام الجماهيري وأنشطة الإتصال الشخصي المباشر، ما يؤكد أهمية استخدام الإعلام والمعلومات كجزء من المنظومة الوقائية والعلاجية المتكاملة للمواجهة الشاملة لقضية الإدمان والمخدرات.
وهناك آثار سلبية اوضحتها البحوث والدراسات والخبرات السابقة لوسائل الإعلام فيما يتعلق بالوقاية من الإدمان والحد من انتشار المخدرات والتي يتمثل أهمها في:1- اتجاه بعض المسلسلات والأفلام (والدراما بصفة عامة) الى عرض موضوعات الإدمان والمخدرات بإسلوب يضفي على المتعاطي هالة من البطولة والذكاء والشجاعة، او تقديمه على أنه ضحية.2- تكون الفكرة المعروضة غير حقيقية، او تعرض بشكل متناقض مع نقص المعلومات المتضمنة فيها او تقديمها بشكل مشوه او مبتور.3- تقديم بعض موضوعات المخدرات في إطار من التسلية والترفيه والإمتاع، ما يحقق نتائج عكسية ضد الهدف التوعوي والتربوي لها.دور الإعلام الوقائي للحد من تعاطي المخدراتrnأولاً: دور الإعلام في ترسيخ القيم الكبرى للمجتمع.عرّف بعضُ الكتاب المعاصرين الإعلامَ بأنه إحاطة الرأي العام علماً بما يجري من امور وأحداث سواء في الشؤون الداخلية والخارجية وتحليلها بما يناسب وسيلة الإعلام والجهة المنتمية اليها، إلا أن الإعلام بمفهومه الشامل اوسع من هذا بكثير فإن للإعلام دوراً كبيراً في توجيه الرأي العام وذا أثر كبير في بناء شخصية المجتمع وصقل مواهبه وعرض آراءه ومعطياته وتوجيه مسار التربية والثقافة فيه بمختلف وسائله المسموعة والمقروءة والمرئية اذا ما تم استخدامه وفق خطط اعلامية مدروسة وليس هذا مجال لتحقيق ذلك ولكن الذي يهمنا هنا هو دور الإعلام في توجيه الشباب ووقايته من تعاطي انواع المخدرات من خلال ترسيخ القيم الكبرى للمجتمع.إن لكل مجتمع في العالم مبادئ ومثل وقيم وركائز وأخلاق ثابته يقوم عليها كيانه وبنيانه، وتؤسس عليها حضارته وتراثه، والمجتمع العراقي جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسلامي الكبير بل هو قلبه النابض واساس الدعوة الكبرى التي جاء بها المصطفى(ص) لذا فعلى هذا المجتمع مسؤولية كبيرة أمام الله ثم أمام التاريخ والبشرية بأجمعها0ومما لا شك فيه ان العقيدة الإسلامية هي أهم تلك القيم والمبادئ الكبرى التي يقوم عليها كيان المجتمع العراقي، وان تلك الحضارة الضخمة العظيمة التي يتحدث عنها العالم بأسره لهذه الأمة يعود فيها الفضل الى التمسك بهذه العقيدة الصحيحة والتي بدونها لا قيمة لنا.والإنسان كائن حي وهو مدني بطبعه يتفاعل مع المجتمع الذي يعيش في ويتأثر به ويؤثر فيه، يأخذ منه ويعطي له بشتى الوسائل ومختلف الوسائل، لذا من الضروري بناء الإنسان وارشاده وتوجيهه ازاء الجهة الحق، وتقع هذه المسؤولية على وسائل الإعلام في بناء شخصية الإنسان، وبما أن ظاهرة المخدرات بدأت تنتشر في المجتمع العراقي والمعروف على الشعب العراقي يتأثر بعلماء الدين وبما أن المخدرات تعد من الكبائر او من الذنوب العظام في الإسلام لذا على وسائل الإعلام المختلفة ان تتبنى بيان رأي العلماء في برامج معدة ومخطط لها للتأثير على المتلقي وايصال رأي العلماء بمختلف طرق الإبانه بأن كل مسكر ومخدر ومذهب للعقل والوعي والرشد يحاربه الإسلام، ويحرمه الدين ويعاقب عليه الله عز وجل، وان أي تعاطي للمخدرات هوخرق لعرف وتقاليد وقيم المجتمع العراقي، وكذلك بيان حرمة بيع وشراء ونقل وزراعة المواد المخدرة0وعلى ضوء ذلك يتضح أن من أهم المهام الملقاة على الإعلام للحد من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات هي اقامة برامج دينية تركز على:1- التعليم والإرشاد والتوجيه والهداية.2- بيان حرمة تعاطي المخدرات وآثارها الدينية والدنيوية.3- طابع الحكمة والموعظة الحسنة لكي تؤثر على المتلقي للإبتعاد عن هذه الظاهرةومن أهم الخصائص التي يمكن ان يعتمد عليها الإعلام لترسيخ هذه القيم في المجتمع وهي جزء من خصائص المجتمع الإسلامي المؤثر على المتلقي1- الإعلام الإسلامي إعلام هادف وموجه لتحقيق أهدافه، ومما لا شك فيه أن الإبتعاد عن الكبائر من أهم تلك الأهداف، وتعاطي المخدرات تعد من الكبائر كما هو معروف في الفقه الإسلامي.2- الإعلام الإسلامي قائم على الحجة والإقناع يستغل كافة الإمكانات النفسية والإجتماعية في الإنسان من أجل استثارة كل قوى الخير داخل نفسه وتوجيهها للخير والإبتعاد عن الظواهر السيئة ومنها تعاطي المخدرات.3- اعتمد الإعلام الإسلامي نظرية المثل والقدوة الحسنة للتأثير على المتلقي ومحاولة عزوفه عن الكبائر.وعلى ضوء ذلك يظهر لنا دور الإعلام ورجل الإعلام في بناء مجتمع عريق في ترسيخ القيم الكبرى والمبادئ النبيلة والمثل والأهداف السامية في نفوس أفراد المجتمع، وبذلك نستطيع أن نحافظ على المجتمع وبنائهِ على أسس متينة من الإيمان والأخلاق الكريمة والتوجيه السليم والإرشاد والتوعيه والتثقيف والإبتعاد عن هذه الظاهرة السيئة ونبذ كل من يتعاطى المخدرات في المجتمع العراقي.rnثانياً: الترفيه في وسائل الإعلام ودوره في الحد من انتشار ظاهرة المخدرات.تُعد ظاهرة المخدرات واحدة من أهم وأخطر القضايا والمشكلات الإجتماعية التي تعاني منها المجتمعات لتأثيرها ال
دور الإعلام فـي مكــافحـــة المخــدرات
نشر في: 30 مايو, 2010: 05:01 م