TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود ..لمن يتوجه نصر الله ؟

خارج الحدود ..لمن يتوجه نصر الله ؟

نشر في: 30 مايو, 2010: 05:19 م

حازم مبيضين لا يشكك إلا جاهل أو حاقد في أن الشيخ حسن نصر الله خطيب مفوه، وأنه يمتلك كاريزما من طراز رفيع، ولاشك في أن خطاباته تستهوي الجمهور خاصة وهو ينتقل من الجدية المفرطة، إلى إلقاء الطرائف التي تستدعي مثل تهديداته تصفيق الحاضرين،
 وتلويح بعضهم بقبضته في الهواء، تعبيراً عن القوة والولاء للشيخ العارف بأن العالم يرصد خطاباته، حتى ولو تكاثرت وتحولت إلى يومية، لأن المنتظر منه مفاجأة في كل خطبة، حتى أنه حين تغص جعبته بالمفاجآت، يعلن تأجيل بعضها إلى اللقاء القادم مع جماهيره، وهو في خطابه الأخير بدا كمن يرفع نبرة التحدي لإسرائيل التي يصر على تسميتها «الكيان الصهيوني»، ولكن ليس إلى حد التهديد بمهاجمتها كما يفهم ذلك مستمعوه المأخوذون ببلاغته. لم يكن ذلك غريباً ولا جديداً على متابعي مسيرة الحزب الطائفي، فلم يعرف عن هذا الحزب أنه يخطط لإزالة ذلك الكيان، لأن الشيخ حين يجد الجد، يلجأ إلى الواقعية معترفاً بينه وبين نفسه بالعجز عن ذلك، وهو يكتفي بأخذ الجانب الدفاعي، مؤكداً أن سلاح حزبه مكرس للرد على أي هجمات إسرائيلية محتملة على لبنان، وفي هذا الإطار يجب ملاحظة أن التهديد بنقل المواجهة إلى الشواطئ والبواخر الإسرائيلية أو القادمة إليها، لم تخرج عن إطار الجانب الدفاعي وأن اللجوء إلى ذلك لن يكون إلا بعد قيام إسرائيل بحصار الشواطئ اللبنانية والواضح هنا أن الشيخ كان يوجه عدة رسائل لعل أهمها تلك التي تستهدف تذكير طهران بحاجته لاستمرار المساعدات، وتلك الموجهة إلى الداخل اللبناني لتذكير خصومه السياسيين بمدى قوة سلاحه الذي يجب أن يظل في أيدي مقاتليه، متحدياً سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها.من المؤكد أنه لو جرى استفتاء سري على مدى التأييد لسياسات حزب الله ولخطاب نصر الله الأخير، لما كان سمير جعجع الوحيد المناهض له، لأنه خطاب موجه أيضاً إلى طهران لإقناعها بإمكانية جر إسرائيل لحرب ضد لبنان كرمى لعيون ولي الفقيه وليخفف بعض الضغط عليها، لكن الشيخ العارف نفسية اللبنانيين وحبهم للحياة يغلف ذلك بالموقف الدفاعي الذي يتبناه في خطاباته. صحيح أن العقلاء على الضفة الأخرى يحذرون من الحرب وهم يعرفون ويلاتها، لكن الصحيح أن العقلية الحاكمة في الدولة العبرية قابلة للاستفزاز ومفعمة بالمغامرة، والشيخ يدرك ذلك، لكنه لا يأبه، وهو حين يسخر من إشراك الدولة العبرية للمدنيين في التدريبات الخاصة بأي حرب محتملة على حدودها الشمالية يتجاهل أن المدنيين اللبنانيين سيكونون وقودها مثلما كانوا عام 2006، ويركز فقط على الاستعدادات العسكرية لحزبه، دون التفات إلى ما سيصيب لبنان اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً جراء تلك الحرب.خطاب نصر الله يشدد على مخاطبة اللبنانيين عبر ما يبدو للبعض تشدداً تجاه إسرائيل، وعبر ما نعتبره محاولة لتمديد الهدنة الهشة القائمة اليوم بينهما، وهو رسالة موجهة للبنانيين الذين يطالبون بحسم مسألتي سلاح حزبه ومسألة قرار السلم والحرب، ليؤكد لهؤلاء الالتزام الكامل بأن دور الحزب تجاه إسرائيل دفاعي بامتياز وأن هذا الدور ينقلب الى النقيض تجاه الخصوم اللبنانيين، وبما يعني أن السياسة الدفاعية في مواجهة اسرائيل تتزامن مع الاستعدادات الهجومية في الداخل، وبما يعني أيضاً أن التبجح بمواجهة اسرائيل بات ضرورة لاستمرار هيمنة الحزب على الحياة السياسية في لبنان، وبما يفسر صمت الساسة عن تجاوزاته، التي نعرف أنهم يرفضونها لكنهم لا يجرؤون اليوم على الجهر بذلك.  rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram