عبد الزهرة المنشداوي يحتاج العراق لجهود حثيثة في سبيل اعادة البنى التحتية، التي طالها الخراب، والتدمير طوال عقود من الزمن.العمل الجاري الان، وعلى قلته ومحدوديته، لايمكن ان يكون بديلا عن اقامة مشاريع جبارة في كل مفاصل الحياة.
هذه المشاريع يتوجب ان تاخذ بعين الاعتبار التقدم ،والتطورالحاصل في بنائها، وانشائها، وفق مبتكرات علمية ادخلت حديثا ، لايعرف العراقيون عنها شيئا يذكر بعد عزلتهم التي عاشوها طوال فترة تناهز الاربعين عاما.ما نسمع عنه من خلال وسائل الاعلام عن تنفيذ مشروع هنا ومشروع هناك في حقيقتها لاتعدو عن عمليات ترقيع لا تقدم ولا تؤخر في الامر بل يبقى الحال على ما هو عليه،قلة خدمات ومعاناة في البيت وفي محل العمل وفي الشارع.الشعب العراقي دائما ما يصف نفسه بنفسه(مفتح باللبن )لا بل زاد العذاب في حدة نظره ،نتيجة ما عانى من ظلم، وضحك على الذقون من خلال الشعارات الزائفة التي صار ضحية لها، ودفع ثمنها غاليا، وكانت شعارات ليس لها نصيب من التحقق على ارض الواقع المعيش لا ينتفع منها سوى الذين تسلطوا على رقاب الشعب واذاقوه الهوان.كان زمن بطولات، وامجاد، واحلام لاتخطر ببال يحلم بها الحاكم ،وعلى الشعب المسكين العمل عليها بدافع السياط التي تلهب جلده، وان اعترض فهو الخائن والجاسوس ومستحق لان يرمى باحواض التيزاب لكي لايعرف طريقه حتى الشيطان نفسه.هذه الفترة الرهيبة التي عاشها جعلته في جانب من الجوانب ينتبه اكثر ويرى اللامعقول الذي يحدث له فابدلت الصفة (مفتح بالنفط الاسود)!هذا التفتيح بقي لديه ولم يفقده حينما تحرر من السلطة الغاشمة بعد عام 2003 وصار يرى ايضا مالا يعجبه من امور رغم ما راود مخيلته من احلام وامنيات ليس من الصعب تجسيدها على ارض الواقع، ومنها انه سيكون مواطنا غير مواطن الامس.حقوق ورعاية وفرص عمل وبيئة ملائمة وبيت سكن ومياه صالحة للشرب ما يهم انه حلم بمدينة (دلمون التي لايمرض ولايموت فيها احد) مثلما تذكر الاسطورة ولكن العكس هو ماحصل, امراض اطلت براسها تهاجم المواطن في البصرة والناصرية ولا من دواء شاف.المواطنون في المناطق الشعبية التي تدنى فيها مستوى الخدمات الى حدود بعيدة انتبهوا( فتحوا بالنفط الاسود)والرؤيا لديهم واضحة غير غائمة ابدا (حدة بصر) وعرفوا المسببات والاسباب لتدني الخدمات في مجالات لاعد ولا حصر لها, ومنها ان المشاريع التي تحال للتنفيذ غالبا ما لا تحال الى مقاول (دخل على الخط) وليس له من علاقة بالعمل الذي رسيت عليه عملية التنفيذ لامن قريب ولا من بعيد، وبعضهم كلف بتنفيذ مشاريع قد لا تستطيع الالتزام بايفائها اعرق الشركات المختصة لكنها احيلت لمقاول امي لم يسبق له العمل (خلفة بناء)حتى، وهو على جهل مطبق في كل شيء عدا الاستغلال والتحايل.اتعلمون لماذا يحدث ذلك ؟الان المذهب المتبع في هذا الشان هو ان اغلب رؤساء الدوائر والمؤسسات وغيرها من المتنفذين المدعومين دعما مطلقا من احزابهم وكتلهم وقواعدهم لا يمكنهم ان يحيلوا تنفيذ مشروع يجدون فيه ربحا وافيا من عملة الدولارالى غير شقيق او قريب (الاقربون اولى بالمعروف )مسقطا عنه شروط الكفاءة والخبرة والنزاهة والتقيد بالشروط على طريقة (نفذ وامش)لذلك يدعو المواطن المفتشين العامين الى اجراء دراسة دقيقة لمعرفة كم رئيس دائرة او مسؤول في الدولة او حتى وزير لديه شقيق يعمل في مجال المقاولات عندها نستطيع ان نضع النقاط على الحروف ونعرف سبب التردي في جعل الامور تسير نحو الافضل ونحد من هدر الاموال التي توظف في غير مكانها والمواطن يراوح في المكان نفسه ولا من معين.
شبابيك ..انتباه رجاء
نشر في: 30 مايو, 2010: 05:50 م